مدن المستقبل: نظام يدمج البناء والزراعة العمودية

لضمان تنقية أجواء المدن من التلوث

طوب حجر الكلس يتسع لزراعة النباتات
طوب حجر الكلس يتسع لزراعة النباتات
TT

مدن المستقبل: نظام يدمج البناء والزراعة العمودية

طوب حجر الكلس يتسع لزراعة النباتات
طوب حجر الكلس يتسع لزراعة النباتات

يخطط العلماء لبناء مدن المستقبل من عمارات «خضراء»، بمعنى أنها تتسع للسكن والتشجير العمودي، وتضمن تنقية أجواء المدن من التلوث. العلماء الألمان من معهد فراونهوفر المعروف اقتربوا من تحقيق مثل هذا الحلم عن طريق ابتكار نظام لبناء جدران العمارات من طوب حجر الكلس يتسع لزراعة النباتات.
وذكر العلماء أن مثل هذا النظام قد يناسب البلدان الحارة أكثر من غيرها، لأنه ثبت أن الجدران «الزراعية» تبقى أبرد من درجة حرارة الجو دائمًا، وتتحول بالتالي إلى نظام بيئي لتبريد البيوت والعمارات. والمهم أيضًا هو أن طوب حجر الكلس المستخدم قادر على ابتلاع ذرات السخام في الجو أيضًا.
والنظام عبارة عن مكعبات من حجر الكلس ذات شكل خاص، تتركب على بعضها كما في تركيب قطع لعبة «البازل Puzzle» وتتسع أفقيًا، كما ترتفع عموديًا، لبناء الجدران والسقوف. وتحتوي المكعبات داخلها على شبكة من أقنية خاصة تسمح بوصول الماء، أو ماء المطر، إلى النباتات المزروعة فيها. ولأنها قطع منفصلة نسبيًا عن بعضها فإنها تتيح زراعة أنواع مختلفة من النباتات، وخصوصًا الأكثر كفاءة بينها في التقاط ذرات الغبار الملوثة من الجو.
وذكر الدكتور هولغر فاك، نائب رئيس قسم أبحاث المواد والهيدروليك في معهد فراونهوفر، أن مشروع «التشجير العمودي للمدن» يأتي بالتعاون مع جامعة بكين الصينية. وأشار إلى أن الهدف هو تحسين أجواء مدن المستقبل، وتقليل استهلاك الطاقة، وتوفير نظام تكييف بيئي للبيوت والأبنية، وتقليل الضجيج في المدن. إذ ثبت من بناء أول جدار من هذا النظام أنه يمتص الضجيج أيضًا ويصلح أيضًا لعزل ضجيج الطرقات السريعة عن البيوت.
إن بناء السقوف أيضًا بهذا النظام يعني أيضًا التخلي عن «سقي» المزروعات بواسطة مصدر ماء على الأرض، أو بواسطة حاويات ماء على السقف. فماء المطر يسيل داخل شبكة الأقنية في مكعبات حجر الكلس من السقف إلى نظيرتها في الجدران.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.