صعود وهبوط أفلام الأسبوع

سقطتان لأفلك وسكورسيزي ونجاح لأرقام مخفية

من الفيلم الكرتوني «غنِّ» الذي غنّى طوال الطريق إلى النجاح  -  «صمت» لسكورسيزي إحدى أكبر خسائر الأسبوع
من الفيلم الكرتوني «غنِّ» الذي غنّى طوال الطريق إلى النجاح - «صمت» لسكورسيزي إحدى أكبر خسائر الأسبوع
TT

صعود وهبوط أفلام الأسبوع

من الفيلم الكرتوني «غنِّ» الذي غنّى طوال الطريق إلى النجاح  -  «صمت» لسكورسيزي إحدى أكبر خسائر الأسبوع
من الفيلم الكرتوني «غنِّ» الذي غنّى طوال الطريق إلى النجاح - «صمت» لسكورسيزي إحدى أكبر خسائر الأسبوع

«صمت»، فيلم مارتن سكورسيزي الجديد انتهى في الواقع في المركز السادس عشر. بعيد جدًا عن القمّة التي كانت في البال. «عش ليلاً» (Live By Night)، فيلم بن أفلك ممثلاً ومخرجًا تقدّم من المركز 42 الذي احتله عندما كان يقوم بحملة ترويجه الأولى إلى المركز الحادي عشر. مسافة كبيرة إلى الأمام لكنه فشل في دخول قائمة العشرة.
وهناك فيلم جديد آخر كان افتتح قبل شهر للحاق بموسم الجوائز هو «مونلايت» في بضع صالات محدودة، لكنه عندما انتشر في 582 صالة وجد نفسه خارج اعتبار غالبية المشاهدين فاكتفي بالمركز التاسع عشر.
* في الوقت الصحيح
هذا الأسبوع، أكثر من أي أسبوع آخر، شهد تدحرج أفلام كثيرة وخيبة آمالها. إنه الأسبوع الذي بدأ فيه «روغ وَن: حكاية ستار وورز» بالتراجع الفعلي (حاليًا في المركز الرابع) ما يتيح الفرصة لعدد من الأفلام دخول محراب المراكز الخمسة المتقدّمة.
الفيلم الذي يقود الجموع هذا الأسبوع، وللأسبوع الثاني على التوالي، هو «أرقام مخفية» الذي فاجأ الجميع بنجاحه، وهو للمخرج الشاب تيودور ملفي، وهو ثالث عمل له بعد «طرق ملتفة» (1999) و«سانت فنسنت» (2014)، وبعد كتابة والعمل منتجًا لعدد لا بأس به من الأفلام.
العنوان مزدوج المعنى: Hidden Figures قد تعني «أرقام مخفية» نسبة إلى ثلاث سيدات أفرو - أميركيات اعتبرن «حاسوبات بشرية»، كما أطلق عليهن، قمن بمد وكالة ناسا الفضائية بكل الإحصاءات والمعلومات الحسابية والأرقام التي أسهمت في نجاح رحلاتها. كما قد تعني، بنفس المساواة، «أشكالاً مخفية» نسبة لأنهن عملن بعيدًا عن الواجهة وعلى نحو مستتر لإنجاح مهام ناسا خلال الستينات.
وما يخطف الاهتمام سريعًا من المشاهد الأولى ليس حسن التنفيذ بل براعة التمثيل من قِـبل تراجي ب. هنسن وأوكتافيا سبنسر وجانيل ماناوي. كذلك من الممثل العتيد كفن كوستنر في دور رئيس فرع الوكالة الذي يثق بطاقمه الثلاثي هذا ويعتبرهن «حاسوبات بشرية».
كان حل في المركز الأول منذ إطلاقه في الأسبوع الأول من الشهر الحالي بنحو 40 مليون دولار، ثم حافظ على نجاحه وفي المركز ذاته في الأسبوع الثاني من الشهر، منجزًا ما مجموعه 60 مليون دولار حتى صباح يوم الاثنين.
هذا النجاح «أرقام مخفية» عائد إلى أنه عُرض في الوقت الصحيح بمناسبة عطلة مارتن لوثر كينغ، من زاوية أن الرابط بين العيد المذكور وبين حقيقة أن الفيلم من بطولة ثلاث نساء أفرو - أميركيات (كرستين دَنست البيضاء تؤدي دورًا مساندًا هنا) تقدمهن ثلاث ممثلات من العرق نفسه ما ساعد على إنجاحه.
* في المركز الثاني قصّـة نجاح أخرى هي أكبر بالمقارنة.
«غنِّ» هو فيلم «أنيميشن» لغارث جنينغز خرج للعروض قبل شهر (قبيل نهاية السنة الماضية) وحل في المركز الثاني. تراجع إلى الرابع في أسبوع الثاني ثم عاود التقدم وحل ثانيًا في أسبوعيه الثالث والرابع جامعًا للآن نصف ما جمعه الفيلم الضخم «روغ وَن» (240 مليون دولار مقابل 502 مليون دولار حسب إيراداته الأميركية).
وكما استفاد «أرقام مخفية» من مناسبة مارتن لوثر كينغ، استفاد فيلم «لا لا لاند»، لكن من مناسبة أخرى. بعد أسبوعين من بدء عرضه، خطف سبع جوائز غولدن غلوب، ما نتج عنه حماس المزيد من المشاهدين الذين ضخوا فيه هذا الأسبوع نحو 14 مليون دولار أضافها إلى الـ70 مليون دولار التي كانت جمعها منذ أن بوشر بعرضه بل شهر.
لعله ليس المبلغ الكبير لكن الفيلم صمد منتقلاً، مثل «غنِّ» ما بين المراكز الثانية والخامسة طوال هذه الفترة. وسجل عالميًا رقمًا أعلى من الأميركي بلغ 55 مليون دولار.
* منطقة الوسط
إذا لم يكن تفسير سبب نجاح هذه الأفلام الثلاث المذكورة صعبًا، فإن تفسير الإخفاق الذي واجهه فيلم سكورسيزي «صمت» وفيلم بن أفلك «عش ليلاً» مثير للتعجب ولم يكن متوقعًا على الإطلاق.
«صمت» بوشر بعرضه قبل نهاية العام الماضي ليلحق بموسم الجوائز (الأوسكار تحديدًا) واختير له توزيع محدود في نحو 40 صالة. في نهاية الأسبوع الماضي تم توسيع رقعته إلى 747 صالة سينما أنجز فيها 400 ألف دولار فقط علمًا بأن ميزانيته وصلت إلى 50 مليون دولار.
والخسارة الأخرى المتمثلة بفيلم «عش ليلاً» هي أكبر شأنًا حسب حجم الميزانية التي كانت وصلت في الأصل إلى 90 مليون دولار قبل أن تنخفض إلى 65 مليون دولار تبعًا لقوانين الإعفاء الضريبي. لكن الفيلم لم ينجز أكثر من 3 ملايين و300 ألف دولار ما بين عروضه الأميركية والبريطانية معًا.
أحد الأفلام التي حطت في منطقة الوسط في أسبوع ضعيف الإنجازات عمومًا، هو فيلم بيتر بيرغ الجديد «باتريوتس داي» بطولة مارك وولبرغ. فهو انتهى إلى المركز الثالث من أول ظهور له في مطلع الأسبوع بحصيلة لم تزد على 15 مليون دولار.
هو فيلم وطني النية والمضمون يدور حول العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة بوسطن الأميركية خلال ماراثون عام 2013 وكيف تمكن البوليس والإف بي آي من القبض على مرتكبَيها العربيين.
هذا النوع من الأفلام التي تدور حول شخصيات واقعية برغبة توظيف الوضع الأمني أو العسكري للبلاد ليس جديدًا، لكن اللافت أن فيلم كلينت إيستوود «أميركان سنايبر» أنجز في هذه الفترة ذاتها قبل عامين 107 ملايين دولار في أسبوعه الأول. لكن الجمهور الذي تحلّق حول حكاية الجندي الأميركي الذي افتخر بقنصه عشرات العراقيين خلال غزو العرق، لم يجد في فيلم قلب الصورة (المأساة هذه المرّة أميركية) ما يدفعه على الحماس للموضوع.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.