لغة الإشارة في السعودية... من تخاطب مع الصم إلى ميزة وظيفية

مكافأة «الخدمة المدنية» فتحت الباب لتعلّمها

لغة الإشارة في السعودية... من تخاطب مع الصم إلى ميزة وظيفية
TT

لغة الإشارة في السعودية... من تخاطب مع الصم إلى ميزة وظيفية

لغة الإشارة في السعودية... من تخاطب مع الصم إلى ميزة وظيفية

حركات الأصابع التي تنطق بها لغة الإشارة لا تقتصر أهميتها على فتح باب التواصل مع ذوي الإعاقة السمعية، بل باتت ميزة وظيفية جديدة تحرص جهات الأعمال الخدمية في السعودية على توفرها لدى عامليها، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص.
وقالت أروى الدوسري، مترجمة لغة الإشارة المعتمدة من الجمعية السعودية للإعاقة السمعية: «في الآونة الأخيرة بدا الاهتمام لافتًا بتعلم لغة الإشارة، وأصبحنا نلمس رغبة جهات العمل بتوظيف المتمكنين منها».
وأضافت الدوسري لـ«الشرق الأوسط»، أن بعض دورات لغة الإشارة تكون مجانية والبعض الآخر برسوم، وفي كلتا الحالتين نرى إقبالاً لافتًا عليها، مشيرة إلى أنها لمست خلال عملها تطورًا في استقطاب الجهات الحكومية والأهلية للموظفين المتمكنين من لغة الإشارة.
وأكدت أن قرار وزارة الخدمة المدنية الصادر قبل نحو سنتين بمنح مكافأة تقدر بـ5 في المائة للمتمكنين من لغة الإشارة، مثّلت دافعًا في حث شريحة كبيرة على تعلم هذه اللغة.
وأوضحت أن القطاعات الخدمية على وجه التحديد تسعى للاستعانة بمترجمي لغة الإشارة في إتمام مهام مستفيديها من فئة الصم، على اعتبار أن عددهم تزايد في السنوات الأخيرة، بما في ذلك جهات صحية والضمان الاجتماعي والجامعات وبعض جهات التمويل التي تواصلت معها، إلا أن ذلك لا ينفي الحاجة إلى بث مزيد من الوعي بأهمية الالتفات للغة الإشارة.
واتفق مع رأيها علي الرياني، مدير الجمعية السعودية للإعاقة السمعية بالمنطقة الشرقية، وقال: «نحاول في الجمعية بأقصى ما يمكن أن ندرب أكبر مجموعة على تعلم لغة الإشارة، نظرا للحاجة الكبيرة لنشر هذه اللغة، ونواجه حرجا من الدوائر الحكومية أو الشركات الخاصة فيما يتعلق بطلب مترجمي لغة الإشارة، فالمنطقة الشرقية تحديدا تفتقر إلى مترجمي لغة الإشارة، وحجمهم يكاد يُعد على أصابع اليد الواحدة».
وحول مكافأة الـ5 في المائة التي سبق أن أقرتها وزارة الخدمة المدنية، قال الرياني: «أعتقد أن المبلغ ضعيف، فإن حسبناها على المربوط الأولى للراتب نجدها تتراوح بين 200 و300 ريال، وذلك على حسب المرتبة»، مطالبًا «الخدمة المدنية» بإعادة النظر في هذه النسبة، خصوصًا أن دورات لغة الإشارة تعد مكلفة إلى حد ما، داعيًا إلى أن تكون لغة الإشارة رسمية معتمدة في القطاعات كافة.
وذكر أن عدد الصم وضعيفي السمع في السعودية يصل إلى نحو 800 ألف شخص، مؤكدا وجود شح كبير في عدد مترجمي ومترجمات لغة الإشارة في البلاد، مع تعطش جهات العمل لتغطية هذا النقص بالنظر لتزايد عدد ذوي الإعاقة السمعية في السنوات الأخيرة، بحسب قوله.
وكانت وزارة الخدمة المدنية حددت للمتعاونين والمكلفين بترجمة لغة الإشارة للصم والبكم في الجهات الحكومية مكافأة شهرية بمقدار 5 في المائة، من أول مربوط المرتبة، بحيث يكلف الموظف بمهمة ترجمة لغة الإشارة للصم والبكم، بالإضافة إلى عملة الأصلي لمدة عام من تاريخ صدور قرار الوزير المختص أو رئيس الدائرة المستقلة بتكليفه، ويجدد التكليف حسب حاجة العمل، وذلك انطلاقا من حرص الحكومة على تقديم الجهات الحكومية خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، من فئة الصم والبكم.
وأشارت الوزارة في حينها إلى قرار مجلس الخدمة المدنية، بأن صرف المكافأة يتوقف في حال نقل الموظف إلى جهة أخرى أو إنهاء تكليفه من قبل صاحب الصلاحية، على أن تنسق وزارة الخدمة المدنية مع أحد المعاهد التدريبية المختصة في هذا المجال، بما في ذلك معهد الإدارة العامة حول عقد دورات تدريبية كافية للتدريب على ترجمة لغة الإشارة، يلتحق بها الموظفون غير المختصين في هذا المجال.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.