جذبت فعاليات مهرجان «حكايا مسك» الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» على أرض معارض الظهران الدولية شرق السعودية آلاف الزوار، الذين تفاعلوا مع فعالياته وورش عمله المتنوعة في الأقسام الأربعة الإبداعية، وهي: «محترف الكتابة وساحات الرسم ومعامل الأنيميشن واستوديو الإنتاج»
وحجز عدد كبير من الفنانين الشباب أماكنهم فوق منصات قسم الإنتاج المرئي، ليسردوا حكاياتهم مع فن السينما والتصوير بنوعيه السينمائي والفوتوغرافي.
وشرح المشاركون كيف حققوا طموحاتهم، مشيرين إلى أن السعودية تزخر بعدد كبير من الموهوبين الذين يملكون مهارات كافية في هذا المجال ويستطيعون الإبداع والوصول بهذا الفن إلى مستوى متقدم.
وتطرق الفنان الشاب محمد سعد إلى المحطات التي مرّ بها والتحديات التي واجهها للوصول إلى طريق النجاح ويصبح مخرجًا سينمائيًا محترفًا، وتابع: «لدينا في المملكة نخبة كبيرة من الشباب من محبي فن السينما بجميع أقسامه وفروعه من إخراج وإنتاج وإضاءة وتصوير ومونتاج، وهؤلاء ينتظرون الدعم الحقيقي من الجهات المعنية، كي يحققوا كل ما يحلمون به في عالم الإخراج والتصوير».
وذكر سعد الهويمل المشرف على قسم الإنتاج أن المهرجان خصص 6 منصات إلهامية، بمعدل ثلاث منصات في الفترة الصباحية، ومثلها في الفترة المسائية، لتكون بمثابة منبر للفنانين، لتوصيل أفكارهم وخبراتهم وتجاربهم إلى الجمهور.
وأضاف أن القسم لم يقتصر على المنصات الإلهامية، وإنما اشتمل أيضًا على مجموعة من ورش العمل التي تعلّم الهواة الجديد والحديث في الإخراج والإنتاج السينمائي، والتصوير الفوتوغرافي، بوجود 12 مدربا متخصصا، أجابوا عن استفسارات الهواة والمحترفين، لافتًا إلى أن القسم ينظم 48 ورشة عمل خلال أيام المهرجان.
أسرار الرسوم المتحركة
واستوقفت لوحة كبيرة كُتب عليها قسم «الأنيميشن» بعض زوار مهرجان «حكايا مسك» على أرض معرض الظهران الدولية في المنطقة الشرقية، للسؤال عن معنى الكلمة الذي بدا غريبًا لبعضهم، ثم ما لبثت هذه الاستفسارات أن تلاشت عندما وقع نظرهم داخل القسم على مبدعي ومحترفي تحريك الرسوم والشخصيات الكرتونية، ينتشرون في المكان، ويجهزون أدواتهم وتقنياتهم للعرض أمام الزوار.
ودفع الفضول مئات الشباب من زوار المهرجان أمس في يومه الأول، إلى التفاعل مع ورش العمل التي نظمها القسم، للكشف عن أسرار ومحتوى الرسوم المتحركة، وفن التحريك والدبلجة والأداءات والمؤثرات الصوتية.
وتضمنت الأجنحة مساحات مخصصة لمنتجي «الأنيميشن» من جهات وأفراد مستقلين، يستعرضون أعمالهم وبمشاركة الزوار.
وذكر الشاب خالد الزهراني أنه كان يجهل الكثير من هذا الفن، وما يحتويه من أسرار وخبايا. وتابع: «أعشق مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة منذ كنت صغيرًا، وأتفاعل معها، ولكن لم أفكر يوما كيف ينتجون هذه الأفلام، وما هي التقنيات التي يستخدمونها في هذا النوع من الفن».
وقاد شغف المعرفة خالد لدخول قسم «الأنيميشن» مع كثير من أقرانه، ليتعرفوا على الكثير من المعلومات والتقنيات المستخدمة في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة.
ويوفر القسم مساحات لمنتجي «الأنيميشن» من جهات وأفراد مستقلين، لاستعراض أعمالهم ومشاركة شغفهم مع الزوار. ودرّبت ورش العمل التي أقامها القسم كثيرًا من الشباب من عمر 15 إلى 35 على أساسيات تحريك الرسوم الكرتونية، وتعرفوا على أحدث البرمجيات في مجال «الأنيميشن» من خلال مواضيع متميزة.
وخصصت ورش العمل وقتًا طويلاً، لشرح عملية الدبلجة والتعليق الصوتي على الرسوم المتحركة، ومراحل صنع المسلسل الكرتوني.
وأسهب المبدعون في الحديث عن أدواتهم، وأفسحوا المجال للجمهور لمشاركتهم استخدام هذه الأدوات، والتعرف على تجاربهم في مجال صنع الرسوم المتحركة وتحريكها والدبلجة الصوتية.
إعلاميون على الحد الجنوبي
ووقف زوار «حكايا مسك» بالظهران، طويلاً عند مسرح المهرجان، الذي سرد إعلاميون من منصته قصصًا عن البطولات التي يسطرها الجنود السعوديون المرابطون في الحد الجنوبي للسعودية،
وتحدث خالد الجناحي مدير مكتب القناة الإخبارية في المنطقة الشرقية، عن رحلته في تغطية «عاصفة الحزم» وجوانب مما عايشه في الحد الجنوبي خلال 200 يوم، توزعت على مدار عام ونصف، من العمل الصحافي تحت الرصاص وبين الجنود السعوديين المرابطين هناك.
وأكد الجناحي أن أكثر ما يفتخر به أنه أسهم في كسر معنويات العدو وهزيمته نفسيا بإظهار الحقائق أمام جملة المواد المفبركة التي يروجها ويظهر انتصارات مزعومة له على حدود المملكة، مشددًا على أهمية أن يعرف كل شخص حقيقة ما يحدث هناك من إيثار وتضحية وإقدام ووطنية وإخلاص.
وأشار إلى مدى إيثار الجنود السعوديين، وتقديم أرواحهم فداء لوطنهم، مضيفا أنه رأى الروح المعنوية العالية للجنود.
إلى ذلك، بدأ مراسل قناة «العربية» في المنطقة الشرقية، بدر الشهري، حديثه بوقفة تحية للجنود على الحد الجنوبي الذين يضحون بأنفسهم للدفاع عن الوطن ومقدساته، مشيرًا إلى أنه لمس منهم كل شجاعة وإقدام.
وتشمل فعاليات المهرجان أيضًا قسم المؤلف الصغير، الذي من شأنه إلهام الأطفال ثقافيًا ومعرفيًا عبر استخدام تطبيقات تساعدهم في صناعة القصة بدءًا من الفكرة حتى النشر، وكذلك «سوق حكايا» التي تضم قصصا وروايات وأدوات رسم وتقنيات تحريك وتصوير ولوحات متاحة للبيع، في حين يقدم معرض «حكايا تك» أحدث التقنيات الرقمية والأجهزة الحديثة في مجالات عرض الحكايات وصنعها.
وبلغ عدد المشاركات من مشروعات سعودية ناشئة ومتوسطة وأفراد موهوبين في مجالات التعليم والثقافة والإعلام، نحو مائة مشاركة، تعمل على إقامة ورش عمل متخصصة، ورسم وإلقاء حكايا متنوعة من خلال فقرة حكايا شباب، وتقديم عروض مسرحية وبث أفلام قصيرة.
ويتضمن «حكايا مسك» أقسامًا عدة، ومنها قسم محترف الكتابة الذي يشارك فيه نحو 10 جهات، ويُمكن الشباب من التواصل والمشاركة مع كتاب محترفين، في أجنحة عرض تفاعلية، تضم أيضًا أبرز الجهات المهتمة بالكتابة، ويحتوي القسم على منبر الكتّاب الذي يتفاعل من خلاله المتحدث مباشرة مع الزوار.
أما قسم ساحة الرسم، فتشارك فيه نحو 14 جهة، وتتمثل في مساحات لإطلاق إبداع هواة الرسم الشباب ومحترفي مجالاته المختلفة من خلال ورش عمل تفاعلية في أجنحة العرض المخصصة للرسامين المحترفين، ومشاهدة الرسم المباشر على منصة الرسام المحترف.
وتطرح ساحات الرسم ورش عمل متخصصة في رسم الشخصيات والقصص المصورة وغيرها من أشكال الرسم.
زوار «حكايا مسك» يتدربون على فنون «الأنيميشن» والإخراج والإنتاج
فعاليات المهرجان تستمر حتى مساء غد
زوار «حكايا مسك» يتدربون على فنون «الأنيميشن» والإخراج والإنتاج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة