السيسي يزور البابا تواضروس لتهنئة الأقباط بعيد الفصح

مرتضى منصور ينسحب من السباق ويعلن دعمه للمشير وصباحي يتقدم بأوراق ترشحه رسميا للرئاسة

المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، لدى لقائه البابا تواضروس الثاني، لتهنئة الأقباط بعيد الفصح (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، لدى لقائه البابا تواضروس الثاني، لتهنئة الأقباط بعيد الفصح (أ.ف.ب)
TT

السيسي يزور البابا تواضروس لتهنئة الأقباط بعيد الفصح

المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، لدى لقائه البابا تواضروس الثاني، لتهنئة الأقباط بعيد الفصح (أ.ف.ب)
المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، لدى لقائه البابا تواضروس الثاني، لتهنئة الأقباط بعيد الفصح (أ.ف.ب)

تقدم السياسي البارز حمدين صباحي، زعيم التيار الشعبي، بأوراق ترشحه رسميا، إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية في مصر، أمس، عشية غلق باب الترشح المقرر اليوم (الأحد)، ليكون بذلك ثاني مرشح رئاسي محتمل ينجح في تلبية الشروط الدستورية لراغبي الترشح في الانتخابات المقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو (أيار) المقبل.
وسيكون على القيادي اليساري صباحي منافسة قائد الجيش السابق المشير عبد الفتاح السيسي، الذي تقدم بأوراقه ترشحه قبل أيام، وسط توقعات بأن يحسم الأخير الانتخابات لصالحة من الجولة الأولى، لكن صباحي قال من أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات (شرق القاهرة) عقب تقدمه بأوراقه إنه «سيخوض معركة عظيمة ومنتصرة».
وحظي السيسي بشعبية واسعة لدى قطاعات من المصريين بعد توافقه مع قوى سياسية ورموز دينية على عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الصيف الماضي.
وفي أول تحرك ميداني له منذ إعلان عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية، زار المشير السيسي أمس مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (شرق القاهرة)، لتهنئة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بعيد القيامة.
وقالت حملة المشير إن السيسي أعرب خلال زيارة البابا «عن خالص تهانيه للإخوة المواطنين الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد، متمنيا لهم الخير والسعادة، وأكد أن الشعب المصري ظل على مدار تاريخه الطويل نسيجا واحدا».
وفي غضون ذلك، حضر صباحي بنفسه إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات، يصاحبه شباب من حملته الانتخابية، يحملون صناديق ضمت نماذج تأييد المرشحين. وهتف عشرات الشباب فرحا بتجاوز أولى العقبات التي واجهت صباحي مرددين «ثوار أحرار.. نكمّل المشوار».
ووجد صباحي على ما يبدو صعوبات خلال الأيام الماضية في الحصول على 25 ألف نموذج تأييد ممن لهم حق الترشح في الانتخابات الرئاسية. ووضع الدستور شرط أن تكون نماذج التأييد تلك من 15 محافظة على الأقل، على ألا يقل عدد نماذج التأييد عن ألف من كل محافظة منها.
وعقد نشطاء مقارنة بين المشهد الاحتفالي الذي صاحب صباحي إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات، والمشهد الأكثر تحفظا الذي اختاره المشير السيسي، حيث أناب المشير مستشاره القانوني للتقدم بأوراقه إلى اللجنة العليا، فيما تولت شركة أمنية خاصة عملية نقل نماذج التأييد إلى مقر اللجنة.
وقال صباحي أمام أنصاره المحتفلين أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات أمس إنه تقدم بأكثر من 31 ألف نموذج تأييد، حصل عليها من 17 محافظة، موجها شكره لشباب حزب الدستور الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي النائب السابق للرئيس عدلي منصور. وكان حزب الدستور قد أعلن الخميس الماضي دعم صباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وخاض صباحي الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012، وتقدم بنحو 43 ألف نموذج تأييد لترشحه حينها، وحل في المركز الثالث بحصوله على نحو خمسة ملايين صوت، في جولة أولى تنافس فيها 13 مرشحا رئاسيا.
ومن بين أسماء أخرى أعلنت عزمها خوض التنافس، أعلن رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، الذي بدا أوفر حظا في اللحاق بمنافسيه (السيسي وصباحي)، تراجعه عن خوض السباق الرئاسي. وقال منصور إنه يدعم المشير السيسي، وشن هجوما على صباحي.
ومن المقرر أن تغلق اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باب الترشح ظهر اليوم (الأحد)، على أن تعلن يوم غد (الاثنين) القائمة المبدئية لمرشحي الرئاسة، وتبدأ يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في تلقي اعتراضات أي من المرشحين على الآخر، على أن تعلن يوم الثاني من مايو (أيار) القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة.
إلى ذلك، قال المستشار عبد العظيم العشري، المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل، إن هناك 16 ألف قاض سيقومون بالإشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيجري توزيعهم على اللجان الفرعية والرئيسة على مستوى الجمهورية.
وأضاف العشري في تصريحات صحافية له أمس أن هناك غرفة عمليات، برئاسة وزير العدل، مسؤولياتها متابعة القضاة منذ وصولهم المقر الانتخابي، ومتابعة تسليم المظاريف التي تحتوي على بطاقات الاقتراع، وعلى تنسيق تام مع وزارة الدفاع والشرطة لتأمين القضاة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.