تيريزا ماي إلى واشنطن للقاء ترمب الجمعة... ونتنياهو والسيسي في فبراير

الرئيس الأميركي الجديد يباشر العمل بأجندة طموحة وملفات ساخنة

إيفانكا ابنة الرئيس الجديد دونالد ترمب تجلس مع ابنها جوزيف لدى أداء موظفي البيت الأبيض الجدد القسم مساء أول من أمس (أ.ب)
إيفانكا ابنة الرئيس الجديد دونالد ترمب تجلس مع ابنها جوزيف لدى أداء موظفي البيت الأبيض الجدد القسم مساء أول من أمس (أ.ب)
TT

تيريزا ماي إلى واشنطن للقاء ترمب الجمعة... ونتنياهو والسيسي في فبراير

إيفانكا ابنة الرئيس الجديد دونالد ترمب تجلس مع ابنها جوزيف لدى أداء موظفي البيت الأبيض الجدد القسم مساء أول من أمس (أ.ب)
إيفانكا ابنة الرئيس الجديد دونالد ترمب تجلس مع ابنها جوزيف لدى أداء موظفي البيت الأبيض الجدد القسم مساء أول من أمس (أ.ب)

استهل الرئيس الأميركي دونالد ترمب أسبوعه الأول في البيت الأبيض أمس، بعقد لقاءات مع مجموعة من قادة الأعمال، ومع ممثلين لنقابات العمال وقادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونغرس، وإصدار قرارات تنفيذية وتعيينات جديدة في إدارته، إضافة إلى إجراء مكالمات هاتفية مع عدد من قادة الدول وتوجيه دعوات رسمية لهم لزيارة واشنطن.
وأقر الرئيس الأميركي الجديد في تغريدة له على «تويتر» صباح أمس، أنه سيبدأ أسبوعا مزدحما يخطط فيه للتركيز على خلق فرص عمل وعلى الأمن القومي ولقاء مع كبار المديرين التنفيذيين. ومن المقرر أن تقوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأولى الزيارات الرسمية لواشنطن، وستكون أول زعيمة أجنبية تجري محادثات مع الرئيس الأميركي الجديد في البيت الأبيض يوم الجمعة المقبل. وقال بيان صادر من البيت الأبيض، إن اللقاء سيكون فرصة للتعرف، ووضع الأساس لعلاقة عمل مثمرة. وتسعى رئيسة الوزراء البريطانية لإقامة علاقات تجارية ثنائية قوية مع الولايات المتحدة، بينما تستعد بلادها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
كذلك، تحدث ترمب هاتفيًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح أمس، ووجه له دعوة رسمية لزيارة واشنطن، وناقش الزعيمان سبل مكافحة الإرهاب وتأثيره على الاقتصاد. وذكرت مصادر بالبيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة الرئيس المصري لواشنطن ستتم في النصف الثاني من شهر فبراير (شباط) المقبل. ومن المتوقع أن تركز محادثات القمة المصرية - الأميركية على مكافحة الإرهاب في المنطقة، ومناقشة القضايا الإقليمية، ومن أبرزها القضية الفلسطينية وملف الأزمة السورية والصراع الدائر في اليمن.
وكان ترمب قد أجرى اتصالا هاتفيا مساء أول من أمس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ودعاه لزيارة واشنطن. ومن المتوقع أن يقوم نتنياهو بزيارة واشنطن مطلع فبراير المقبل. وقال البيت الأبيض في بيان إن الرجلين اتفقا في أول اتصال هاتفي بينهما منذ تولي ترمب مهامه رسميا، على أن المفاوضات بشأن سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن تكون «مباشرة». وقال إن الرئيس ترمب الذي وصف هذه المحادثة بـ«الجيدة جدا»، شدد على أنه «لا يمكن التفاوض بشأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلا بشكل مباشر، وأكد أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع إسرائيل لتحقيق تقدم باتجاه هذا الهدف». لكن بيان البيت الأبيض لم يأت على ذكر اقتراح ترمب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وهي خطوة تشكل خرقا للتوافق الدولي بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ونفى البيت الأبيض أول من أمس أن يكون قرار من هذا النوع وشيكا.
من جهته، أعلن مكتب نتنياهو في بيان، أن «رئيس الوزراء عبر عن رغبته في العمل بشكل وثيق مع الرئيس ترمب لوضع رؤية مشتركة من أجل دفع السلام والأمن قدما في المنطقة». وأضاف أن نتنياهو أكد أنه سيبحث مع ترمب النزاع في سوريا، وأن «الأولوية الأولى لدولة إسرائيل هي مواجهة التهديد الذي يشكله الاتفاق النووي السيئ الذي أبرمته إيران». وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن «الموعد النهائي (للقاء) سيحدد في الأيام التي ستسبق» الزيارة.
ووصف نتنياهو أمس تولي دونالد ترمب الرئاسة في الولايات المتحدة بـ«الفرصة العظيمة» لإسرائيل، لكنه دعا حلفاءه في اليمين الإسرائيلي إلى ضبط النفس. وقال نتنياهو لنواب من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه، غداة المكالمة الهاتفية التي أجراها مع ترمب، إنه بعد ثماني سنوات من «الضغوطات الهائلة» التي مارستها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما فيما يتعلق بموضوعي إيران والاستيطان، «نحن أمام فرص عظيمة وهامة لأمن ومستقبل دولة إسرائيل»، كاشفا أن إدارة ترمب تطلب من الجانب الإسرائيلي «التحلي بالمسؤولية والتعقل لعدم تفويت هذه الفرصة».
ومع أن أوساطا إسرائيلية وأميركية كشفت أن ترمب أبلغ نتنياهو، أن موضوع نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس يحتاج إلى وقت غير قليل، إلا أنها أضافت أن الأمر جاد، والرئيس ترمب مصمم على تنفيذ وعده. وقالت هذه المصادر، إن الموضوع سيبدأ مرحلة البحث المبكر. وكشفت مصادر أخرى، أن الإدارة الأميركية الجديدة أرسلت مهندسا معماريا كبيرا إلى القدس لفحص العقارات الأميركية فيها، خصوصا قطعة الأرض التي كانت الولايات المتحدة قد اقتنتها قبل عقدين خصيصا لبناء السفارة عليها.
وذكرت مصادر سياسية، أن بناء السفارة سيستغرق عشر سنوات، على الأقل، أي أنها ستكون جاهزة فقط بعد انتهاء عهد ترمب. ولكن في المداولات الداخلية يجري البحث في إمكانية تقديم حلول أخرى تضمن ألا تضيع فرصة نقل السفارة من تل أبيب في زمن هذه الإدارة. ومن هذه الحلول: انتقال السفير للعمل من القدس مع بقاء السفارة في تل أبيب، أو نقل السفارة إلى مقر القنصلية القائم حاليا في القدس الغربية، وتحويل السفارة في تل أبيب إلى قنصلية، أو البقاء في الوضع الحالي إلى حين اتخاذ قرار سياسي في الموضوع.
وتحدث ترمب من جهة أخرى مع الرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو، كما أشار إلى أنه سيتحدث هاتفيًا مع رئيس الوزراء الكندي. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي ينوي إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة مع المكسيك وكندا (نافتا). كما سيناقش قضايا الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود. وكان ترمب قد وعد خلال حملته الانتخابية ببناء جدار على طول الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة والمكسيك. وأصر على أن المكسيك ستتحمل تكلفة بناء هذا الجدار. ولتطبيق مبادرات كبرى كبناء الجدار مع المكسيك، يتعين على ترمب الحصول على موافقة الكونغرس المخول الوحيد لصرف الأموال لتنفيذ هذا المشروع غير المحدد الملامح بعد.
وقد بدأ ترمب يوم أمس باجتماع على الإفطار في قاعة روزفيلت مع كبار المديرين التنفيذيين لشركات، أشار خلاله إلى نيته خفض الضرائب بشكل كبير لكل من الطبقة المتوسطة والشركات، بحيث تصل إلى ما بين 15 في المائة إلى عشرين في المائة، إضافة إلى تقليل الأعداد الضخمة من اللوائح والقوانين، لكنه حذر من رحيل الشركات الأميركية للعمل بالخارج، مشيرًا إلى أنه سيفرض ضريبة باهظة على السلع الواردة من مصانع أميركية تعمل بالخارج. وقد شارك في الاجتماع رؤساء شركات مثل «فورد» للسيارات و«جونسون آند جونسون» و«لوكهيد مارتن» و«داو كيمكال».
وكان مفترضًا أن يجتمع ترمب مع كبار قادة الحزب الجمهوري والديمقراطي من مجلسي الشيوخ والنواب في أول اجتماع رسمي في البيت الأبيض مساء أمس. وكان الاتجاه أن يشارك في الاجتماع بول رايان رئيس مجلس النواب، والسيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، والسيناتور جون كورنين، وزعيم الأقلية الديمقراطية السيناتور تشاك تشومر، وزعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب نانسي بيلوسي، والنائب ديك ديبرن، وزعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب كيفين ماكارثي.
كذلك، كان مفترضًا أن يشهد الكونغرس مساء أمس أهم الجلسات لتأكيد تعيين كل من مايك بومبيو مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية، وريك تيلرسون وزيرا للخارجية. ولا يزال أمام الكونغرس أكثر من عشرة تعيينات أخرى على مستوى الوزراء الذين يجب تأكيد تعيينهم، والحصول على موافقة مجلس الشيوخ، حتى يتمكنوا من بدء عملهم في إدارة الرئيس ترمب.
ومن المقرر أن يشهد الكونغرس اليوم الثلاثاء جلسات تأكيد ترشيح جيف سشنز لمنصب النائب العام أمام لجنة الشؤون القضائية، وبن كارسون لمنصب وزير الإسكان، وتأكيد ترشيح بيتي ديفوس في منصب وزيرة التعليم، إضافة إلى جلسة استماع مع النائب توم برايس الذي رشحه الرئيس ترمب لمنصب وزير الصحة.



أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».