قائدة مقاتلات حربية أفغانية تعلن الاستسلام بسبب «طالبان»

وزارة الدفاع في كابل نفت تلقي نيلوفار أي تهداديات

الكابتن نيلوفار رحماني أول أفغانية تتولى قيادة طائرة (نيويورك تايمز)
الكابتن نيلوفار رحماني أول أفغانية تتولى قيادة طائرة (نيويورك تايمز)
TT

قائدة مقاتلات حربية أفغانية تعلن الاستسلام بسبب «طالبان»

الكابتن نيلوفار رحماني أول أفغانية تتولى قيادة طائرة (نيويورك تايمز)
الكابتن نيلوفار رحماني أول أفغانية تتولى قيادة طائرة (نيويورك تايمز)

ربما تكون قصة الكابتن نيلوفار رحماني، أول أفغانية تتولى قيادة طائرة ثابتة الجناحين داخل القوات الجوية الأفغانية الناشئة، أفضل ما يجسد التطلعات الأميركية تجاه أفغانستان بوجه عام. كانت رحماني قد لاقت احتفاءً كبيرًا بها داخل واشنطن عام 2015، عندما كرمتها وزارة الخارجية بجائزتها السنوية للمرأة الشجاعة. وفي بيان لها، قالت السيدة الأولى ميشيل أوباما: «إنها لا تزال تطير رغم التهديدات التي تتلقاها من (طالبان)، بل ومن أفراد من عائلتها الكبيرة».
ومع ذلك، فإنه عشية عودتها إلى أفغانستان بعد خوضها دورة تدريبية استمرت 15 شهرًا داخل قواعد تابعة للقوات الجوية في تكساس وفلوريدا وأركنساس، أخطرت الكابتن رحماني مدربيها الأميركيين بقرار مفاجئ، فرغم أنها لا تزال ترغب في العمل طيارة عسكرية، فإنها لم تعد تود القيام بذلك تحت علم بلادها. وبالفعل، تقدمت رحماني هذا الصيف بطلب للجوء السياسي إلى الولايات المتحدة، حيث تأمل نهاية الأمر في الانضمام إلى قواتها الجوية، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز».
وخلال مقابلة أجريت معها، قالت الكابتن رحماني، إن «الأوضاع لا تتبدل» باتجاه الأفضل داخل أفغانستان، مضيفة أن «الأمور تزداد سوءًا يومًا بعد آخر».
كانت الكابتن رحماني في العاشرة من عمرها عندما أسقطت الولايات المتحدة حكومة «طالبان» في أفغانستان عام 2001. ومع شروع إدارة بوش في إعادة بناء البلاد التي دمرتها الحرب، جعلت من تمكين المرأة أولوية نصب عينها، وهي مهمة تنطوي على قدر كبير من الجرأة بالتأكيد في ظل مجتمع محافظ حُرمت في إطاره المرأة من التعليم والمشاركة في قوة العمل.
وخلال سنوات المراهقة، استقت الكابتن رحماني إلهامها من الهدف الذي أقرته أميركا بتحرير الأفغانيات. وعندما كانت في الـ18، وبدعم من والديها، التحقت بصفوف القوات الجوية. وعن ذلك، قالت: «كان الاضطلاع بهذه الوظيفة حلم حياتي، أن أصبح طيارة».
من ناحيتها، أشادت الحكومة الأميركية بالنموذج الذي قدمته الكابتن رحماني باعتباره نقطة مضيئة في خضم جهود صعبة لبناء قوات جوية أفغانية، الأمر الذي كبد دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 3.7 مليار دولار. إلا أن هذه الجهود تعرضت لتأخيرات وتحديات لوجستية وإهدار للإنفاق.
وبعد نشر صور الكابتن رحماني وهي ترتدي الزي العسكري للطيارين وفوقه الحجاب في الصحف عام 2013، بدأ أقاربها في كابل يتلقون تهديدات بالقتل. وقالت إنها لم تشعر بالأمان أثناء عملها داخل أفغانستان؛ لأن غالبية زملائها من الرجال كانوا يعاملونها بازدراء. ومع ذلك، عمدت إلى التحلي بالشجاعة خلال الشهور الأولى من تدريبها داخل الولايات المتحدة، والذي بدأ في سبتمبر (أيلول) 2015.
وفي حديث عقده معها صحافي عسكري أميركي في مارس (آذار) 2015، خلال زيارة لأحد القواعد الجوية الأميركية، قالت الكابتن رحماني: «أرغب فحسب في تشجيع جميع النساء بمختلف أرجاء العالم، وبخاصة داخل بلادي، حيث لا تحظى المرأة بأي حقوق، كي يؤمنّ بأنفسهن، ويصبح لديهن قدر أكبر من الثقة بالنفس».
إلا أن هذه العزيمة تراجعت في الشهور الأخيرة، مع توقف القوات الجوية الأفغانية عن سداد راتبها قبيل انطلاق الدورة التدريبية داخل الولايات المتحدة، حسبما ذكرت الكابتن رحماني. وعندما تعرضت موظفات في أحد مطارات جنوب أفغانستان للذبح هذا الشهر، شعرت الكابتن رحماني بالفزع لدى سماعها بعض أعضاء البرلمان يقولون إن النساء كنّ ليصبحن في مأمن حال بقائهن داخل منازلهن.
وبدأت المرحلة الجديدة من حياتها داخل الولايات المتحدة بخوف وقلق. وعن ذلك قالت: «هذا الأمر يصيبني بتوتر بالغ»، مشيرة إلى طلب اللجوء السياسي الذي تقدمت به ولا يزال يجري النظر فيه، في وقت تعهد فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، أكدت الكابتن رحماني أنها لا تزال تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها مكانًا يمكن للنساء فيه التطلع نحو تحقيق أمور عظيمة.
من جهة أخرى، أكد مسؤولون عسكريون أفغان أن حياة الطيارة الكابتن نيلوفار رحماني التي تقدمت بطلب للجوء السياسي إلى الولايات المتحدة «ليست مهددة على الإطلاق». وطلب المسؤولون من واشنطن رفض الطلب الذي تقدمت به الكابتن رحماني.
في المقابل، نفى الجنرال محمد رادمانيش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، ادعاءات الكابتن رحماني، قائلاً: «إنني على ثقة من أنها كذبت بادعائها أنها تعرضت لتهديدات - تلك مجرد محاولة للفوز باللجوء السياسي. لا أساس لادعائها أن حياتها معرضة للخطر أثناء عملها في القوات الجوية الأفغانية».
وأضاف الجنرال الأفغاني: «نظرًا لأن ادعاءات الكابتن رحماني هذه صدرت حديثًا، فإننا ننتظر منها أن تبدل رأيها وتعود إلى وطنها وتستمر في العمل كطيارة. كما نطلب من أصدقائنا الأميركيين والحكومة الأميركية رفض طلب اللجوء السياسي الذي تقدمت به وإعادتها لوطنها لأن الحقيقة أن حياة الكابتن رحماني ليست عرضة لأي خطر».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.