الجابر والشباب.. مسلسل التعادلات يبعثر حلم «البناء»

المدرب الوطني بات في مواجهة «غير مرغوبة» مع المدرج الأبيض

سامي الجابر (تصوير: بدر الحمد)
سامي الجابر (تصوير: بدر الحمد)
TT

الجابر والشباب.. مسلسل التعادلات يبعثر حلم «البناء»

سامي الجابر (تصوير: بدر الحمد)
سامي الجابر (تصوير: بدر الحمد)

أثار مسلسل تعادلات الشباب في دوري المحترفين السعودي، موجة من الغضب والاحتجاجات في المدرج الأبيض، ضد سياسة المدرب الوطني سامي الجابر، ما وضع الأخير في مواجهة غير منتظرة مع أنصار النادي الطامح إلى انتفاضة حقيقية وبالأرقام في منافسات الدوري المحلي.
ولام الجابر لاعبيه في تعادلهم الأخير أمام الاتفاق، مشيرًا إلى أن تراجع مستوى الفريق في الشوط الثاني أفقدهم نقاط الفوز.
وقال الجابر: «خسرنا نقطتين رغم الأفضلية التي كنا عليها أمام الاتفاق، ظهرنا بشكل أفضل في الشوط الأول، وكان يمكن تعزيز التقدم لكن التراجع في الشوط الثاني سمح للاعبي الاتفاق باستغلال الأخطاء».
وواصل: «أخطاء الشباب تسببت في ركلة الجزاء التي حصل منها الاتفاق على التعادل. الدور الأول انتهى، وسنغلق ملفه ونعمل على تصحيح الأخطاء والتفكير في الدور الثاني من الآن لتحقيق الأفضل».
وكان الجابر يأمل أن ينهي الدور الأول بعدد نقطي بين الـ26 والـ30 نقطة، إلا أن التعادلات أجبرته على الوقوف عند 21 نقطة.
ومنذ أعلنت إدارة الشباب التعاقد مع الجابر بدأ الحديث عن إمكانية نجاحه مع الفريق الذي يتميز بقلة الضغط الجماهيري والإعلامي مقارنة بالفرق الأخرى، ومنها الهلال الذي خاض الجابر تجربة تدريبية معه، لكن الأوضاع المالية التي يعيشها الشباب إضافة إلى عدم امتلاكه أسماء مميزة في قائمة الفريق وضعت النجم الدولي السابق في أزمة حقيقية.
وركز الجابر في مناسبات عدة على مقولة «بناء الفريق»، ما يعني عدم المنافسة الجادة على تحقيق أي من الألقاب هذا الموسم، إلا أن الشباب اقترب مرات عدة من المنافسة الحقيقية على اللقب.
وكان موسم الشباب انطلق بعد معسكر إعدادي للفريق أقيم في هولندا تحت إشراف الجابر، ومع بداية الموسم بدأت المشكلات تحاصر المدرب الوطني، ومنها عدم حسم قضية تجديد الحارس الأبرز في الفريق محمد العويس ليقرر سامي الجابر إبعاده عن الفريق الأول حتى إنهاء مشكلته الإدارية، إضافة لعدم سداد بعض المستحقات التي حرمت الفريق من خدمات محترفيه الأجانب في الجولتين الأولى والثانية.
سجل الشباب تحت قيادة مدربه الجابر بداية سيئة للموسم الجديد، وذلك بعدما تعادل مع القادسية سلبًا دون أهداف، قبل أن يخسر في الجولة الثانية من أمام الباطن بهدف يتيم دون رد على أرضه في مدينة حفر الباطن، وهي الخسارة التي كانت متقبلة من أنصار الفريق، خاصة في ظل عدم استفادة الفريق من لاعبيه الجدد لعدم إنهاء المشكلات المالية التي حالت دون ذلك.
في الجولة الثالثة استعادت الجماهير الشبابية آمالها بعدما قدم الليث الشبابي ملحمة كبيرة من أمام بطل النسخة الأخيرة للدوري فريق الأهلي، والذي نجح في تجاوزه بثلاثة أهداف لهدفين، كان بطلها الأبرز المهاجم الهداف الجزائري محمد بن يطو الذي زار شباك ياسر المسيليم ثلاث مرات.
مباراة الأهلي التي حضرت في الجولة الثالثة كانت هي البداية الأولى لمحترفي الشباب الجدد بعدما نجحت الإدارة في إنهاء كل المستحقات المالية، ليتمكن الجابر من الاستفادة من خدماتهم، لتظل المشكلة الوحيدة العالقة هي مستقبل الحارس محمد العويس الذي لا يزال بعيدا عن خيارات المدرب الوطني.
وبعد فوزه المثير من أمام الأهلي، تعادل الشباب بهدفين لمثلهما من أمام التعاون، لكنه سرعان ما استعاد عافيته بالفوز في أربعة لقاءات متتالية كانت من أمام الخليج ثم الاتحاد والفتح وأخيرًا الفيصلي، وكان فوزه أمام الاتحاد المنافس بقوة على الصدارة هي المباراة الأبرز لكتيبة المدرب سامي الجابر.
ومنذ انتصاراته الأربعة المتتالية ابتعد الشباب عن تحقيق النقاط الثلاث وظلت نتائجه بين التعادل أو الخسارة، حيث تعادل من أمام الوحدة ثم الرائد، قبل أن يخسر من أمام الهلال بثلاثية نظيفة، ويعود بعدها للتعادل من أمام النصر، وأخيرًا الاتفاق ليصبح رصيد الفريق 21 نقطة في المركز الخامس بلائحة الترتيب مع نهاية منافسات الدور الأول.
ومنذ تحقيق فريق الشباب للقب دوري المحترفين السعودي الذي كان في موسم 2011 / 2012، فقد احتل الشباب المركز الثالث مع نهاية منافسات الدور الأول في ثلاثة مواسم، قبل أن يتراجع للمركز السادس في الموسم الماضي، وفي الموسم الحالي تقدم للمركز الخامس برصيد 21 نقطة.
وبصورة تفصيلية عن نتائج فريق الشباب في المواسم الماضية خلال منافسات الدور الأول، فقد حقق الشباب في الدور الأول للموسم الذي يلي فوزه بلقب الدوري المركز الثالث وبرصيده 26 نقطة متقدمًا على فرق النصر والأهلي، حيث حقق الشباب في ذلك الموسم ثمانية انتصارات وتعادلين مقابل هزيمتين تعرض لهما الفريق الذي يقوده حينها المدرب البلجيكي ميشيل برودوم، وهو الموسم الذي توج فيه مهاجم الفريق الهداف الأرجنتيني سبيستيان تيجالي بلقب هداف الدوري برصيد تسعة عشر هدفًا.
أما في الموسم الذي يليه 2013 / 2014، فقد حضر الشباب مع نهاية الدور الأول في المركز الثالث وبرصيده 22 نقطة خلفًا للمتصدر حينها النصر برصيد ثلاثة وثلاثين نقطة، ويليه الهلال ثانيًا برصيد 29 نقطة، حيث تمكن الليث الشبابي في ذلك الموسم من تحقيق ستة انتصارات وأربعة تعادلات وتعرض لثلاث هزائم، وقاده خلال منافسات الدور الأول لذلك الموسم البلجيكي برودوم، قبل أن يتقدم باستقالته مع نهاية الجولة الثالثة ويخلفه مواطنه إيميلوا فيريرا.
واصل الشباب حضوره في الموسم الذي يليه بالحضور بالمركز الثالث مع نهاية منافسات الدور الأول لدوري المحترفين السعودي، حيث جمع في رصيده 27 نقطة متقدمًا على فرق الهلال والاتحاد التي حضرت خلفه في لائحة الترتيب، في الوقت الذي تصدر فيه القائمة فريق النصر برصيد 34 نقطة يليه الأهلي برصيد 29 نقطة، وحقق الليث الشبابي الذي تناوب على قيادته حينها البرتغالي جوزيه مورايس، قبل أن يتم إلغاء عقده بعد مضي ست جولات، ويتعاقد النادي مع المدرب الألماني رينارد ستامب، وتمكن الشباب في ذلك الموسم من تحقيق ثمانية انتصارات خلال الثلاثة عشر لقاء التي خاضها في منافسات الدور الأول، مقابل ثلاثة تعادلات وهزيمتين تعرض لهما من أمام التعاون والنصر.
أما في الموسم الماضي الذي توج فيه الأهلي بطلا لدوري المحترفين السعودي بعد سنوات من الغياب، فقد حضر الشباب في نهاية الدور الأول بالمركز السادس وبرصيده ثماني عشرة نقطة فقط جاءت من خلال خمسة انتصارات وثلاثة تعادلات، مقابل تعرضه للخسارة في خمس مباريات، حيث قررت إدارة النادي حينها إقالة المدرب الأوروغوياني ألفارو جوتيريز والتعاقد مع المدرب التونسي فتحي الجبال الذي أنهى الموسم مع الفريق بذات المركز السادس وبرصيده 39 نقطة.
تقدم الشباب في لائحة الترتيب هذا الموسم يبدو أمرًا جيدًا، وحتى على الصعيد النقطي الذي قفز من ثماني عشرة نقطة إلى 21 نقطة، إلا أن الكثير من النقاط كانت بين يدي الفريق الذي كان بإمكانه الحلول في أقل الأحوال ضمن دائرة المراكز الثلاثة الأولى وبرصيد نقطي أفضل مما يملكه الفريق حاليًا.
وتبدو مسيرة الجابر مع الشباب هذا الموسم متفاوتة بين نتائجه الإيجابية التي يحققها من أمام المنافسين الكبار، حيث كسب الأهلي والاتحاد وتعادل من أمام النصر مقابل خسارته أمام الهلال، إلا أن نتائجه السلبية أمام الفرق «المتوسطة» قد تمثل عائقًا لمستقبل الجابر مع فريقه الشباب. وبصورة إجمالية فقد خاض فريق الشباب تحت قيادة مدربه سامي الجابر حتى الآن 16 مباراة موزعة بين دوري المحترفين وكأس ولي العهد، حيث حقق سبعة انتصارات مقابل ستة تعادلات وثلاثة إخفاقات، من ضمنها خسارته أمام الهلال في ربع نهائي كأس ولي العهد التي ودع الفريق معها البطولة مبكرًا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».