«يونيون سكوير كافيه» الموقع جديد ولكن روح المكان ذاتها

يعود إلى نيويورك بعد عام على إقفاله

من ابتكار المطعم - الشيف كارمن كواغلياتا رئيس الطهاة في «يونيون سكوير» - أطباق تحمل توقيع الشيف كواغلياتا
من ابتكار المطعم - الشيف كارمن كواغلياتا رئيس الطهاة في «يونيون سكوير» - أطباق تحمل توقيع الشيف كواغلياتا
TT

«يونيون سكوير كافيه» الموقع جديد ولكن روح المكان ذاتها

من ابتكار المطعم - الشيف كارمن كواغلياتا رئيس الطهاة في «يونيون سكوير» - أطباق تحمل توقيع الشيف كواغلياتا
من ابتكار المطعم - الشيف كارمن كواغلياتا رئيس الطهاة في «يونيون سكوير» - أطباق تحمل توقيع الشيف كواغلياتا

كان العمال يعكفون على تعليق لوحات على الجدران ووضع لمسات أخيرة أخرى، الأسبوع الماضي، عندما ظهر الشيف كارمن كاغلياتا بعيون تكاد تذرف الدموع، وقال بينما كان يهز رأسه متعجبا: «أكاد لا أصدق حجم التشابه بينه وبين (يونيو سكوير كافيه)».
كان كاغلياتا يشير، واقع الأمر، إلى الكافيه القديم الشهير الذي أغلق أبوابه منذ قرابة عام، ردًا على حدوث زيادة هائلة في تكلفة الإيجار. يقع «يونيو سكوير كافيه» الجديد، الذي من المقرر افتتاحه الأسبوع المقبل، على بعد أربع بنايات تقريبًا من موقعه الأصلي السابق، لكن موقعه الحالي يعد أفخم بكثير وتغمره أشعة الشمس خلال النهار مع تميزه بسقف مرتفع.
من جانبه، تناول كاغلياتا بإعجاب كيف نجح كل من داني مير، الذي افتتح المطعم عام 1985، وديفيد روكويل، المهندس المعماري المسؤول عن التصميم، من التعبير عن روح المكان الأصلي بما تميز به من مزيج غريب من مساحات متنوعة.
وقال مير، المسؤول التنفيذي لمؤسسة «يونيو سكوير هوسبيتاليتي غروب»: «لم يكن هناك ما يبدو منطقيا داخل (يونيو سكوير كافيه) القديم»، في إشارة إلى أنه كان يضم مجموعة متنوعة من المساحات، معظمها ذات أسقف منخفضة، بما في ذلك شرفة كانت تكتظ بالمقاعد. الآن، يضم المكان الجديد شرفة مشابهة تطل على القاعة الرئيسية للطعام. وفي نهاية ممر، توجد مساحة أطلق عليها «الفجوة» تضم طاولة كبيرة مستديرة. ورغم أن هذا الجزء بأكمله مختلف، فإن المكان برمته يشبه صديقا قديما لك خضع لعملية تجميل بالأنف، بينما لا يزال وجهه وصوته دونما تغيير.
نجح المطعم الجديد في زيادة قدرته الاستيعابية لأكثر من 150 شخصا، ويعود جزء من الفضل وراء ذلك إلى إضافة مساحة ثانية لتناول المشروبات بالجزء الأعلى، مع إضافة طاولات ومقاعد. ومن بين اللمسات الأخرى التي تثير في الأجواء الروح المميزة للمكان القديم خشب شجر الكرز والكسوة بخشب لونه أخضر داكن، مع وجود عناصر زخرفية تنتمي لحركة «الفنون والحرف»، وكذلك معظم الأعمال الفنية التي كانت معلقة على الجدران.
ورغم التهوية القوية بالمكان - الذي كان يستخدم سابقًا مقرا لشركة «سيتي كراب آند سي فود كمباني» - يبقى هناك شعور بالحميمية في الداخل، وهو من العلامات المميزة للمكان الأصلي القديم. وتتميز بعض أجزاء المكان بروح دافئة، مثل المقصورات الجلدية بالدور الأعلى.
أما العملاء المستديمون لـ«يونيو سكوير كافيه» القديم فسيجدون كثيرا من العناصر المألوفة المفضلة لديهم بالنسخة الجديدة من المطعم، بما في ذلك نوكي وكاليماري مقلي وتونة برغر (للغداء)، ودجاج مشوي وتورتة موز.
من ناحيته، أوضح مير أن «غالبية هذه الأطباق مستوحاة من أخرى كنا نقدمها كأطباق خاصة»، مشيرًا إلى طبق عصيدة دقيق الذرة المقرمشة مع بطاطا حلوة مطبوخة، وأسماك ساردين منقوعة مع أفوكادو مشوي وفخذ حمل مع صلصة خضراء.
الآن، وفي ظل توافر مزيد من المساحة، أصبح المطعم قادرًا على إعداد الخبز الخاص به. ومن المقرر أن يتولى جاستن روزنغارتن، الذي كان يعمل خبازًا لدى «لافايت»، وسبق له العمل مع بين غليزر، خبير مقيم في لندن تجري استشارته بشؤون الخبز من جانب «يونيو سكوير كافيه».
جدير بالذكر أن كاغلياتا الذي عمل طاهيًا تنفيذيًا منذ عام 2007 يتولى حاليًا إدارة عدة مطابخ تخدم صالة الطعام والحفلات الخاصة. وقد بدأ في الاستعانة بعدد أكبر من الطهاة، بما في ذلك بعض من عملوا معه من قبل، ثم انتقلوا للعمل بأماكن أخرى. من جهته، قال ريتشارد كورين، أحد شركاء مير، إن جميع المديرين وقرابة ثلث النادلين الذين كانوا يعملون في «يونيو سكوير كافيه» عادوا من جديد.
ومثلما الحال في غالبية المطاعم التي يملكها مير، لن يكون مسموحا بدفع «بقشيش» للعاملين بالمكان، وسيجري دمج تكلفة الخدمة في الأسعار الموجودة بقائمة الطعام. كما سيجري قبول الحجز عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني.
*(خدمة {نيويورك تايمز})



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».