القوات العراقية تستأنف هجومها وتحرر عددًا من القرى في الموصل

مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة بهجوم انتحاري وغارات للتحالف تودي بـ 9 داعشيين

عدد من رجال الأمن العراقيين في أحد شوارع ضاحية كوجيالي بالموصل (رويترز)
عدد من رجال الأمن العراقيين في أحد شوارع ضاحية كوجيالي بالموصل (رويترز)
TT

القوات العراقية تستأنف هجومها وتحرر عددًا من القرى في الموصل

عدد من رجال الأمن العراقيين في أحد شوارع ضاحية كوجيالي بالموصل (رويترز)
عدد من رجال الأمن العراقيين في أحد شوارع ضاحية كوجيالي بالموصل (رويترز)

استأنفت القوات الأمنية العراقية هجومها على مناطق الساحل الأيسر، في قضاء الشرقاط (280 كلم شمال بغداد)، بعد توقف عملياتها لثلاثة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية، وانتظار وصول تعزيزات جديدة.
وقال مصدر في قيادة عمليات شرطة صلاح الدين، لوكالة الأنباء الألمانية، إن القوات الأمنية أنجزت ظهر أمس، تحرير قرية كنعوص شمالي الساحل الأيسر، وعدد من القرى الصغيرة الأخرى، مضيفا أنها تحاصر، حاليًا، قرى الهيجل الثلاث، وأكملت حصار عدد من القرى الأخرى. وأشار المصدر، إلى سقوط قتيل واحد تابع للقوات الأمنية، وإصابة ثلاثة آخرين، فيما عثرت القوات الأمنية على جثث أربعة من عناصر «داعش» في قرية كنعوص.
وأوضح المصدر، أن عناصر «داعش» بدأوا بالانسحاب من قرى الساحل الأيسر في الشرقاط، باتجاه قضاء الحويجة، ونقلوا عائلاتهم في شاحنات منذ فجر أمس، متوقعًا أن يتم تحرير عدد من القرى الأخرى المقابلة لمدينة الشرقاط بحلول المساء. وتستهدف القوات الأمنية تحرير منطقة الساحل الأيسر، التي تبلغ مساحتها خمسة آلاف كم مربع، وتقع بين محافظات كركوك ونينوى وأربيل وصلاح الدين، وتشكل آخر مواقع «داعش» في محافظة صلاح الدين.
من جهة أخرى، أعلن مصدر عسكري عراقي أمس، عن مقتل أربعة جنود عراقيين وإصابة سبعة آخرين، في هجوم انتحاري شنه تنظيم داعش جنوب شرق قضاء حديثة، على بعد 200 كلم إلى الغرب من العاصمة العراقية بغداد. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، إن انتحاريين اثنين ينتميان لتنظيم داعش، اقتحما مقرًا للجيش العراقي جنوب شرق قضاء حديثة، متنكرين بزي الجيش العراقي، وفجرا نفسيهما بداخله، ما تسبب في مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة آخرين، واحتراق بعض عجلات تابعة للجيش. وجرى نقل الجنود المصابين بطائرة إلى مستشفيات العاصمة بغداد.
وفي السياق عينه، قال العميد الركن عبد الكريم الزوبعي، آمر لواء 27، في الفرقة السابعة لوكالة الأنباء الألمانية، إن طائرة أميركية تابعة للتحالف الدولي، نفذت غارة جوية على موقع يأوي عناصر لـ«داعش» وسط قضاء عنه (190 كلم غرب بغداد)، ما أسفر عن قتل تسعة من عناصر التنظيم، وتدمير مخزن للأسلحة.
وتواصل طائرات التحالف الدولي غاراتها على مواقع تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة لسيطرته، كأقضية عانه، وراوة، والقائم، وعكاشات، في محافظة الأنبار، فيما ينفذ التنظيم عمليات مسلحة في المناطق الغربية من المحافظة بشكل متواصل ومباغت، على مواقع الجيش العراقي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.