الحكومة والمعارضة تتجندان للتخلص من النائب العربي باسل غطاس

الشرطة الإسرائيلية تفتح ملفًا جديدًا ضده يتعلق بشبهات تبييض أموال

الحكومة والمعارضة تتجندان للتخلص من النائب العربي باسل غطاس
TT

الحكومة والمعارضة تتجندان للتخلص من النائب العربي باسل غطاس

الحكومة والمعارضة تتجندان للتخلص من النائب العربي باسل غطاس

بعد أن انضم حزب «يوجد مستقبل» المعارض، برئاسة يائير لبيد، إلى مبادرة الائتلاف الحكومي، بدأت في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) مسيرة تنحية النائب العربي، باسل غطاس، من عمله البرلماني، ومحاكمته بتهمة تهريب هواتف جوالة إلى السجن، كما فتحت الشرطة ملفا جديدا ضده يتعلق بشبهات تبييض أموال تلقاها هو وحزبه (التجمع الوطني الديمقراطي) من «دول عربية معادية».
وقد جرت هذه الخطوة، بعد نجاح الوزير زئيف الكين، من حزب الليكود الحاكم، في تجنيد تواقيع 72 نائبا، على طلب لتنحية غطاس، بينهم 10 نواب من المعارضة، واعتمد هؤلاء على تصريح للمستشار القانوني للحكومة، بأنه سيجري بشكل مؤكد، تقديم لائحة اتهام ضد غطاس بسبب إدخال 12 جهاز هاتف جوال إلى سجن كتسيعوت وتسليمها للأسيرين الفلسطينيين، وليد دقة وباسل بزرة.
ويتطلب القانون، الذي سيطبق في هذه الحالة، لأول مرة في تاريخ إسرائيل، 72 نائبا لمجرد طرح الموضوع على لجنة النظام في الكنيست، شرط أن يكون بينهم عشرة نواب من المعارضة، فإذا وافقت اللجنة، فسيطرح الموضوع على الكنيست، وعندها تحتاج إلى تأييد 90 نائبا من أجل طرده. وقد تم استكمال العدد 70، أمس، عندما أعلن يئير لبيد، أن كتلته ستدعم تنحية النائب غطاس، وأعلن ثلاثة نواب من المعسكر الصهيوني، أمس، دعمه أيضا. وعلم أن كتلة المعسكر الصهيوني، طلبت من القائمة المشتركة، الضغط على غطاس كي يستقيل من الكنيست، وإلا فإن الكتلة ستمنح نوابها حرية التصويت على اقتراح فصله من الكنيست.
وحتى الآن، لا يتوفر تأييد 90 نائبا للقرار، وينتظر سماع موقف «المعسكر الصهيوني» المعارض الذي يشهد انقساما حول الموقف، فهناك تيار قوي تقوده النائبة تسيبي لفني، يرفض مبدأ إقالة نائب في الكنيست بأيدي رفاقه، وقال رئيس المعسكر، يتسحاق هيرتسوغ، إنه توجه إلى القائمة المشتركة طالبا منها أن تمنع استخدام هذا القانون، بإقناع النائب غطاس نفسه، أن يستقيل من الكنيست، ويخوض المعركة قضائيا دفاعا عن نفسه، لكن القائمة المشتركة، وهي أيضا منقسمة على نفسها في هذا الموضوع، رفضت اقتراح هيرتسوغ.
وكان غطاس قد توجه برسالة إلى أعضاء الكنيست، يدعوهم فيها إلى عدم التصويت على تنحيته، ويقول إنه مستعد للتباحث مع الشرطة والنيابة حول الاتهامات ضده، لكنه دعاهم إلى التذكر بأن المخابرات الإسرائيلية نصبت له كمينا وقع فيه، عندما أتاحت له دخول السجن وتصويره وهو يسلم الهواتف، وقال إن التحقيقات معه هي محاولة سياسية لضرب حزبه لا أكثر، وإنه لو كان نائبا في حزب يهودي، لكان التعامل معه مختلفا.
وأكد أن التحقيق الأخير معه، قبل يومين حول تبييض أموال وصلت إلى حزبه من الخارج (من دولة قطر بالأساس)، وما سبقها من محاكمة ميدانية و«تحريض يظهرني وكأنني عدو الأمة»، كلها دليل قاطع على الملاحقة الحزبية.
من جهة ثانية، تم إطلاق سراح الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية المحظورة، بعدما أمضى 9 أشهر في السجن، وأعلنت الشرطة أنها تنوي محاكمته على تهمة تحريض أخرى، وقد شكا صلاح من محاولة تهديد حياته، إذ إن سلطات السجون لم تتح له مغادرة السجن في ساعة عادية، حيث كان أفراد عائلته ينوون استقباله، بل أخرجته من السجن في ساعات الفجر، وأنزلته من السيارة في محطة باصات مركزية في بلدة يهودية، وأبلغته: «أنت طليق الآن»، فاضطر إلى استقلال حافلة ركاب والسفر إلى يافا، ومن هناك حضر رفاقه لأخذه إلى مدينته أم الفحم. وقال صلاح إن وضعه في تلك البلدة المعروفة بسيارة اليمين المتطرف، كان بنيات دنيئة لتهديد حياته من خلال تأليب اليهود ضده.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.