مصادر تركية تنفي لـ «الشرق الأوسط» مزاعم عن قتل لاجئين سوريين

رئيسا الأركان التركي والأميركي التقيا في إنجرليك لبحث العمليات ضد «داعش»

صورة مأخوذة من إحدى مناطق سيطرة المعارضة السورية، تبدو فيها أعمدة دخان القصف تتصاعد  من بلدة الفوعة، التي تتمركز فيها قوات النظام وميليشيات شيعية في محافظة إدلب  بشمال غربي سوريا إثر تعرضها لقصف من مسلحي المعارضة (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من إحدى مناطق سيطرة المعارضة السورية، تبدو فيها أعمدة دخان القصف تتصاعد من بلدة الفوعة، التي تتمركز فيها قوات النظام وميليشيات شيعية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا إثر تعرضها لقصف من مسلحي المعارضة (أ.ف.ب)
TT

مصادر تركية تنفي لـ «الشرق الأوسط» مزاعم عن قتل لاجئين سوريين

صورة مأخوذة من إحدى مناطق سيطرة المعارضة السورية، تبدو فيها أعمدة دخان القصف تتصاعد  من بلدة الفوعة، التي تتمركز فيها قوات النظام وميليشيات شيعية في محافظة إدلب  بشمال غربي سوريا إثر تعرضها لقصف من مسلحي المعارضة (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من إحدى مناطق سيطرة المعارضة السورية، تبدو فيها أعمدة دخان القصف تتصاعد من بلدة الفوعة، التي تتمركز فيها قوات النظام وميليشيات شيعية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا إثر تعرضها لقصف من مسلحي المعارضة (أ.ف.ب)

نفت مصادر أمنية ودبلوماسية تركية تقارير تحدثت عن مقتل عشرات من اللاجئين السوريين بينهم نساء وأطفال أثناء محاولتهم العبور إلى داخل الأراضي التركية فرارا من القتال في مناطقهم داخل سوريا.
وفي إفادة لـ«الشرق الأوسط» استنكرت المصادر هذه الادعاءات، وقالت، إنها تدخل في إطار محاولات تشويه الدور الذي تقوم به تركيا في استقبال السوريين الفارين من مناطق الصراع في بلادهم. وشددت المصادر على أن تركيا تفتح أبوابها للاجئين سواء من سوريا أو العراق، كما فتحتها من قبل في ظروف مماثلة. وأنها تستضيف نحو ثلاثة ملايين لاجئ بينهم مليونان و700 ألف سوري أو أكثر، وتحاول توفير كل سبل الحياة الكريمة لهم على الرغم من عدم تلقي المساعدات الكافية سواء من الاتحاد الأوروبي أو المجتمع الدولي بشكل عام.
ولفتت المصادر إلى أن هذا أحد مبادئ السياسة التركية في التعامل مع الأزمات الإنسانية، وأن تركيا لا تغلق أبوابها في وجه من يهربون إليها بسبب الأوضاع المأساوية في مناطق الصراع في بلادهم، بل تبذل كل جهودها من أجل تقديم المساعدات للمحتاجين في سوريا والعراق باعتبارهما من دول الجوار.
وأكدت المصادر الأمنية أن القوات المتمركزة على حدود تركيا لا تطلق النار مباشرة على من يحاولون عبور الحدود، وتكتفي بطلقات تحذيرية، وتقوم بتوقيف المهربين أو من يحاولون الدخول إلى تركيا بشكل غير شرعي، بينما يعامل السوريون القادمون من مناطق الصراع معاملة خاصة.
ثم قالت، إن التقارير التي تصدر بين وقت وآخر وتتهم قوات الدرك التركية التي تتولى حراسة الحدود بإطلاق النار وقتل من يحاولون دخول الأراضي التركية بصورة غير شرعية هي تقارير عارية عن الصحة.
وفي تعليقها على تقرير لـ«المرصد السوري لحقوق الإنسان» استندت إليه إحدى القنوات السورية أمس، حيث ذكرت أن «المرصد» وثّق ارتفاع أعداد الشهداء على الحدود السورية - التركية، من المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى الجانب التركي، ليبلغ 163 «شهيدًا» من ضمنهم 31 طفلاً و15 سيدة منذ مطلع العام الجاري 2016. وحتى الأمس، قالت المصادر إن اتهام قوات الدرك ليس له أساس من الصحة، «لأن هناك أوضاعا استثنائية على الحدود التركية بسبب التطورات في سوريا والعراق ومناطق الحدود لا توجد بها قوات الدرك وحدها، فهناك أيضًا قوات من الجيش التركي».
وتتبع قوات الدرك وزارة الداخلية في تركيا، وتتولى المهام الأمنية في المحافظات الحدودية. ولكن الجيش التركي نشر وحدات من قواته بطول الحدود مع سوريا والعراق، وعزز من حضوره خلال الأشهر الأخيرة مع استمرار عملية «درع الفرات» في شمال سوريا، حيث يدعم الجيش التركي وحدات من «الجيش السوري الحر» منذ 24 أغسطس (آب) الماضي.
وفي سياق متصل بعملية «درع الفرات»، التقى رئيس هيئة أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار نظيره الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد في قاعدة إنجرليك، بمحافظة أضنة في جنوب تركيا، التي وصل إليها دانفورد في زيارة للجنود الأميركيين بمناسبة أعياد الكريسماس (الميلاد) ورأس السنة الميلادية.
وصرحت مصادر عسكرية تركية، أمس الثلاثاء، بأن مباحثات آكار ودانفورد تركزت حول التعاون العسكري القائم بين البلدين، خصوصا في مجال مكافحة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي المتطرف. وأشارت المصادر إلى أن المباحثات بين رئيسي الأركان تناولت تطورات عملية «درع الفرات» الجارية في شمال سوريا، وكذلك التطورات في عملية الموصل ضد «داعش» بشمال العراق. وقبيل اللقاء أجرى آكار برفقة قائد القوات البرية زكي تشولاق في تركيا، جولة داخل القاعدة وتفقد سير العمليات العسكرية والنشاطات الجارية فيها بخصوص مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وتحظى قاعدة إنجرليك الجوية بأهمية كبيرة في مكافحة داعش، إذ تقلع مقاتلات كثير من الدول منها لضرب مواقع التنظيم الإرهابي في كل من سوريا والعراق.
هذا، وكانت الاتصالات متواصلة في الفترة الأخيرة بين تركيا والأطراف المعنية في مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لمكافحة «داعش» في سوريا والعراق والدور المستقبلي لتركيا في عملية الموصل التي انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وجاء لقاء آكار - دانفورد بالتزامن تقريبًا مع إطلاق أبو الحسن المهاجر، المتحدث الجديد باسم تنظيم داعش، تهديدات بهجمات ضد مصالح تركيا في جميع أنحاء العالم. ودعا في تسجيل صوتي بث على الإنترنت أنصار التنظيم في كل أنحاء العالم إلى مهاجمة «الحكومة التركية» وسفاراتها وقنصلياتها ردا على تدخلها في سوريا. ومعروف أن أنقرة تشن راهنًا «درع الفرات» في شمال سوريا مستهدفة كلا من «داعش» وميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية، وقد وصلت قواتها برا إلى حدود مدينة الباب، أبرز معاقل التنظيم المتطرف في ريف محافظة حلب. ووصف «المهاجر» الخسائر العسكرية لـ«داعش» هذا العام بأنها انتكاسات، وقال مخاطبا أنصاره: «ضاعفوا جهودكم وكثفوا عملياتكم» حول العالم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.