الجزائر: شرخ عميق وسط المعارضة بعد إعلان بن فليس رفض المشاركة في انتخابات البرلمان

فيما قرر أهم أقطاب «هيئة التشاور» مقاطعة الاستحقاق

الجزائر: شرخ عميق وسط المعارضة بعد إعلان بن فليس رفض المشاركة في انتخابات البرلمان
TT

الجزائر: شرخ عميق وسط المعارضة بعد إعلان بن فليس رفض المشاركة في انتخابات البرلمان

الجزائر: شرخ عميق وسط المعارضة بعد إعلان بن فليس رفض المشاركة في انتخابات البرلمان

أعلن علي بن فليس، رئيس الحكومة الجزائرية سابقًا، الذي يقود أحد أهم أحزاب المعارضة، عن رفض المشاركة في انتخابات البرلمان التي ستجرى في مايو (أيار) المقبل، محدثا بذلك شرخا في «هيئة التشاور للمعارضة»، التي تضم عدة أحزاب، بعد أن أعلن قطبان منها دخول السباق الانتخابي. وقال بن فليس، رئيس «طلائع الحريات»، في مؤتمر صحافي بالعاصمة أمس، إن «علة وجود الانتخابات في منظومتنا السياسية، تتمثل في التكييف الدوري لعملية توزيع الحصص الانتخابية على القوى السياسية المشاركة، حسب معيار الطاعة أو العصيان. هذه هي الحقيقة الأليمة التي يدركها الجميع، وعليه، فإنه من غير المعقول أن ينتظر من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة أكثر من القيام بوظيفة المحاصصة المعهودة إليها».
وأفاد بن فليس بأن «النظام السياسي القائم سينظم الانتخابات التي يريدها، حسب الشروط التي تريحه، وحسب القواعد التي حددها بطريقة أحادية وتعسفية. ولكن ما الجديد الذي يمكن أن يسجل؟ وما المنفعة التي يمكن أن تجنى بالنسبة لبلدنا غداة هذه الانتخابات؟»، وأضاف بن فليس أنه «لا يمكن الجواب عن هذا السؤال إلا أن يكون على نحو واحد: سيظهر عزوف مواطناتنا ومواطنينا (عن الانتخابات) في تفاقم؛ وستستخلف مؤسسات غير شرعية وغير ممثلة، بمؤسسات غير شرعية وغير ممثلة بنفس المقدار؛ ستحل مؤسسات فاقدة للمصداقية والثقة محل مؤسسات حجب عنها المواطنات والمواطنون ثقتهم، وطعنوا في مصداقيتها منذ أمد بعيد؛ وسيكسب النظام السياسي القائم وقتا محسوبا له، كما سينجح في تأجيل التغيير الذي ينتظره البلد».
ويعتقد على نطاق واسع بأن البرلمان المقبل ستهيمن عليه الأغلبية نفسها السائدة حاليا، ممثلة في «جبهة التحرير الوطني»، وهي حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يقوده وزير الدولة مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى، وهو رئيس حكومة سابق. وينتظر دخول حزبين آخرين إلى البرلمان ينتميان إلى «كتلة الموالاة»، هما «تجمع أمل الجزائر» برئاسة وزير السياحة سابقا عمر غول، و«الحركة الشعبية الجزائرية»، بقيادة وزير التجارة سابقا عمار بن يونس.
وأعلن الحزبان المعارضان الكبيران «حركة مجتمع السلم»، (إسلامي)، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، مشاركتهما في الانتخابات، على الرغم من أن قيادتيهما أظهرتا قناعة بأنها ستكون مزورة.
وفي هذا السياق، قال مراقبون إن غياب حزب بن فليس عن الاستحقاق أحدث شرخا عميقا وسط تكتل أحزاب المعارضة، الذي نشأ عام 2014 لقطع الطريق على ولاية رابعة للرئيس بوتفليقة، بمناسبة انتخابات نظمت في العام نفسه، غير أنه لم ينجح في هذا المسعى.
يشار إلى أن الحزب الليبرالي المعارض «جيل جديد»، سيغيب أيضا عن الموعد.
وشارك بن فليس في انتخابات الرئاسة 2014، وحل في المركز الثاني بعيدا عن بوتفليقة، الذي لم يخض الحملة الانتخابية بسبب حالته الصحية المتدهورة. ونشر بعد الانتخابات «كتابًا أبيض» يتضمن شواهد، على حد تعبيره، على «تزوير شامل لأصوات الناخبين».
وكان بن فليس من أشد رجال السياسة ولاء لبوتفليقة، حيث ترأس حملته الانتخابية عام 1999، وأصبح بعدها مديرا لديوانه الرئاسي ثم رئيسا للحكومة. غير أن علاقتهما انقطعت عندما تحدى بن فليس الرئيس بمنافسته على كرسي الحكم في انتخابات 2004.
وبرأي رئيس «الطلائع»، فإن «الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما هي سوى أزمات فرعية للأزمة الأم، وهي أزمة المنظومة السياسية الوطنية القائمة؛ وبالتالي لا يمكن فك أي أزمة فرعية عن الأزمات الفرعية الأخرى. فأزمة المنظومة السياسية الوطنية قد جرت البلد نحو الانسداد السياسي؛ والانسداد السياسي يمنع إيجاد الحلول الملائمة واللازمة للأزمة الاقتصادية؛ والأزمة الاقتصادية غير المتكفل بها على الوجه المطلوب، أدت بدورها إلى التصعيد الملحوظ في توتر الأوضاع الاجتماعية للبلد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.