تركت لاجئات سوريات آلام الحرب ومآسيها وراء ظهورهن وقررن أن يواصلن الحياة في موطن اللجوء إلى أن تحين ساعة العودة وهي الأمل الذي يعشن عليه لتشاركن في إحياء الفنون اليدوية والحرف التركية التقليدية ويحافظن عليها من الانقراض والاندثار.
عشرات السوريات انخرطن مع رفيقاتهن في تركيا في دورات ينظمها معهد للفنون والحرف اليدوية في محافظة ماردين الواقعة على الحدود مع سوريا في جنوب شرقي تركيا لإحياء فنون وحرف يدوية كادت تندثّر وتضيع في زوايا النسيان.
وفتح المعهد أبوابه للسوريات الراغبات في الالتحاق منذ العام 2011 بتشجيع من أمينة إردوغان عقيلة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ليتعلمن فنون الحياكة والدانتيل وصناعة الملابس التقليدية وفن الرسم على الماء أو الإيرو واسع الانتشار في تركيا إلى جانب حياكة المنسوجات المنزلية.
وتعد الفعاليات والأنشطة التي تجري داخل المعهد، مشروع حياة جديدة متناغمة بالنسبة للاجئات السوريات اللاتي سيمتلكن حرفة ومهنة بفضل الدورات التعليمية التي خضعن لها خلال السنوات الأربع الماضية.
ويقول متين ديجير مدير المعهد إن الأنشطة التي تجري في المعهد تهدف إلى إحياء الفنون والحرف اليدوية التي كانت مهددة بالاندثار كما تهدف إلى إعطاء اللاجئات السوريات دروسًا في الصناعات اليدوية وجعلهنّ أصحاب حرف ومهن.
ولفت إلى وجود قرابة 150 سيدة في المعهد أغلبهن لاجئات سوريات، موضحا أن الدورات التعليمية تعتبر مشروع حياة متناغمة بالنسبة لهؤلاء النساء اللاتي فقدن الوطن وفقدن العائلة أيضا.
وأضاف: إننا نقوم بفعالياتنا هنا ليس فقط من أجل التعليم وإكساب السوريات حرفا يتكسبن منها عيشهن وتوفر لهن حياة كريمة وإنما أيضا لزيادة الانسجام بين النساء السوريات والتركيات، مشيرا إلى أنهم يقدمون إلى جانب الأنشطة التعليمية والدورات المختلفة أنشطة أخرى اجتماعية ورحلات ترفيهية للنساء المشاركات، وفضلا عن ذلك يقدم المعهد دورات لتعليم اللغة التركية للسوريات لتمكينهن من العيش بسهولة في مجتمعهم الجديد إلى جانب حضور الأفلام السينمائية والعروض المسرحية.
غالبية اللاجئات السوريات في تركيا لم يسبق لهن أن عملن، لكن المشكلة التي واجهتهن تمثلت في تأمين الحماية ولقمة العيش لأطفالهن، لذلك وجدن حلاً بديلاً في مشاركة المسكن لتقليص تكاليف إيجارات المنازل وبدأن العمل متحديات الظرف العام وقلة خبرتهن العملية.
وكان الحل الأمثل لكثير من السوريات هو العمل في المطاعم في مهنة الطبخ أو إعداد الطعام وبيعه، كون الطعام السوري مفضلاً لدى السوريين الذين نزحوا إلى تركيا.
ومع استمرار تدفق السوريات خارج بلادهم بات تأمين العمل هاجسًا يؤرقهن لا سيما مع صعوبات الاندماج في المجتمعات الجديدة كتركيا، والتي تتطلب تعلّم لغة جديدة للانخراط فيها.
وعبرت إحدى السوريات المشاركات في الدورات التدريبية بالمعهد عن سعادتها الكبيرة لالتحاقها بهذه الدورات قائلة إنها بدأت تكسب مما تنتج بيدها بعض المال الذي يساعدها في نفقات الحياة.
وأضافت أنها وغيرها مئات من السوريات استطعن من خلال هذه الدورات على مدى الأعوام الخمسة الماضية أن يجدن الكثير من الفرص لتحسين مستوى معيشتهن لأنهن أصبحن يمتلكن حرفا تساعدهن على كسب المال من خلال هذه الدورات التي ينظمها المعهد.
7:57 دقيقة
سوريات يساهمن في إحياء التراث التقليدي لتركيا
https://aawsat.com/home/article/834371/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%8A%D8%B3%D8%A7%D9%87%D9%85%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7
سوريات يساهمن في إحياء التراث التقليدي لتركيا
مبادرة أكسبت 150 سيدة مهارات حرفية لتأمين لقمة العيش
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
- أنقرة: سعيد عبد الرازق
سوريات يساهمن في إحياء التراث التقليدي لتركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة