مأساة هيلسبره.. سلاح ليفربول المعنوي في طريقه نحو لقب الدوري الإنجليزي

رودجرز استغل الذكرى الأليمة للنهوض بلاعبيه من الكبوات سريعا

ليفربول بات أكثر قربا من إحراز لقب الدوري الإنجليزي
ليفربول بات أكثر قربا من إحراز لقب الدوري الإنجليزي
TT

مأساة هيلسبره.. سلاح ليفربول المعنوي في طريقه نحو لقب الدوري الإنجليزي

ليفربول بات أكثر قربا من إحراز لقب الدوري الإنجليزي
ليفربول بات أكثر قربا من إحراز لقب الدوري الإنجليزي

بعد 25 عاما من مأساة هيلسبره، اقترب ليفربول من إحكام قبضته على أول لقب له في الدوري الإنجليزي لكرة القدم منذ عام 1990 بقيادة مدربه بريندان رودجرز بعد غياب دام 24 عاما، وذلك بعد تحقيقه فوزا ثمينا 3 - 2 على مضيفه نورويتش الأحد الماضي، معززا موقعه في صدارة جدول المسابقة، واستغل رودجرز مأساة هيلسبره لتحفيز لاعبيه وحثهم على النهوض من الكبوات سريعا.
وبدأ ليفربول الموسم الحالي خارج نطاق الترشيحات للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي، ولكنه أصبح المرشح الأبرز الآن للفوز باللقب في الذكرى الخامسة والعشرين لمأساة هيلسبره التي راح ضحيتها 96 من مشجعي الفريق، الذين لقوا حتفهم في مدرجات الملعب خلال مباراة قبل نهائي كأس إنجلترا بين ليفربول ونوتنغهام فوريست.
ولم تخيم ذكريات هذه المأساة فقط على ستيفن جيرارد قائد فريق ليفربول الذي خاض 666 مباراة مع الفريق حتى الآن، وإنما خيمت بظلالها على جميع أعضاء الفريق ومشجعيه. ويشعر الجميع بارتباط شديد بهذه المأساة التي حدثت في 15 أبريل (نيسان) 1989 قبل أن يتوج ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي لآخر مرة في العام التالي 1990.
واستغل رودجرز الذكرى الخامسة والعشرين لهذه المأساة وحولها إلى حافز للاعبين خلال طريقهم إلى الملعب. كما علق رودجرز على الحائط مقولة أطلقها أحد الناجين من هذه المأساة عن كيفية عبور هذه المأساة والتغلب عليها. وحقق ليفربول الفوز على مانشستر سيتي 3 - 2 في 13 أبريل الحالي، ثم على نورويتش سيتي بالنتيجة نفسها، ليحقق بذلك 11 فوزا متتاليا في الدوري الإنجليزي، ويعزز موقعه في الصدارة، ويصبح على بعد خطوات قليلة من منصة التتويج، علما بأنه ضمن بالفعل المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وقال رودجرز: «كانت هذه المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل هدفنا، ومن الرائع أننا حققناه، والآن سنكافح معا من أجل هذا الهدف العام وهو لقب الدوري الإنجليزي».
ويتصدر ليفربول جدول مسابقة الدوري الإنجليزي برصيد 80 نقطة من 35 مباراة، ويستطيع إحكام قبضته بشكل أكبر على اللقب من خلال مباراته المرتقبة مع تشيلسي الأحد المقبل، علما بأنه سيلتقي في المباراتين التاليتين فريقي كريستال بالاس ونيوكاسيل على الترتيب.
ويحتل تشيلسي المركز الثاني برصيد 75 نقطة، وبفارق نقطة أمام مانشستر سيتي، ومن بين العناصر التي اعتمد عليها ليفربول في مسيرته الناجحة هذا الموسم، يبرز العدد الهائل من الأهداف الذي أحرزه الفريق في مبارياته، حيث يبلغ رصيده من الأهداف 96 هدفا.
وأصبح لويس سواريز ودانيال ستوريدج مهاجما الفريق وباقي لاعبي ليفربول على وشك تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي سجلها أي فريق في موسم واحد بالدوري الإنجليزي، الذي يبلغ 103 أهداف سجلها تشيلسي في موسم 2009 - 2010.
وسجل سواريز 30 هدفا، كان آخرها في شباك نورويتش سيتي أول من أمس، ويتصدر قائمة هدافي المسابقة هذا الموسم بفارق عشرة أهداف أمام ستوريدج الذي يحتل المركز الثاني في القائمة، وعلى الرغم من ذلك، فإن المحللين يشيرون إلى مقعد المدير الفني ويؤكدون أن رودجرز السبب الرئيس في نجاح ليفربول هذا الموسم.
وكتبت صحيفة «إندبندنت» البريطانية: «رودجرز اختار أفضل اللاعبين في فريقه وعلمهم كيفية اللعب بطرق مختلفة». ويمثل اللاعب الشاب رحيم ستيرلنج (19 عاما) أبرز مثال على ذلك، حيث بدأ الموسم لاعبا احتياطيا، ولم يكن ضمن خطط المدرب روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لبطولة كأس العالم بالبرازيل 2014، ولكنه فرض نفسه بصفته أحد نجوم ليفربول هذا الموسم، وسجل هدفين للفريق في مرمى نورويتش سيتي أول من أمس، ليصفه رودجرز بأنه أحد النجوم الواعدين لكرة القدم الأوروبية بشكل عام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».