اجتماع المنتدى العربي الروسي على المستوى الوزاري في الخرطوم

بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين

ثامر العاني
ثامر العاني
TT

اجتماع المنتدى العربي الروسي على المستوى الوزاري في الخرطوم

ثامر العاني
ثامر العاني

اتفقت الجامعة العربية مع روسيا الاتحادية لعقد منتدى التعاون العربي الروسي على مستوى وزراء الخارجية في الخرطوم كما تم الاتفاق على مشروع جدول أعمال الدورة الثانية للمنتدى وخطة عمل للعامين المقبلين لتنفيذ مبادئ وأهداف منتدى التعاون العربي الروسي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والعلمية وفي مجال الإعلام. ومن المقرر أن يستضيف السودان أعمال هذا المنتدى بعد عقد أول دورة وزارية له في موسكو العام الماضي.
كما يعقد على هامش المنتدى أول مؤتمر اقتصادي عربي روسي بمشاركة رجال الأعمال من الجانبين في مجالات الزراعة والنقل والتعدين والطاقة والبنية التحتية والخدمات وغيرها من قضايا التعاون وسيتم الإعداد لهذا المؤتمر من قبل الجهات المعنية في السودان والجامعة وروسيا. وكان الدكتور نبيل العربي، الأمين لجامعة الدول العربية، قد التقى الممثل الخاص لوزير خارجية روسيا المعني بعملية السلام في الشرق الأوسط سيرغي فيرشيني الذي شارك في اجتماعات المنتدى العربي الروسي حيث تم بحث الترتيبات الخاصة بعقد الدورة الثانية للمنتدى العربي الروسي على مستوى وزراء الخارجية في الخرطوم، كما تم بحث تطورات القضية الفلسطينية وما وصل إليه مسار المفاوضات.
فيما أوضح الدكتور ثامر العاني، مدير إدارة العلاقات الاقتصادية بالجامعة العربية، إنه تمت مناقشة الجوانب السياسية التي تخص الدول العربية وروسيا، وكذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين، وذلك خلال اجتماع كبار المسؤولين من الجانبين العربي والروسي الذي عقد أمس بالجامعة العربية بمشاركة جمهورية السودان المستضيفة للاجتماع.
وأكد الدكتور «العاني» في تصريحات صحافية على هامش المنتدى أن حجم التبادل التجاري بين الدول العربية وروسيا بلغ ما بين 12 إلى 14 مليار دولار في عام 2013. وهو يمثل نسبة منخفضة بالمقارنة مع العلاقات السياسية والثقافية الطويلة مع روسيا.
وأشار إلى أن الاجتماع نوّه بأهمية الدور الروسي في دعم القضايا العربية على الساحة الدولية خاصة القضية الفلسطينية باعتبار روسيا من الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن، مشيرا إلى أن المناقشات ركزت على قضية نقل التكنولوجيا وتعزيز التعاون في المجال الزراعي والبنية الأساسية في الدول العربية.
وأوضح «العاني» أن الجانبين في الاجتماع ناقشا سبل زيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين روسيا والدول العربية، كما تمت مناقشة الإعداد للمؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد على هامش الدورة الثانية للمنتدى في الخرطوم، الذي سيشارك فيه رجال أعمال من الجانبين لدراسة المشاريع التي يمكن تنفيذها من كل طرف، ودراسة المعوقات التي تحول دون زيادة التبادل التجاري التي تواجه الاستثمارات المشتركة، كما تم الاتفاق على وضع آليات لزيادة التبادل التجاري.
فيما أعلن كبار المسؤولين في الجانبين العربي والروسي الاتفاق على جدول أعمال ومشروع الإعلان الختامي الخاص بالدورة الوزارية الثانية لمنتدى التعاون العربي الروسي الذي سيعقد في العاصمة السودانية الخرطوم في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويتضمن رؤية الجانبين للقضايا الإقليمية والدولية في المجالات السياسية وقضايا التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.