خطط ومشاريع وعروض مُغرية يلوح بها المسؤولون عن السياحة في مصر بحثا عن طوق نجاة يعيدها إلى ألقها وانتعاشها السابق المعتاد. في هذا السياق أعلنت شركة «مصر للصوت والضوء والتنمية السياحية» عن عروض إضافية للصوت والضوء باللغة العربية للمصريين والعرب في المناطق الأثرية بخلاف العروض الثابتة باللغات الأجنبية للأجانب، كما تعتزم شركات سياحية تخفيض أسعار الرحلات النيلية والجوية للمصريين للأقصر وأسوان وأبو سمبل (جنوب مصر)، فضلا عن طرح عروض مخفضة شاملة تذاكر الطيران على الرحلات الداخلية والخارجية. بينما قال خبراء سياحيون إن «سلطات البلاد تبحث عن طوق نجاة للموسم الشتوي بعد أزمة ركود طويلة للسياحة استمرت 5 سنوات».
وتسعى القاهرة لاستعادة السياحة مرة أخرى بعد أن قرر الكثير من الدول الأوروبية حظر سفر رعاياها من السياح إلى مصر. ويعتمد نحو ستة ملايين مصري على العمل في قطاع السياحة، سواء سياحة الآثار في القاهرة والصعيد جنوبا، أو سياحة الشواطئ على البحر الأحمر والساحل الشمالي، أو سياحة السفاري في الواحات الغربية. وعلق عدد من الدول الغربية على رأسها روسيا وبريطانيا رحلات الطيران مصر عقب حادثة سقوط طائرة الركاب الروسية في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي وسط شبه جزيرة سيناء ومقتل جميع ركابها وعددهم 224.
وطالبت شركة «مصر للصوت والضوء» في إخطار أرسلته لغرفة شركات السياحة أمس، بتعميم العروض على الشركات السياحية لإدراجها في البرامج السياحية لترويجها في داخل وخارج مصر، لافتة إلى أن العروض ستقام في معبد الكرنك خلال الفترة من 25 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 28 فبراير (شباط) عام 2017. كما ستقام العروض في معبد فيلة خلال الفترة من 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل حتى 28 فبراير 2017، على أن تقام العروض بمنطقة الهرم وإدفو وأبو سمبل خلال إجازة نصف العام الدراسي.
وقالت الشركة إنه «تقرر عمل تخفيضات للأجانب على أسعار التذكر ومنح خصم خاص للمجموعات.. يأتي ذلك في إطار حرص الشركة على تشجيع السياحة الداخلية تزامنا مع موعد إجازة نصف العام الدراسي».
وفي مشاهد تخيلية يتحدث الملوك داخل معابدهم عن قصة حياتهم.. ونفذت الحكومة عددا كبيرا من مشروعات «الصوت والضوء» في المناطق الأثرية منها أهرامات الجيزة، ومعبد الكرنك في الأقصر، ومعابد فيلة وأبو سمبل وحورس في أسوان.
ويقول خبراء أثريون إن «أي عرض للصوت والضوء في المعابد التاريخية يتكون غالبا من ثلاث مراحل، المرحلة الأولى تبدأ في موقع التل الفرعوني بعد دخول المشاهدين إلى المعبد، حيث يرون منظورا للمعبد ويتابعون مقدمة عن قصته وتاريخ بنائه، ثم تبدأ المرحلة الثانية من العرض بمصاحبة الموسيقى والأضواء ثم الوصول إلى الأعمدة ذات التيجان، ويرون عناصر المعبد المعمارية الأخرى مثل الفناء والصالة، وبعد انتهاء هذه المرحلة يغادر المشاهدون الفناء المكشوف في اتجاه فناء الصرح الكبير لمشاهدة قصة المعبد والطقوس والآلهة».
في السياق نفسه، قال عدد من أصحاب ومديري شركات سياحية في أسوان، إن «هناك تخفيضات كبيرة على الرحلات وتشمل الرحلة تقديم برنامج سياحي متكامل، يتضمن تذكرة الطائرة والإقامة بفنادق أربع وخمس نجوم وزيارة المناطق الأثرية والسياحية». وأضافوا «هذا يتوازى مع الرحلات النيلية الطويلة من مدينة أسوان بأقصى جنوب البلاد في طريقهم إلى القاهرة، يزور السياح خلال الرحلة السياحية آثار إدفو وكوم أمبو وإسنا والأقصر، وآثار قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا فالقاهرة». وعن اختيار الأقصر وأسوان لرحلات نصف العام، أكد عضو نقابة المرشدين السياحيين في أسوان، أسامة إبراهيم، أن «المدينتين تحملان طابعا متميزا للمصريين، فأسوان كانت بمثابة كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين، أما الأقصر فتضم أكثر من 800 منطقة ومزار أثري».
من جانبه، قال اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان لـ«الشرق الأوسط» إن «رحلات المصريين في إجازة نصف العام للمناطق الأثرية في الأقصر وأسوان، سوف تسهم في تنشيط السياحة وجذب مزيد من الشباب، للتعرف على المواقع الأثرية المهمة والحضارة المصرية القديمة، فضلا عن أن رحلات الأجانب سوف يكون لها دور في بث رسالة للعالم بأن مصر بلد أمن وأمان».
ويأمل مديرون وشركات الفنادق السياحية في شرم الشيخ والغردقة، أن تشكل كل هذه الأنشطة نقطة جذب لعودة السياحة الخارجية إلى معدلاتها الطبيعية، خاصة بعد أن عانوا من السياحة الداخلية خلال الأعوام الماضية؛ إلا أنهم ليس لهم سبيل سوى تشجيعها، في محاولة لعودة السياحة لما كانت عليه.
السياحة المصرية تبحث عن طوق نجاة بعد أزمة ركود طويلة
عروض إضافية بالمواقع الأثرية وتخفيضات للأجانب ورحلات 5 نجوم
السياحة المصرية تبحث عن طوق نجاة بعد أزمة ركود طويلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة