الحكومة اليمنية تعلن استعدادها لحضور اجتماع التهدئة في الأردن

انتصارات جديدة للجيش اليمني في نهم وصعدة والجوف

الحكومة اليمنية تعلن استعدادها لحضور اجتماع التهدئة في الأردن
TT

الحكومة اليمنية تعلن استعدادها لحضور اجتماع التهدئة في الأردن

الحكومة اليمنية تعلن استعدادها لحضور اجتماع التهدئة في الأردن

قال نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي، إن الحكومة اليمنية على استعداد لعقد اجتماع لجنة التهدئة والتواصل، المقرر عقدها في الأردن خلال الفترة المقبلة، بمشاركة الأطراف اليمنية.
وجاء تصريح المخلافي إثر لقائه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الذي أكد مواصلة مصر دعمها ومساندتها اليمن على ضوء العلاقات التاريخية العميقة التي تربط البلدين، وذلك في لقاء عقد في القاهرة أمس، طبقا لبيان صدر عن الخارجية المصرية.
ميدانيا, أعلنت قوات الجيش اليمني تحريرها وسيطرتها الكاملة على سبعة مواقع استراتيجية في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، إلى جانب تقدمها في محافظتي صعدة والجوف، في الوقت الذي اشتدت فيه المعارك بتعز وسط تواصل القصف العنيف على أحياء المدينة ومحاولة الانقلابيين اختراق المحافظة من الجهة الشرقية.
وقالت مصادر في الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن أبرز انتصارات نهم تمثلت في جبل الأصبع وجبل المريحة، وخمسة مواقع أخرى، بعد معارك ضارية خاضتها مع ميليشيات الحوثي وصالح أمس، بإسناد مقاتلات التحالف العربي التي استهدفت تعزيزات عسكرية وأطقما للميليشيات دمرت بمن عليها من المسلحين.
ولفت عبد الله الشندقي، المتحدث باسم مقاومة صنعاء، إلى مقتل 16 من عناصر الميليشيات في المواجهات وجرح عشرات، إلى جانب أسر اثنين آخرين، فيما قتل من جانب القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ثلاثة مقاتلين، وجرح تسعة آخرون.
وفي صعدة معقل جماعة الحوثي، التي تقع على بعد 240 كيلومترا شمال غربي صنعاء، شهدت جبهة البقع المتاخمة للحدود السعودية، أمس، مواجهات محتدمة بين قوات الجيش اليمني والميليشيات، ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن قائد محور البقع، العميد عبيد الأثلة، أن وحدات الجيش دحرت الميليشيات واستعادت أسلحة ثقيلة ونوعية من بينها مدفع متطور ونواظير ليلية، وقال إن وحدات الجيش مستمرة في التقدم وعازمة على تطهير ما تبقى من المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابين.
وعلى صعيد تطورات الجبهات بمحافظة الجوف (150 كيلومترا شمال شرقي صنعاء)، نجح مقاتلو الجيش اليمني أمس، في إحراز تقدم في منطقة ملاحة بمديرية المصلوب، ودحر الميليشيات من مواقع عدة في المديرية، وأجبروها على التراجع والانسحاب، وسط اشتباكات متقطعة يشهدها عدد من المواقع بجبهة الغيل والمتون.
وقالت مصادر في الجيش اليمني إن 20 مسلحا من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم بين قتيل وجريح في المواجهات بجبهات مناطق سداح وملحان والهيجة (غرب المصلوب).
وفي تعز، ما زالت الأحياء السكنية في مدينة تعز تتعرض للقصف الشديد من قبل الميليشيات بمختلف أنواع الأسلحة مع تكرار محاولات الميليشيات التقدم إلى مواقع الجيش اليمني في الجبهات الشرقية والغربية، وتركز القصف بشكل أعنف على أحياء شرق المدينة ومحيط معسكر الدفاع الجوي والحصب وبيرباشا وقرى مديرية مقبنة غربا.
ويحاول الانقلابيون التقدم إلى مواقع الجيش اليمني في الجبهة الشرقية مع القصف بالأسلحة الثقيلة على مواقع الجيش اليمني، الذي تمكن بدوره من التصدي لهجماتها والزحف إلى مواقع الميليشيات وإحراز تقدم جديد في محيط التشريفات.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن قوات الجيش اليمني «حققت تقدما جديدا، أمس، في جبهة التشريفات وتقدمت إلى أسوار المعسكر وحررت عددا من المباني في محيط المعسكر التشريفات، الأمر الذي ساعدها على التقدم من ثلاثة اتجاهات بعدما حررت قبل يومين مواقع في محيط التشريفات، إضافة إلى تطهير مستشفى الكندي وقتل 3 من القناصة بعد تمشيطهم المبنى ومحيطه».
وأضافت المصادر: «تحاول الميليشيات إحداث اختراق لمواقع الجيش اليمني في مناطق المديهين والصرمين المحيطة بموقع المكلل، شرق المدينة، التي تشهد مواجهات مستمرة على مدار الساعة، ومصحوبة بالقصف من قبل الميليشيات، غير أن القوات تمكنت من إفشال ذلك الاختراق وكسرت محاولاتهم».
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الجيش اليمني تمكن مدفعيته من «دك أوكار الميليشيات الانقلابية في مديرية ذوباب الساحلية، الواقعة جنوب غربي تعز».
وقال مصدر عسكري إن «مدفعية الجيش المرابط بباب المندب تمكنت من استهداف مواقع الميليشيات الانقلابية في منطقة كهبوب ومعسكر العمري بذوباب، غرب تعز، بعشرات القذائف مخلفة خسائر مادية وبشرية في صفوف الانقلابيين»، طبقا للمركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.
وفي محافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء، تصدى مقاتلو الجيش اليمني بمديرية القريشية وقيفة رداع لحملات عسكرية للميليشيات كانت في طريقها لتعزيز قواتها في جبهات المواجهات مع قوات الشرعية، في المحافظة التي تفرض الميليشيات السيطرة على أغلبية مديرياتها منذ ما يربو على عامين.
وشنت الميليشيات هجوما واسعا، أول من أمس، على مواقع القوات الموالية لهادي في الجسيمة شرق نوفان تحت إسناد قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات من مواقع تمركزها في الروق والخرابة وجربة النود وعرقوب القصب، بينما تمكنت قوات الجيش من دحر الميليشيات وإجبارها على التراجع بعد اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة سقط خلالها عدد من قتلى الميليشيات، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وفي محافظة الضالع شمال عدن، اندلعت مواجهات عنيفة على المواقع الغربية بجبهات مديرية مريس شمال المحافظة أمس، بعد هدوء حذر شهدته المنطقة خلال الأيام الماضية.
وقالت مصادر محلية إن مدفعية الجيش استهدفت في قصف عنيف مواقع الميليشيات بمنطقة رمه، وسقط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.