أعلنت الصين، مساء أول من أمس، أن حاملة طائرات تابعة لقواتها ستقوم بتدريبات في غرب المحيط الهادي في إطار ما وصفتها القوات البحرية الصينية بـ«تدريبات روتينية»، لكنها تأتي في وقت تجدد فيه التوتر بشأن تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي وتقول بكين إن لها السيادة عليها.
وقالت البحرية في بيان، نشرته مساء السبت، إن حاملة الطائرات «لياونينغ» والأسطول المرافق لها سيقومان بـ«تدريبات في أعالي البحار»، دون ذكر تفاصيل بشأن الموقع أو المسار، فيما رجحت مصادر أن تكون أول تدريبات في عمق البحر بعيدا عن المياه الإقليمية.
وقالت البحرية في بيان نُشر في الصفحة الأولى من صحيفة «جيش التحرير الشعبي» الرسمية: «تجري هذه التدريبات وفقا لخطط التدريب السنوية». وسيكون التشغيل الصيني الناجح لحاملة الطائرات «لياونينغ» أول خطوة فيما وصفته وسائل إعلام رسمية، وبعض الخبراء العسكريين، بأنه نشر حاملات طائرات صنعت محليا بحلول عام 2020. من جهتها، قالت وزارة الدفاع التايوانية، أمس، إنها راقبت التدريبات عن كثب، وإن حاملة الطائرات «لياونينغ» عبرت مضيق مياكو بين جزيرتي مياكو وأوكيناوا اليابانيتين، في طريقها إلى المحيط الهادي.
وأضافت الوزارة أنها تراقب ما إذا كانت حاملة الطائرات ستواصل طريقها إلى قناة باشي، التي تقع بين تايوان والفلبين في طريق عودتها.
أما وزارة الدفاع اليابانية، فأشارت مساء أمس إلى أن سفينة تابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية وطائرة دوريات من طراز «بي 3 سي» رصدتا 6 سفن تابعة للبحرية الصينية، ومن بينها حاملة الطائرات «لياونينغ» وهي تمر عبر المضيق بين مياكو وأوكيناوا إلى المحيط الهادي. وأضافت أنه لم يحدث توغل في المياه الإقليمية خلال المرور.
كما ذكرت «الدفاع» اليابانية، في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»، أن طائرة هليكوبتر من طراز «زد - 9» تنفذ دوريات، أقلعت من فرقاطة صينية، وحلّقت قرب جزيرة مياكو، مما استدعى إقلاع طائرات يابانية مقاتلة. وذكرت صحيفة «نيكي» الاقتصادية أن اليابان أبلغت الصين عبر القنوات الدبلوماسية أنها تراقب تحركات حاملة الطائرات عن كثب.
وأجرى الجيش الصيني أول تدريبات على الإطلاق بالذخيرة الحية باستخدام حاملة طائرات، وطائرات مقاتلة، في بحر بوهاي شمال شرقي البلاد، بالقرب من شبه الجزيرة الكورية الشهر الحالي. كما أجرى مؤخرا تدريبات في بحر الصين الشرقي.
وعرضت البحرية صورا على مدونتها الرسمية من التدريبات التي أجريت في بحر الصين الشرقي، من بينها صور لمقاتلات من طراز «جيه 15» المحمولة على متن حاملة الطائرات، وهي تقلع ويراقبها قائد البحرية وو شينغ لي. وقالت البحرية إنها نفّذت عمليات تزود بالوقود في الجو ومناورات جوية يوم الخميس.
وأثار تنامي الوجود العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه القلق؛ إذ انتقدت الولايات المتحدة تسليح بكين لمواقع بحرية، وأجرت واشنطن دوريات جوية وبحرية منتظمة لضمان حرية الملاحة.
وتأتي تدريبات غرب المحيط الهادي في ظل تجدد التوتر بشأن تايوان، بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي المنتخب ورئيسة تايوان، مما أثار استياء بكين.
وأجرت القوات الجوية الصينية مناورات بعيدة المدى هذا الشهر فوق بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، مما أثار مخاوف في اليابان وتايوان. وقالت الصين وقتها إن تلك المناورات روتينية أيضا.
وشاركت حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ»، المصنعة في الاتحاد السوفياتي سابقا، في مناورات عسكرية من قبل، بما في ذلك مناورات في بحر الصين الجنوبي. لكن سنوات ما زالت تفصل الصين عن إتقان عمليات حاملات الطائرات بالدرجة التي وصلت إليها الولايات المتحدة عبر الممارسة لعقود.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أكدت وزارة الدفاع أن الصين تصنع ثاني حاملة طائرات، لكن لم يتضح تاريخ تدشينها. وبرنامج حاملات الطائرات يعد في الصين سرا من أسرار الدولة.
تدريبات الصين «الروتينية» في المحيط الهادي تثير قلق تايوان واليابان
طوكيو أبلغت بكين أنها تراقب تحركات حاملة طائراتها عن كثب
تدريبات الصين «الروتينية» في المحيط الهادي تثير قلق تايوان واليابان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة