ليبيا: طائرة مجهولة من دون طيار تحلق فوق سماء طرابلس.. واشتباكات في سرت

الأردن ينفي وصول قوات خاصة لتحرير سفيره المختطف

ليبيا: طائرة مجهولة من دون طيار تحلق فوق سماء طرابلس.. واشتباكات في سرت
TT

ليبيا: طائرة مجهولة من دون طيار تحلق فوق سماء طرابلس.. واشتباكات في سرت

ليبيا: طائرة مجهولة من دون طيار تحلق فوق سماء طرابلس.. واشتباكات في سرت

نفى سعيد الأسود الناطق باسم وزارة الخارجية الليبية ما تردد، أمس، عن وصول قوات خاصة أردنية إلى الأراضي الليبية للمشاركة في عملية تحرير السفير الأردني فواز العيطان، المختطف منذ بضعة أيام، على أيدي متشددين يطالبون السلطات الأردنية بالإفراج عن معتقل ليبي يدعى محمد الدرسي، الملقب بـ«النص»، من سجونها.
وقال الأسود في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الليبية طرابلس، إن «هذه الأخبار عارية تماما عن الصحة»، مشيرا إلى أنه لم يطرأ أي جديد، سواء فيما يتعلق بوضع السفير الأردني المختطف أو الدبلوماسي التونسي الذي اختفى قبل يومين عن الأنظار، وتقول السلطات التونسية إن جماعة ليبية على علاقة بمتشددين معتقلين في تونس بسبب هجمات على قوات الأمن وقعت قبل ثلاث سنوات يطالبون بإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عنه. وأكد مسؤول ليبي آخر طلب حجب هويته، أن السلطات الأردنية لم تطلب من ليبيا رسميا السماح بدخول أي قوات أردنية من أي نوع للقيام بعملية عسكرية لتحرير العيطان، مشيرا إلى أن الاتصالات السرية التي يقوم بها وسطاء محليون مع الخاطفين لم تسفر حتى الآن عن إقناعهم بإطلاق سراح السفير المختطف مقابل تعهد السلطات الأردنية بإعادة النظر في وضع الدرسي. ووصل وفد يضم مسؤولين من عشائر وقبائل أردنية إلى طرابلس أول من أمس للانضمام إلى جهود الوسطاء المحليين، بينما تلتزم السلطات الليبية الصمت حيال هذه المفاوضات، وإن كانت تزعم أنها على دراية بها.
من جانبه، نفى الناطق الرسمي باسم الخارجية الليبية، المعلومات التي تشير إلى مغادرة بعض السفراء العرب والأجانب للعاصمة الليبية خشية تعرضهم للخطف أو الاعتداءات، بسبب حالة الانفلات الأمني التي تشهدها العاصمة أخيرا.
وقال الأسود: «لم نتلق رسميا أي طلب من أي سفارة أو بعثة دبلوماسية عربية أو أجنبية بأنها على وشك مغادرة الأراضي الليبية أو إغلاق أبواب مقراتها لظروف أمنية».
وتابع: إن «غادر أحد لسبب آخر لا نعلمه فهذا شأنه، لكن رسميا لم نتلق أي طلب من أي بعثة أو سفارة في هذا الخصوص». جاء ذلك في مجمل رده على تأكيدات من مصادر دبلوماسية عربية وأجنبية في العاصمة الليبية عن مغادرة بعض السفراء العرب والأجانب لليبيا عائدين إلى بلدانهم، خشية تعرضهم للاعتداء أو الخطف. وحلقت طائرة من دون طيار مجهولة الهوية، أمس، فوق سماء العاصمة الليبية طرابلس، حيث قال سكان في طرابلس لـ«الشرق الأوسط»، إن «الطائرة التي لم تحمل أي علامات تدل على هويتها، حلقت على ارتفاعات منخفضة، مساء أول من أمس». لكن مسؤولا أمنيا في ليبيا، قال إنه يعتقد أن «الطائرة أميركية أو تتبع حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، بغرض متابعة الحالة الأمنية المتدهورة في العاصمة، التي أجبرت بعض السفارات الأجنبية على إغلاق أبواب مقراتها إلى أجل غير مسمى، بعد تصاعد الهجمات التي تستهدف الدبلوماسيين العرب والأجانب».
من جهته، تفقد وكيل وزارة الخارجية الليبية عبد الرزاق القريدي مقر سفارة البرتغال في طرابلس، عقب تعرضها لمحاولة سطو من قبل مجهولين، حيث التقى بعدد من الدبلوماسيين البرتغاليين، واطمأن على أحوالهم، وتفقد مبنى ومرافق السفارة، عقب محاولة السطو الفاشلة، التي أسفرت عن إصابة أحد حراس السفارة.
واختطف دبلوماسي تونسي في العاصمة الليبية، بعد يومين من قيام مسلحين بخطف السفير الأردني، وهو ثاني دبلوماسي تونسي يخطف في ليبيا خلال شهر. واستغل عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية التي أوشكت على الرحيل، لقاءه أمس مع أعضاء البعثة الدبلوماسية الليبية بتونس، ليؤكد أن حكومته تبذل كل الجهود للإفراج عن الدبلوماسي التونسي وضمان سلامته، كما أنها وضعت خطة عاجلة لحماية البعثات الدبلوماسية في ليبيا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».