سجال الحريري... ميقاتي ينبش زمن «الحروب والاغتيال»

سجال الحريري... ميقاتي ينبش زمن «الحروب والاغتيال»
TT

سجال الحريري... ميقاتي ينبش زمن «الحروب والاغتيال»

سجال الحريري... ميقاتي ينبش زمن «الحروب والاغتيال»

شهدت الساعات القليلة التي تلت ولادة الحكومة الجديدة، سجالاً إعلاميًا ورسائل انتقاد مبطنة، بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، نبش فيه الأخير دفاتر الماضي، وما أسماها «الحروب» التي شنّها عليه الحريري، إبان ترؤسه حكومة فريق الثامن من آذار في عام 2011. استدعت ردًا سريعًا من الحريري أعلن فيه أن فريقه «هو من يتعرض للحروب والاغتيال».
وفي انتقاد لاذع لتركيبة حكومة الحريري الجديدة، رأى الرئيس نجيب ميقاتي أن «الانقسام السياسي الحاد الذي يعاني منه لبنان تجدد من خلال التشكيلة الحكومية الجديدة التي، عدا عن كونها قامت على المحسوبيات بشكل فاضح في اختيار الأسماء والحقائب، فهي أيضًا حملت صواعق تعطيل عملها في أي وقت، خصوصًا في ظل الفرز الحاد في المقاربات السياسية حيال الأوضاع في المنطقة». وقال: «أصبحنا مجددًا أمام حكومة غير متجانسة بكل معنى الكلمة، ما يكرس الفرز السياسي داخل مجلس الوزراء، ويؤكد أن عمله لن يكون سهلاً، خصوصًا في مقاربة القضايا الخلافية وما أكثرها».
وتوقف رئيس الحكومة الأسبق عند «المواقف التي أعلنها الحريري مباشرة أو عبر نواب وشخصيات مقربة منه لتبرير الانعطافة التي قام بها قبل الانتخابات، وما إذا كان ما أعلنه عن توافق على خريطة طريق كاملة للمرحلة المقبلة كان صحيحًا أم مجرد تبرير لا يستند إلى أي أساس، لأن الفترة التي مرت بين التكليف والتأليف لم توح بوجود ضمانات مقابل الموقف الذي اتخذه».
وسأل ميقاتي: «هل ما زال الرئيس الحريري متمسكًا بالعناوين السياسية التي رددها طوال السنوات الماضية، وشن حروبًا شعواء بشأنها وفي مقدمها المحكمة الدولية الخاصة بقضية رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري؟، وهل ما حصل فعلاً في تشكيل الحكومة وما قبلها يكرس قولا وفعلا الثبات على هذه العناوين؟». وقال: «في كل الأحوال لن نتهاون في أي أمر يتعلق بالثوابت الوطنية، واتفاق الطائف، والصلاحيات الدستورية الممنوحة لرئيس مجلس الوزراء، ومقاربة الملفات الكثيرة المطروحة».
ولم يتأخر ردّ رئيس الحكومة سعد الحريري على ميقاتي، عبر تغريدة له على صفحته على «تويتر»، فقال: «رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي قال: هل لا يزال الحريري متمسكًا بالعناوين السياسية التي شن حروبًا بشأنها وفي مقدمها المحكمة الدولية الخاصة بقضية رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري»، وأضاف: «نعم يا دولة الرئيس وأنت أكثر من يعرف ذلك، علمًا بأننا لم نشن أي حروب بل نحن من تعرضنا للحروب والاغتيال والغدر».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.