توقيف 3 مسؤولين بحرينيين إثر هجوم «جو»

بناء على توصية لجنة التحقيق في الحادثة

توقيف 3 مسؤولين بحرينيين إثر هجوم «جو»
TT

توقيف 3 مسؤولين بحرينيين إثر هجوم «جو»

توقيف 3 مسؤولين بحرينيين إثر هجوم «جو»

أصدر وزير الداخلية البحريني، الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، أمرا بإيقاف ثلاثة مسؤولين في وزارة الداخلية عن العمل، وأحالهم إلى التحقيق.
ويأتي التوقيف على خلفية الهجوم الإرهابي على سجن «جو»، الذي وقع الأحد الماضي، وأسفر عن استشهاد أحد حراس السجن وإصابة آخر وفرار 10 سجناء مدانين في قضايا إرهابية، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).
وأصدر وزير الداخلية البحريني أمس، قرارًا بوقف كل من المدير العام للإدارة العامة للإصلاح والتأهيل، ومدير مركز الإصلاح والتأهيل في «جو»، ومدير إدارة الأمن والحماية عن العمل، وإحالتهم إلى التحقيق بالنيابة المختصة التابعة لإدارة المحاكم في وزارة الداخلية.
وجاء قرار وزير الداخلية على ضوء توصيات لجنة التحقيق التي تشكلت للبحث في ملابسات العمل الإرهابي الذي تعرض له مركز الإصلاح والتأهيل في «جو».
وتعرض سجن «جو» جنوب شرقي البحرين لهجوم من مجموعة إرهابية مكونة من 4 إلى 5 عناصر باستخدام بنادق أوتوماتيكية ومسدسات، صباح الأحد الماضي، وأسفر الهجوم عن مقتل رجل الأمن عبد السلام سيف أحمد، وإصابة آخر بإصابة متوسطة أثناء التصدي للعناصر الإرهابية.
ويصل مجموع الأحكام الصادرة بحق الهاربين العشرة إلى 391 سنة، لتورطهم في أعمال إرهابية أضرت بالأمن البحريني أو السلم الاجتماعي أو بمصالح البحرين واقتصادها.
وكان الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء البحريني، أكد أن التحقيق جارٍ في حادث الهجوم المسلح على مركز الإصلاح والتأهيل في «جو» من جميع جوانبه وحيثياته، مشددًا على عزم الحكومة الحاسم والحازم في التصدي لمثل هذه الجرائم ومنع تكرارها بإجراءات تحفظ الأمن والاستقرار، وتكفل تقديم الجناة للعدالة لينالوا القصاص.
واتهمت وزارة الداخلية البحرينية، إيران بدعم الإرهاب. وقالت الوزارة في حسابها على «تويتر»: «تابع مركز الإعلام الأمني ما بثته قناة (أهل البيت) التي تمولها إيران، والتي أكدت أن العملية الإرهابية التي تعرض لها مركز الإصلاح والتأهيل في (جو)، قد تمت بنجاح، الأمر الذي يمثل دعمًا إيرانيًا وارتباطًا مباشرا بالأعمال الإرهابية، وإصرارًا على التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين».
وأوضح مصدر أمني في وزارة الداخلية البحرينية لـ«الشرق الأوسط»، أن توجيه الاتهام لإيران بضلوعها في العملية التي استهدفت سجن «جو» هو نتيجة للتحريض الإعلامي والدعم من القنوات الإيرانية والمحسوبة على إيران ومباركتها هذه العملية، مما تعده البحرين تدخلاً في شؤونها الداخلية، وإضرارا بأمنها الداخلي.
إلى ذلك، أدان مجلس النواب بشدة الهجوم الإرهابي، وأعرب في بيان «عن استنكاره ورفضه التام لهذا التصعيد الخطير، والاعتداء الإجرامي، في تحرك يهدف إلى استهداف أمن المملكة، وإثارة البلبلة وزعزعة الأمن والاستقرار من قبل بعض الجهات المتطرفة، التي ضربت بعرض الحائط المبادئ والقوانين المعمول بها بدولة المؤسسات والقانون»، وفقا لوكالة (بنا).
كما أعرب مجلس النواب عن ثقته بقدرة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، وبالجهود الكبيرة التي تبذلها للقيام بواجبها الوطني، وكشف الأيدي والجهات المحرضة لارتكاب هذه الجريمة، وسرعة القبض على المجرمين الفارين وتقديمهم للعدالة بالسرعة الممكنة، مقدما لأسرة «شهيد» الواجب خالص التعازي والمواساة، داعيًا له بالرحمة والمغفرة وأن يدخله سبحانه وتعالى فسيح جنانه.



مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
TT

مسؤول إيراني لـ«الشرق الأوسط»: عازمون مع الرياض على إرساء السلام في المنطقة

نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)
نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي (رويترز)

أكد نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي، أن إيران والسعودية تعتزمان إرساء السلام وديمومة الهدوء في منطقة متنامية ومستقرّة، مضيفاً أن ذلك يتطلب «استمرار التعاون الثنائي والإقليمي وتعزيزه، مستهدفين تذليل التهديدات الحالية».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته إلى السعودية التي تخلّلها بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، خلال لقاء، الاثنين، مع وليد الخريجي، نائب وزير الخارجية السعودي، قال روانجي: «الإجراءات الإيرانية - السعودية تتوّج نموذجاً ناجحاً للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف دوليّاً في إطار التنمية والسلام والأمن الإقليمي والدولي»، مشدّداً على استمرار البلدين في تنمية التعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والقنصلية؛ بناءً على الأواصر التاريخية والثقافية ومبدأ حسن الجوار، على حد وصفه.

الجولة الثانية من المشاورات الثلاثية عُقدت في الرياض الثلاثاء (واس)

والثلاثاء، رحبت السعودية وإيران «بالدور الإيجابي المستمر لجمهورية الصين الشعبية وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ (اتفاق بكين)»، وفقاً لبيان صادر عن الخارجية السعودية، أعقب الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في العاصمة السعودية الرياض.

وأشار نائب وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين «تبادلا آراءً مختلفة لانطلاقة جادة وعملية للتعاون المشترك»، ووصف اجتماع اللجنة الثلاثية في الرياض، بأنه «وفَّر فرصة قيّمة» علاقات متواصلة وإيجابية بين إيران والسعودية والصين.

روانجي الذي شغل سابقاً منصب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، وعضو فريق التفاوض النووي الإيراني مع مجموعة «5+1»، اعتبر أن أجواء الاجتماعات كانت «ودّية وشفافة»، وزاد أن الدول الثلاث تبادلت الآراء والموضوعات ذات الاهتمام المشترك وأكّدت على استمرار هذه المسيرة «الإيجابية والاستشرافية» وكشف عن لقاءات «بنّاءة وودية» أجراها الوفد الإيراني مع مضيفه السعودي ومع الجانب الصيني، استُعرضت خلالها مواضيع تعزيز التعاون الثنائي، والثلاثي إلى جانب النظر في العلاقات طوال العام الماضي.

الجولة الأولى من الاجتماعات التي عُقدت في بكين العام الماضي (واس)

وجدّد الجانبان، السعودي والإيراني، بُعيد انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية - الصينية - الإيرانية المشتركة لمتابعة «اتفاق بكين» في الرياض، الخميس، برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومشاركة الوفد الصيني برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، والوفد الإيراني برئاسة نائب وزير خارجية إيران للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي؛ التزامهما بتنفيذ «اتفاق بكين» ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول واستقلالها وأمنها.

من جانبها، أعلنت الصين استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها السعودية وإيران، نحو تطوير علاقتهما في مختلف المجالات.

ولي العهد السعودي والنائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقاء في الرياض الشهر الحالي (واس)

ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية - الإيرانية وما يوفره من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على المستويات والقطاعات كافة، مشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خصوصاً في ظل التوترات والتصعيد الحالي في المنطقة؛ ما يهدد أمن المنطقة والعالم.

كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكّنت أكثر من 87 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج، وأكثر من 52 ألف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي.

ورحّبت الدول الثلاث بعقد الاجتماع الأول للجنة الإعلامية السعودية - الإيرانية المشتركة، وتوقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية، التابع لوزارة الخارجية الإيرانية.

كما أعرب البلدان عن استعدادهما لتوقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي (DTAA)، وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع التعاون فيما بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية.

ودعت الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلٍ من فلسطين ولبنان، وتدين الهجوم الإسرائيلي وانتهاكه سيادة الأراضي الإيرانية وسلامتها، كما دعت إلى استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى فلسطين ولبنان، محذرة من أن استمرار دائرة العنف والتصعيد يشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة والعالم، بالإضافة إلى الأمن البحري.

وفي الملف اليمني، أكدت الدول الثلاث من جديد دعمها الحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً تحت رعاية الأمم المتحدة.

وكانت أعمال «الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة السعودية - الصينية - الإيرانية»، اختتمت أعمالها في العاصمة الصينية بكّين، ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وأكد خلاله المجتمعون على استمرار عقد اجتماعات اللجنة الثلاثية المشتركة، وعلى مدى الأشهر الماضية، خطت السعودية وإيران خطوات نحو تطوير العلاقات وتنفيذ «اتفاق بكين»، بإعادة فتح سفارتيهما في كلا البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون في كل المجالات، لا سيما الأمنية والاقتصادية.

وأعادت إيران في 6 يونيو (حزيران) الماضي، فتح أبواب سفارتها في الرياض بعد 7 أعوام على توقف نشاطها، وقال علي رضا بيغدلي، نائب وزير الخارجية للشؤون القنصلية (حينها): «نعدّ هذا اليوم مهماً في تاريخ العلاقات السعودية - الإيرانية، ونثق بأن التعاون سيعود إلى ذروته»، مضيفاً: «بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، سنشهد صفحة جديدة في العلاقات الثنائية والإقليمية نحو مزيد من التعاون والتقارب من أجل الوصول إلى الاستقرار والازدهار والتنمية».