علوش: ذاهبون إلى «آستانة» لتثبيت وقف إطلاق النار

الجيش التركي يواصل قصفه في شمال سوريا ويقتل 18 داعشيًا

محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات آستانة خلال لقائه الصحافي أمس لوكالة أنباء «الأناضول» بإسطنبول (غيتي)
محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات آستانة خلال لقائه الصحافي أمس لوكالة أنباء «الأناضول» بإسطنبول (غيتي)
TT

علوش: ذاهبون إلى «آستانة» لتثبيت وقف إطلاق النار

محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات آستانة خلال لقائه الصحافي أمس لوكالة أنباء «الأناضول» بإسطنبول (غيتي)
محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات آستانة خلال لقائه الصحافي أمس لوكالة أنباء «الأناضول» بإسطنبول (غيتي)

قال محمد علوش، رئيس وفد المعارضة السورية المسلحة إلى مفاوضات آستانة بكازاخستان، إن هدف المعارضة من الذهاب إلى المفاوضات هو تثبيت وقف إطلاق النار، بالدرجة الأولى، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.
علوش، وهو ممثل عن «جيش الإسلام» في المفاوضات التي تنطلق الاثنين المقبل في العاصمة الكازاخية، كان يتكلم لوكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أمس الخميس، وشدد على أنه بتناول هذه الموضوعات وتحقيق تقدم فيها يكون قد حققوا «إنجازا كبيرا يساعد على التقدم والمضي في الحل السياسي. نحن ذاهبون لآستانة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل جدي، خصوصا المناطق المشتعلة في وادي بردى بريف دمشق والغوطة الشرقية وجنوب دمشق، وجميع الجبهات... تثبيته أولوية».
وأردف علوش: «إذا تم تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بتفاصيله وصولا إلى وجود مراقبين لوقف إطلاق النار، سيعلم العالم كله من الذي يخرق هذا الاتفاق ومن الذي يقصف المدنيين، ومن الذي يعتدي». قبل أن يضيف: «الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام لا تستجيب لروسيا، ولا تستجيب للنظام، فهل ستتحمل روسيا عبء الضغط على إيران أيضًا؟ وإن ضغطت فهل إيران قادرة على لجم عصاباتها المسلحة على الأرض؟ هذه الأسئلة سنسمع الإجابة عنها في (آستانة)».
يذكر أنه بدءا من منتصف ليل 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بضمانات تركية - روسية تمهيدا لمفاوضات تستضيفها العاصمة الكازاخية آستانة. وحول العملية التفاوضية، قال رئيس وفد المعارضة المفاوض: «بعض الناس يرى أن الوقت الآن ليس وقت هدن؛ وإنما فتح معارك، وآخرون يرون العكس. وربما نحصّل شيئا من الأهداف الموضوعة لدينا، حتى نصل إلى أمن واستقرار سوريا. لقد اجتمعنا في أنقرة وجاء ممثلو الفصائل واستمرت الحوارات لستة أيام، والنقاشات كانت صريحة وبناءة، وهناك من وافق على الذهاب وهم الأغلبية».
معارك الشمال السوري
على صعيد آخر، أعلن الجيش التركي أمس الخميس أن قواته قتلت 18 مسلحا من تنظيم داعش الإرهابي في هجمات على جبهة الباب بمحافظة حلب في شمال سوريا. وتلقت القوات التركية المشاركة في عملية «درع الفرات» في شمال سوريا دعما في الأيام الأخيرة من طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى جانب روسيا التي أعلنت أول من أمس أن طائراتها الحربية شنت أول هجوم مشترك مع الطيران التركي في الباب. وذكرت القوات المسلحة التركية في بيان لها أنّ طائرات تابعة لروسيا الاتحادية نفذت غارات جوية على مواقع قرب الباب تزامنًا مع غارات الطائرات التركية التي تنفذ طلعاتها باستمرار.
وقال بيان الجيش التركي: «بعد الاتفاق الذي توصّلنا إليه مع روسيا حول إعلان هدنة في سوريا تستثني تنظيم داعش الإرهابي، نفذت طائرات تابعة لروسيا الاتحادية غارات جوية جنوب خط المواجهة مع (داعش)، واستطاعت تدمير أهداف كثيرة للتنظيم الإرهابي».
وأضاف البيان أن القوات التركية تمكنت من تنظيف الأماكن التي سبق طرد «داعش» منها، عبر إزالة الألغام، لدعم تحرك الجيش السوري الحر من دون خطر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».