حزن في إيران بعد وفاة رائدة تحريك العرائس دنيا زادة

صاحبة «ذو القبعة الحمراء» أشهر دمية في تاريخ السينما

دنيا زادة مع بعض عرائسها (تسنيم)
دنيا زادة مع بعض عرائسها (تسنيم)
TT

حزن في إيران بعد وفاة رائدة تحريك العرائس دنيا زادة

دنيا زادة مع بعض عرائسها (تسنيم)
دنيا زادة مع بعض عرائسها (تسنيم)

صدمة جديدة تلقاها الوسط الفني الإيراني في نهاية عام 2016 بإعلان وفاة الفنانة دنيا فني زادة، محركة «ذو القبعة الحمراء» أشهر دمية في تاريخ السينما الإيرانية عن 45 عاما بعد صراع مرير مع السرطان.
وقد شارك الخميس عشرات من نجوم السينما والفنانين في وداع فني زادة إلى مثواها الأخير، وهي فنانة اشتهرت بلقب «أم الدمى» بسبب اشتهار سلسلة أعمالها الفنية في برامج الأطفال. ولم تكن شخصية «ذو القبعة الحمراء» الوحيدة التي منحت فني زادة مكانا خاصا في مخيلة الأطفال، لكنها من دون شك كانت خير منافس لنجوم السينما والتلفزيون.
تقول عن دميتها الأشهر إنها ابنها البكر، وإنها تطمئن على صحته وتتابع شؤونه حتى في أيامها العادية.
فقدت فني زادة والدها برويز فني زادة، أحد نجوم السينما الإيرانية سابقا، وهي في الحادية عشرة من العمر، وكان نجمه قد لمع في مسلسل «خالي نابليون» المقتبس من رواية ايرج بزشكزاد أشهر رواية ساخرة في الأدب الفارسي.
بدأ انتشار السرطان قبل عشر سنوات في جسم فني زادة من اليد اليمنى، تلك اليد التي رسم تحركها الابتسامة في وجوه الإيرانيين على مدى 25 عاما، وكانت مصدر سعادة الأطفال. ولكي لا يطول الفراغ بين «ذو القبعة الحمراء» ومتابعيه الصغار تدربت فني زادة على تحريك الدمية باليد اليسرى لتعود مرة أخرى للنشاط.
كان لخبر وفاة الفنانة وقعه من الحزن الشديد في شبكات التواصل بين الإيرانيين من مختلف الأعمار، وبهذه المناسبة أصدر مخرجا أفلام «ذو القبعة الحمراء» ايرج طهماسب وحميد جبلي، بيانا ودعا فيه أهم عناصر نجاحهما الفني، وقالا إن فني زادة مارست فنها بمهارة يندر مثيلها في الاحترافية والعمل ومن دون توقعات، وتابعا: «اختفت وراء الدمى حتى تعلمنا أنه يمكننا القيام بأعمال جيدة من دون أن يرانا أحد».
وتفاعل خبر وفاتها بشكل واسع في وسائل الإعلام الإيرانية واحتل الصفحات الأولى في الصحف الصادرة الخميس الماضي، وهو ثاني خبر حزين يصيب أوساط الفن ومحبي السينما في إيران بعد الخسارة المأساوية للمخرج عباس كيارستمي.
وقد لاقى «ذو القبعة الحمراء» منذ أول ظهور له في 1990 قبولا واضحا من الجماهير وتحول من البث الأسبوعي إلى مسلسل ينتظره الإيرانيون بشغف في عطلة بداية السنة (النوروز). وتحولت سلسلة الأعمال الفنية التي كان بطلها الأول ذو القبعة الحمراء إلى ظاهرة اجتماعية في إيران وارتبطت به النكت السياسية الساخطة على الأوضاع الداخلية.
ورافقت شخصية «ذو القبعة الحمراء» المغامرة، شخصيات أخرى شاركته يومياته مثل شخصيات: المتشائم والمشكك. في النسخ الجديدة من المسلسل خلال السنوات الماضية أضيفت دمى متنوعة كل منها يعبر عن حالة في المجتمع الإيراني، وفي سبتمبر (أيلول) 2009 أثار حذف مشاهد دمية «جيغر» الحمار جدلا واسعا في إيران، وأفادت «وكالة فارس» نقلا عن مصدر مسؤول أن تصوير الدمية يتسبب في ترويج «سلوك غير لائق».
وإضافة إلى التلفزيون أغرت شعبية «ذو القبعة الحمراء» الواسعة المنتجين في السينما الإيرانية، ونجحت ثلاثة أفلام تمحورت حول مغامراته ويومياته واحتلت الصدارة في قائمة الأفلام الأكثر مبيعا في تاريخ السينما الإيرانية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.