بدأت وزارة الصحة الروسية العام الجديد في وضع خطة تشدد التدابير الرامية إلى الحد من أعداد المدخنين في روسيا، وذلك بعد تدابير أخرى اقتصادية الطابع اتخذتها الحكومة الروسية، وستؤدي إلى ارتفاع أسعار السجائر في البلاد. وكانت وزارة الصحة قد اعتمدت أخيرًا «عقيدة مكافحة التدخين» حتى عام 2022، وتم وضع تلك العقيدة بتكليف مباشر من فيرونيكا سكافرتسوفا، وزيرة الصحة في روسيا. ولعل الفقرة الأكثر إثارة للجدل في نص تلك العقيدة هي تلك التي تنص على حظر بيع السجائر لمواليد عام 2015 وما فوق، على أن يستمر الحظر حتى بعد بلوغ هؤلاء السن القانونية. وتتوقع الوزارة أن يبدأ العمل بتلك العقيدة بعد التوافق عليها بين الجهات الحكومية واعتمادها رسميًا، الأمر الذي يحتاج عدة سنوات.
وحسب النص الذي نشرت صحيفة «إزفستيا» الروسية مقاطع منه، فإن «العقيدة يجري تطبيقها بموجب سياسة الدولة في مجال مكافحة التدخين للسنوات 2017 - 2022 وما بعد ذلك». والهدف الرئيسي منها هو تقليص مستوى استهلاك التبغ بين المواطنين حتى 25 في المائة، وخلق ظروف ملائمة لتراجع مستقر لأعداد المدخنين في البلاد. وتقول الوزارة إنها صاغت هذا الهدف بموجب الفقرة الخامسة من اتفاقية منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة التدخين، مؤكدة أنها قامت بإرسال نص «عقيدة مكافحة التدخين» إلى كل الوزارات والمؤسسات الحكومية للاطلاع عليها.
وكانت الحكومة الروسية قد أطلقت منذ عدة سنوات حملة لمكافحة التدخين تزامنت مع تبني قرارات تؤدي إلى تحقيق ذلك الهدف، حيث أعلنت بداية عن حظر التدخين في الأماكن العامة، وفرضت على المطاعم والمقاهي تحديد أماكن خاصة للمدخنين في الصالة، كما فرضت على المؤسسات الحكومية والخاصة حظر التدخين في أماكن العمل (داخل المكاتب أو الورش) على أن تخصص أماكن للتدخين في المبنى، إما عند السلالم أو في غرفة يتم تخصيصها للتدخين فقط. بعد ذلك، وفي عام 2013 أقرت الحكومة الروسية قانونًا فيدراليًا حظرت بموجبه التدخين كليًا داخل مباني المؤسسات العامة والخاصة، وفرضت غرامات مالية على من يخالف القانون، بينما حذرت بعض المؤسسات موظفيها المدخنين من الفصل بحال تم ضبطهم يدخنون في المبنى. والأمر ذاته بالنسبة للأماكن العامة مثل المطاعم والمقاهي، التي اختفت منها الأماكن الخاصة للمدخنين فور صدور ذلك القانون. وأصبح كل من يرغب بالتدخين يخرج من مبنى العمل أو من المطعم إلى الشارع ليدخن سيجارته.
وتشير دراسات إلى أن أعداد المدخنين عام 2016 تراجعت نتيجة التدابير الحكومية بنسبة 39 في المائة بين البالغين. بينما تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أعداد المدخنين بين البالغين 15 عامًا من العمر في روسيا قد تراجعت بين الفتية من 27 في المائة عام 2014 إلى 17 في المائة عام 2016، وبين الفتيات تراجعت نسبة المدخنات من 21 في المائة عام 2014 إلى 10 في المائة عام 2016. إلا أن الحكومة الروسية تسعى إلى تقليص أعداد المدخنين بصورة أكبر، لذلك أقرت زيادة على ضرائب التبغ ومنتجاته، بما في ذلك على السجائر الإلكترونية، اعتبارًا من الأول من يناير (كانون الثاني) 2017، مما يعني أن أسعار السجائر للمستهلك ستتجه نحو الارتفاع بنحو 10 في المائة خلال العام الحالي، على أن ترتفع 27 في المائة خلال 3 سنوات. ومع أن عقيدة وزارة الصحة الروسية ما زالت في مراحلها الأولية، وسيتطلب الأمر سنوات قبل بدء العمل بها، فإن الحكومة الروسية تأمل في أن يحقق نهجها في مكافحة التدخين نتائج ملموسة للبناء في مجال «صحة الأمة».
تدابير تشريعية واقتصادية تعتمدها موسكو لمكافحة التدخين
عقيدة ضد منتجات التبغ لبناء «صحة الأمة» الروسية
تدابير تشريعية واقتصادية تعتمدها موسكو لمكافحة التدخين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة