الكتائب خارج الحكومة والجميل يحذر من «سطو» 8 آذار على السلطة

نائب من الحزب لـ«الشرق الأوسط»: 17 وزيرا لـ«حزب الله» داخل الحكومة الحالية

الكتائب خارج الحكومة والجميل يحذر  من «سطو» 8 آذار على السلطة
TT

الكتائب خارج الحكومة والجميل يحذر من «سطو» 8 آذار على السلطة

الكتائب خارج الحكومة والجميل يحذر  من «سطو» 8 آذار على السلطة

انتقد حزب «الكتائب» اللبناني بقوة أمس عملية تشكيل الحكومة الجديدة التي انتهت باستبعاد الحزب من الحكومة. واعتبر رئيس الحزب سامي الجميل أن «التشكيلة (الوزارية) استكمال لوضع اليد على قرار الدولة». ورأى أن «المسار الذي عمره أكثر من سنتين أدى إلى وضع اليد كاملا والسطو على السلطة من قبل 8 آذار وباتت هناك اليوم إرادة واحدة تحكم لبنان».
وخرج الجميل في مؤتمر صحافي أمس محذرا من أن يدفع لبنان ثمن ذلك إذ أن البلد لا يمكن أن يُحكَم أحاديا من قبل فريق أغرق نفسه بصراع المنطقة، في إشارة غير مباشرة إلى ما يسمى «حزب الله». وقال: «إننا مرتاحون للموقع الذي نحن فيه إذ أن الحكومة لا تشبهنا، الفريق الآخر لم يردنا داخلها ونحن لم نرد ذلك أيضا» مؤكدا أن الكتائب أعطى فرصة لحكومة مصالحة تبدد الهواجس «ولكنهم أرادوا حكومة بهذا الشكل ولديها صبغة ولون واضح معاكس لثوابتنا السياسية». وأعرب الجميّل عن تخوّفه على الجيش اللبناني، وقال: «نحن كنا بأمسّ الحاجة لدعم كل الدول التي لديها ثقة بهذه المؤسسة وأن أي مساعدة تُمنح لها تكون بمحلها، أما اليوم وبالتركيبة الموجودة فنتخوّف على كل الدعم الذي كان يجده الجيش في المراحل السابقة». واعتبر أن الحكومة أصبحت اليوم تحكَم بطريقة أحادية متمنيا من «كل رفاق المواجهة أن يثبتوا مجددا وجود السياديين في الحكومة». وأكد الجميّل أن الكتائب يستعد للانتخابات المقبلة و«موقعنا الطبيعي أن نكون أوفياء لثوابتنا ومبادئنا وأنفسنا وشهدائنا» داعيا اللبنانيين إلى متابعة النضال السياسي.
وكان استبعاد حزب الكتائب من الحكومة في اللحظات الأخيرة، قد أثار لغطا كبيرا في وسائل الإعلام اللبنانية، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية رفيعة شاركت في الاتصالات التي سبقت تأليف الحكومة أن اتصالات جرت على أكثر من خط بغية تمثيل الكتائب دون أن تصل إلى أي نتائج إيجابية، وقد استمرت هذه الاتصالات قبيل ساعات من إعلان التشكيلة الحكومية حيث كان العرض الأخير بأن تشارك الكتائب بوزير أرمني بعد أن أقفلت مقاعد الطوائف المسيحية. لكن رفض رئيس الحزب سامي الجميل وزارة الدولة وضع الأمور أمام طريق مسدود. وأشارت المعلومات إلى أنّ النائب الجميل كان يريد المشاركة شخصيًا وأن تسند إليه وزارة الصناعة التي تولاّها شقيقه الوزير الراحل بيار الجميل، معتبرًا أن الكتائب هي من طرح شعار «بتحب لبنان حب صناعته».
وأكدت مصادر مقرّبة من الحريري لـ«الشرق الأوسط» أنّه كان من الأساس حريصًا إلى أبعد الحدود كي تدخل الكتائب في حكومته. وكشفت المصادر عن زيارة قام بها رئيس الكتائب إلى دارة الرئيس الحريري منذ أسبوع و«كان لقاء ودّيا ونقاشا مستفيضا حول أمور كثيرة وتحديدًا مسار تشكيل الحكومة آنذاك وأصرّ الرئيس الحريري على ضرورة مشاركة الكتائب، متمنيًا على الجميل عدم الغياب عن حكومته وبقيت الاتصالات جارية على قدم وساق حتى الربع الساعة الأخير».
أما على خط الكتائب، فقد ظهر جليًا مدى المآخذ الكتائبية وبالجملة على «الحلفاء والأصدقاء والخصوم الذين تجاهلوا حجم الكتائب» بحسب رأيهم، مؤكدين على مرحلة جديدة في التعاطي السياسي ومع كلّ الملفات في المرحلة المقبلة. وقال النائب في كتلة الكتائب إيلي ماروني لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الحكومة الجديدة بمثابة «قالب حلوى تناتشته» كلّ القوى السياسية من الطرفين أي 14 و8 آذار، وكانت هناك حفلة تكاذب لا حدود لها، واصفًا إياها بحكومة ما يسمى «حزب الله» وفريق 8 آذار حيث هناك سبعة عشر وزيرا لما يسمى «حزب الله» داخل الحكومة الحالية، ويشدد ماروني على أن ما جرى «عملية محاصصة وتقاسم للبلد وقد نجحوا في توزيع الحصص بشكل فاضح لا مثيل له»، مضيفًا: «عندما قلنا إننا سنكون إلى جانب رئيس الجمهورية بكل ما يقوم به كنا نعني ذلك، ونحن سنبقى في البرلمان صمام أمان معارضة لكل محاولات الانحراف من فساد وتقاسم للحصص»، مضيفًا: »إذا أحسنت الحكومة سنصفق لها وإذا أخفقت سنمارس حقنا بالمعارضة في أي مكان». وتابع: «هذه الحكومة هي حكومة انتخابات لأن الانتخابات النيابية على الأبواب وفي حال استطاعت إقرار الموازنة العامة والمساعدة في إقرار قانون انتخابي جديد فتكون قد قامت بمهامها، لكن نستبعد أن يحصل هذا الأمر لأن طريقة التشكيل فاسدة، وذلك ظهر جليًا من خلال عملية المحاصصة الموصوفة».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».