«فيتش» تتجه إلى خفض تصنيفها للاقتصاد التركي

«ناشيونال ستاندرد فايننس» تستثمر 20 مليار دولار في تركيا

«فيتش» تتجه إلى خفض تصنيفها للاقتصاد التركي
TT

«فيتش» تتجه إلى خفض تصنيفها للاقتصاد التركي

«فيتش» تتجه إلى خفض تصنيفها للاقتصاد التركي

أكدت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني الدولي، أن تركيا في حاجة إلى تدفق عملات أجنبية من الخارج، وأن هناك احتمالا بأن تُقدم على خفض درجة تصنيف تركيا الائتماني خلال الأيام المقبلة.
ومن المقرر أن تعلن «فيتش» تقريرها حول الاقتصاد التركي في السابع والعشرين من يناير (كانون الثاني) الحالي وسط حالة من الترقب في الأوساط الاقتصادية في تركيا في ظل التذبذب الحاصل في سعر الليرة التركية أمام الدولار واليورو واستمرار خسائرها منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد في منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وقال مسؤولون في «فيتش» في معرض تقييمهم للتطورات الاقتصادية في العالم: إن الوضع المالي العام السائد في تركيا ما زال قويًا رغم وجود بعض المخاطر التي تحيط بالبلاد نتيجة الأوضاع الأمنية السائدة في دول الجوار.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، في تصريحات أمس (الجمعة) إن المرحلة المقبلة ستشهد عودة الليرة التركية إلى مسارها الطبيعي بعد فشل ما أسماه بـ«حركة التقلبات والمضاربات» مؤكدًا أنه لا يوجد أي سبب يمنع تحقيق ذلك.
وأكد زيبكجي، أن البنك المركزي التركي لديه القدرة على اتخاذ إجراءات ضد نهج المضاربة الذي تتعرض له تركيا. وقال: إن هناك أدوات قوية يمكن استخدامها، ونعتقد أن هذه الإجراءات لن تشكل خطرًا على تركيا.
وشهدت الأيام الأخيرة هبوطًا حادا في أسعار صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية؛ حيث سجل الدولار الأميركي أعلى قيمة قياسية له أمام الليرة التركية بحد وصل أقصاه 3.93 ليرة يوم الأربعاء الماضي، في الوقت الذي قرر فيه البنك التركي المركزي خفض الاحتياطي الأجنبي الإلزامي للبنوك العاملة بالسوق في محاولة لضخ المزيد من الدولارات بالنظام المصرفي.
وكانت وكالة التصنيف الائتماني الدولية «موديز» حذرت في تقرير، الثلاثاء، من تزايد المخاطر المحلية والجيوسياسية وتصاعد الهجمات الإرهابية في تركيا خلال الشهور الأخيرة على الوضع الاقتصادي، وخفضت «موديز» تصنيفها الائتماني لتركيا إلى درجة Ba1.
وقالت الوكالة إن تلك الأوضاع أدت إلى هرب رؤوس الأموال من تركيا وساهمت في إضعاف الليرة، وبخاصة منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو ما أدى إلى ارتفاع التضخم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى 8.53 في المائة خلافا للتوقعات التي كانت تشير إلى 7.6 في المائة.
لكن رئيس هيئة مراقبة وتنظيم القطاع المصرفي بتركيا محمد علي أكبن، أكد أن قطاع البنوك في تركيا لا يشكو من تدهور كبير، ولا يعاني مشكلات في تحصيل مستحقاته، على عكس ما يتم الترويج له في الخارج في إشارة إلى تقرير «موديز».
واعتبر نائب رئيس الوزراء التركي لشؤون التجارة والجمارك نور الدين جانيكلي، أن التقييم الأخير لوكالة «موديز» بشأن القطاع المصرفي التركي «لا يقوم على أساس منطقي، بالتالي غير موضوعي، ويكاد يكون بمثابة هجوم».
في غضون ذلك، قال روسيل ديوك، مدير عام شركة «ناشيونال ستاندرد فايننس» الأميركية للاستثمارات البديلة، إن شركته تعتزم الاستثمار في تركيا بقيمة 20 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، على أن تزيد القيمة التمويلية خلال المراحل المتقدمة بناءً على النجاحات التي ستتحقق في السنوات الأولى.
ولفت ديوك إلى أن المستثمرين الدوليين يعتزمون الاستثمار في تركيا عبر صندوق التمويل التركي الخليجي، وأن أنقرة ستستفيد كثيرًا من شبكة تمويل شركته التي تفوق 2 تريليون دولار، وأن استثمارات شركته ستساهم نوعًا ما في حل مشكلة نقص السيولة التي تعاني منها تركيا حاليًا.
وأوضح، أن قطاع البنوك في تركيا يستحوذ على أهمية بالغة، ويأتي في مقدمة القطاعات التي سيتم الاستثمار فيها، إلى جانب قطاع العقارات والطاقة والبنية التحتية.
وأشار إلى أن الاستثمارات والصفقات التجارية والتمويلية التي ستُعرض على تركيا، ستساهم في حل المشكلات المالية وتراجع الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية وبخاصة الدولار.
وعن تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار خلال الأيام الأخيرة حيث فقدت 8 في المائة من قيمتها في الأسبوع الأول من العام الجاري، قال ديوك في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية: «نعلم أن التغيرات التي تطرأ على قيمة الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية آنية، وستزول مع الأيام وستستعيد الليرة التركية عافيتها، وتراجع قيمة العملة التركية لن يمنعنا من القيام باستثماراتنا في تركيا».
وأضاف: «نعتقد أن العلاقات السياسية بين أنقرة وواشنطن ستشهد تحسنًا خلال الفترة المقبلة؛ وهذا ما دفعنا إلى اتخاذ القرار بالاستثمار في هذا البلد، ونعتقد بأن تعزيز الاستقرار في تركيا له فوائد جيوسياسية واستراتيجية».
وأشار إلى أن شركته تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية القائمة بين تركيا ودول الخليج العربي، وبخاصة السعودية، إضافة إلى تطوير التعاون بين هذه الدول في مجال الإنشاءات والزراعة.
وأوضح أن تركيا تعاني عجزا في تجارتها حاليا يقدر بنحو 50 إلى 60 مليار دولار، وقال: إننا نسعى لسد هذه الفجوة من خلال توريد احتياجات دول الخليج العربي من المواد الصناعية والخدمية من تركيا، وبهذه الطريقة سنساهم في ضخ العملة الأجنبية إلى تركيا، ورفع قيمة الليرة التركية مقابل العملات الأجنبية.



الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)
TT

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

ورقة نقدية صينية (رويترز)
ورقة نقدية صينية (رويترز)

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى، في ظل رئاسة دونالد ترمب الثانية.

وتعكس هذه الخطوة إدراك الصين أنها بحاجة إلى تحفيز اقتصادي أكبر، لمواجهة تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية مرتفعة، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات. وكان ترمب قد صرح سابقاً بأنه يخطط لفرض ضريبة استيراد عالمية بنسبة 10 في المائة، إضافة إلى رسوم بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وسيسهم السماح لليوان بالضعف في جعل الصادرات الصينية أكثر تنافسية، مما يساعد على تقليص تأثير الرسوم الجمركية ويساهم في خلق بيئة نقدية أكثر مرونة في الصين.

وقد تحدثت «رويترز» مع 3 مصادر على دراية بالمناقشات المتعلقة بخفض قيمة اليوان؛ لكنهم طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم تفويضهم بالحديث علناً حول هذه المسألة. وأكدت المصادر أن السماح لليوان بالضعف في العام المقبل سيكون خطوة بعيدة عن السياسة المعتادة التي تعتمدها الصين في الحفاظ على استقرار سعر الصرف.

وبينما من غير المتوقع أن يعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن دعم العملة، فإنه من المتوقع أن يركز على منح الأسواق مزيداً من السلطة في تحديد قيمة اليوان.

وفي اجتماع للمكتب السياسي، الهيئة التي تتخذ القرارات بين مسؤولي الحزب الشيوعي، هذا الأسبوع، تعهدت الصين بتبني سياسة نقدية «ميسرة بشكل مناسب» في العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تشهد فيها الصين تخفيفاً في سياستها النقدية منذ نحو 14 عاماً. كما لم تتضمن تعليقات الاجتماع أي إشارة إلى ضرورة الحفاظ على «استقرار اليوان بشكل أساسي»، وهو ما تم ذكره آخر مرة في يوليو (تموز)؛ لكنه غاب عن البيان الصادر في سبتمبر (أيلول).

وكانت سياسة اليوان محوراً رئيسياً في ملاحظات المحللين الماليين ومناقشات مراكز الفكر هذا العام. وفي ورقة بحثية نشرتها مؤسسة «China Finance 40 Forum» الأسبوع الماضي، اقترح المحللون أن تتحول الصين مؤقتاً من ربط اليوان بالدولار الأميركي إلى ربطه بسلة من العملات غير الدولارية؛ خصوصاً اليورو، لضمان مرونة سعر الصرف في ظل التوترات التجارية المستمرة.

وقال مصدر ثالث مطلع على تفكير بنك الشعب الصيني لـ«رويترز»، إن البنك المركزي يدرس إمكانية خفض قيمة اليوان إلى 7.5 مقابل الدولار، لمواجهة أي صدمات تجارية محتملة، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 3.5 في المائة تقريباً عن المستويات الحالية البالغة 7.25.

وخلال ولاية ترمب الأولى، ضعُف اليوان بنسبة تزيد على 12 في المائة مقابل الدولار، خلال سلسلة من إعلانات الرسوم الجمركية المتبادلة بين مارس (آذار) 2018، ومايو (أيار) 2020.

اختيار صعب

قد يساعد ضعف اليوان ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحقيق هدف نمو اقتصادي صعب بنسبة 5 في المائة، وتخفيف الضغوط الانكماشية عبر تعزيز أرباح الصادرات، وجعل السلع المستوردة أكثر تكلفة. وفي حال تراجع الصادرات بشكل حاد، قد يكون لدى السلطات سبب إضافي لاستخدام العملة الضعيفة كأداة لحماية القطاع الوحيد في الاقتصاد الذي لا يزال يعمل بشكل جيد.

وقال فريد نيومان، كبير خبراء الاقتصاد في آسيا، في بنك «إتش إس بي سي»: «من الإنصاف القول إن هذا خيار سياسي. تعديلات العملة مطروحة على الطاولة كأداة يمكن استخدامها لتخفيف آثار الرسوم الجمركية». وأضاف أنه رغم ذلك، فإن هذا الخيار سيكون قصير النظر.

وأشار نيومان إلى أنه «إذا خفضت الصين قيمة عملتها بشكل عدواني، فإن هذا يزيد من خطر فرض سلسلة من الرسوم الجمركية، ويُحتمل أن تقول الدول الأخرى: إذا كانت العملة الصينية تضعف بشكل كبير، فقد لا يكون أمامنا خيار سوى فرض قيود على الواردات من الصين بأنفسنا». وبالتالي، هناك مخاطر واضحة من استخدام سياسة نقدية عدوانية للغاية؛ حيث قد يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف من الشركاء التجاريين الآخرين، وهو ما لا يصب في مصلحة الصين.

ويتوقع المحللون أن ينخفض اليوان إلى 7.37 مقابل الدولار بحلول نهاية العام المقبل. ومنذ نهاية سبتمبر، فقدت العملة نحو 4 في المائة من قيمتها مقابل الدولار.

وفي الماضي، تمكن البنك المركزي الصيني من احتواء التقلبات والتحركات غير المنظمة في اليوان، من خلال تحديد معدل التوجيه اليومي للأسواق، فضلاً عن تدخل البنوك الحكومية لشراء وبيع العملة في الأسواق.

وقد واجه اليوان -أو «الرنمينبي» كما يُسمَّى أحياناً- صعوبات منذ عام 2022؛ حيث تأثر بالاقتصاد الضعيف، وتراجع تدفقات رأس المال الأجنبي إلى الأسواق الصينية. كما أن أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة، إلى جانب انخفاض أسعار الفائدة الصينية قد ضاعفت من الضغوط على العملة.

وفي الأيام القادمة، ستناقش السلطات الصينية التوقعات الاقتصادية لعام 2025، بما في ذلك النمو الاقتصادي والعجز في الموازنة، فضلاً عن الأهداف المالية الأخرى، ولكن دون تقديم استشرافات كبيرة في هذا السياق.

وفي ملخصات مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي CEWC)) لأعوام 2020 و2022 و2023، تم تضمين التعهد بـ«الحفاظ على الاستقرار الأساسي لسعر صرف الرنمينبي عند مستوى معقول ومتوازن». إلا أنه لم يُدرج في ملخصات المؤتمر لعامي 2019 و2021.

ويوم الثلاثاء، انخفضت العملة الصينية بنحو 0.3 في المائة إلى 7.2803 مقابل الدولار. كما انخفض الوون الكوري، وكذلك الدولار الأسترالي والنيوزيلندي الحساسان للصين، في حين لامس الدولار الأسترالي أدنى مستوى له في عام عند 0.6341 دولار.