تقدم كردي ـ أميركي باتجاه سد الفرات و«داعش» يهيئ نفسه لخسارة «الطبقة»

التنظيم الإرهابي ينشر «دبابات من خشب» عند مداخلها لتشتيت انتباه القوات المهاجمة

تقدم كردي ـ أميركي باتجاه سد الفرات و«داعش» يهيئ نفسه لخسارة «الطبقة»
TT

تقدم كردي ـ أميركي باتجاه سد الفرات و«داعش» يهيئ نفسه لخسارة «الطبقة»

تقدم كردي ـ أميركي باتجاه سد الفرات و«داعش» يهيئ نفسه لخسارة «الطبقة»

يواصل مقاتلو الميليشيات الكردية المدعومون بقوات خاصة أميركية تقدمهم باتجاه مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الإرهابي المتطرف في سوريا. وهم، وبعد سيطرتهم خلال الساعات الماضية على قلعة جعبر الاستراتيجية، باتوا على مسافة تقل عن 10 كلم عن سد الفرات ومدينة الطبقة التي بدأ التنظيم يهيئ نفسه لخسارتها، وهذا رغم تأكيد ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، أن المعركة «لن تكون سهلة، بل ستكون معقدة نتيجة وجود السد الضخم على مدخلها، ما يهدد بإغراق كامل المدينة، وكذلك مدينة الرقة والقرى المحيطة في حال تضرر خلال المعارك».
مصادر قيادية كردية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» ذكرت، أن ميليشيا «سوريا الديمقراطية» تتقدم حاليا من ناحية تل سمن لملاقاة القوات التي سبقتها إلى قلعة جعبر ليجري بعدها التقدم باتجاه سد الفرات ومدينة الطبقة المجاورة له. وأشارت المصادر إلى أن «وجود سد كبير جدًا على مداخل المدينة يجعل المعركة معقدة وطويلة؛ نظرا لتعذر استخدام الطيران والصواريخ، أضف إلى أن (داعش) يعتبر الطبقة خط الدفاع عن الرقة ومدينة استراتيجية باعتبار أن السد يغذي كل سوريا بالكهرباء».
في هذه الأثناء، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بسيطرة ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» يوم أمس على قرية السويدية كبيرة في ريف محافظة الرقة الغربي بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي «داعش» استغرقت نحو ست ساعات، وسط قصف مدفعي متبادل بين الجانبين. ومن جانبه، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن محيط قرية السويدية صغيرة، القريبة من سابقتها، يشهد استمرارا للمعارك بشكل عنيف، بين عناصر التنظيم المتطرف من جهة والميليشيات الكردية المدعومة بطائرات التحالف الدولي وبـ«القوات الخاصة الأميركية» من جهة أخرى. وبذا، تقترب القوات المهاجمة من سد الفرات ومن مدينة الطبقة التي بدأ «شرعيو» «داعش» يمهدون لخسارتها، علما بأنها تعد مركز ثقل أمني للتنظيم في محافظة الرقة وفي سوريا، عمومًا، كما توجد فيها معتقلات تضم سجناء وأسرى مهمين.
«المرصد» أفاد أيضا باعتماد عناصر «داعش» على الهجمات المعاكسة لأن لا وجود لقوة أمنية وعسكرية كبيرة في المنطقة، وتابع: «تقاطعت هذه المعلومات مع ما رصده نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، من ركن التنظيم لدبابات وآليات عسكرية مصنوعة من الخشب، في ترجيح لمحاولة التنظيم تشتيت التحالف والمتعاملين معه في رصد وإيصال المعلومات».
هذا، ولا يزال الغموض يلف مصير أكثر من 150 سجينًا ومعتقلاً لدى «داعش» في سجون الطبقة، غالبيتهم من الأكراد، ومن ضمنهم سجناء يصنفون بـ«المهمين»، جرى اعتقالهم في الأشهر الماضية، بعدما أوعز التنظيم إلى الأكراد الذين يعيشون في ريف الرقة، بوجوب تسليم أنفسهم إلى حاجز التنظيم من أجل إثبات وجودهم في المنطقة. وحسب «المرصد»، فإنه تم احتجاز من قام بمراجعة الحواجز والنقاط كما جرى إعدام 16 على الأقل بتهمة «التجسس لصالح الملاحدة الكرد». ورجحت المعلومات نقل السجناء «المهمين» من سجون ومعتقلات الطبقة إلى منطقة معدان بريف الرقة الشرقي، فيما نُقل بقية السجناء إلى معتقلات وسجون في مدينة الرقة و«معسكر الطلائع».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.