أول حكم بالمؤبد على اثنين من العسكريين المتورطين في محاولة الانقلاب

المجموعة التي حاولت اغتيال إردوغان كانت على اتصال بالفارين إلى اليونان

جنود أتراك يسيرون بأسلحتهم خارج مجمع محاكم سيليفيري في اسطنبول أمس أثناء انعقاد أولى الجلسات لمحاكمة المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة (رويترز)
جنود أتراك يسيرون بأسلحتهم خارج مجمع محاكم سيليفيري في اسطنبول أمس أثناء انعقاد أولى الجلسات لمحاكمة المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة (رويترز)
TT

أول حكم بالمؤبد على اثنين من العسكريين المتورطين في محاولة الانقلاب

جنود أتراك يسيرون بأسلحتهم خارج مجمع محاكم سيليفيري في اسطنبول أمس أثناء انعقاد أولى الجلسات لمحاكمة المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة (رويترز)
جنود أتراك يسيرون بأسلحتهم خارج مجمع محاكم سيليفيري في اسطنبول أمس أثناء انعقاد أولى الجلسات لمحاكمة المتورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة (رويترز)

أصدرت الدائرة الثانية في محكمة الجنايات (الجزاء) في محافظة أرضروم، شمال شرقي تركيا، أمسن حكما بالسجن المؤبد على اثنين من العسكريين المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) الماضي في أول حكم قضائي يصدر على مشاركين في هذه المحاولة.
والعسكريان اللذان صدر ضدهما الحكم، هما العقيد الركن السابق مراد كوجاك، الذي كان يشغل منصب قائد قيادة قوات الدرك (الجندرمة) في أرضروم قبل المحاولة الانقلابية، والرائد الركن السابق مراد يلماز، مدير شعبة العمليات الأمنية في المحافظة نفسها.
وحضر المتهمان المحاكمة إلى جانب محامييهما، ورفضا التهم الموجهة إليهما، فيما طلبت النيابة العامة إنزال أقصى العقوبات بحقهما، ووجهت لهما تهمة «انتهاك دستور البلاد»، وقضت المحكمة بالسجن المؤبد عليهما.
في السياق نفسه، كشفت التحقيقات الجارية في قضية محاولة الانقلاب الفاشلة عن أن المشتبهين في الضلوع بمحاولة اغتيال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كانوا على اتصال مع العسكريين الذين فروا بمروحيتهم إلى اليونان فور فشل المحاولة الانقلابية.
وأظهرت التحقيقات التي يشرف عليها مكتب مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة التابع للنيابة العامة في إسطنبول، أن العقيد علي أكتورك والمقدّم داود أوجوم، اللذين ترأّسا المجموعة التي توجهت إلى بلدة مارمريس بمحافظة موغلا، جنوب غربي تركيا، ليلة المحاولة الانقلابية لاغتيال إردوغان، كانا على تواصل عبر الهاتف مع النقيب عبد الله يتيك، والرائد أحمد جوزل، والرقيب الأول مسعود فرات، والنقيب فريدون جوبان، الذين فرّوا إلى اليونان.
وأشارت التحقيقات، بحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، إلى أنه لدى مراجعة مكالمات العقيد علي أكتورك الموقوف على ذمة التحقيق، تبين أنه أجرى 3 اتصالات هاتفية مع عبد الله يتيك نهار وليل محاولة الانقلاب، ومكالمة واحدة مع أحمد غوزل، فيما أجرى المقدّم داود أوجوم 12 مكالمة مع يتيك، ومرتين مع جوبان، وتخابر مرة واحدة مع مسعود فرات.
وأضافت النيابة العامة في إسطنبول هذه المستجدات إلى الملف الخاص المتضمن طلبات إعادة العسكريين الفارين إلى اليونان، لتقديمها إلى القضاء اليوناني ضمن إطار الأدلة التي تثبت تورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة.
ومن المنتظر أن يصدر القضاء اليوناني في يناير (كانون الثاني) الحالي، قرارًا بشأن العسكريين الأتراك الموقوفين لديه بعد فرارهم من تركيا عقب فشل محاولة الانقلاب.
وكانت مروحية عسكرية تركية، حطّت في 16 يوليو الماضي، في مدينة أليكساندروبولي اليونانية المحاذية للحدود تركيا، وعلى متنها 8 أشخاص من المشاركين في محاولة الانقلاب الفاشل، طالبين اللجوء إلى اليونان، فيما قدمت تركيا طلبا من أجل تسليمهم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».