الجزائر: تحذير من استغلال المتشددين لأزمات الجنوب

تقرير يتحدث عن إقصاء سكان الصحراء

الجزائر: تحذير من استغلال المتشددين لأزمات الجنوب
TT

الجزائر: تحذير من استغلال المتشددين لأزمات الجنوب

الجزائر: تحذير من استغلال المتشددين لأزمات الجنوب

قالت مجموعة التفكير الدولية «كريسيس غروب»، المهتمة بالصراعات عبر العالم، إن المتطرفين بالجزائر وفي البلدان المجاورة لها يسعون إلى استغلال المشكلات الطائفية، والأزمة الاقتصادية والاجتماعية بجنوب البلاد لصالح أعمالهم، ودعت السلطات الجزائرية إلى الاهتمام بالجنوب المقصى من عملية اتخاذ القرار السياسي، رغم الثروة النفطية الموجودة في باطنه.
ونشرت المنظمة غير الحكومية تقريرا حديثا، يتناول الأوضاع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، جاء فيه أن المظاهرات التي تعيشها مدن جنوب الصحراء في الجزائر، بسبب سوء توزيع الثروة وحرمان سكانها من التوظيف في منشآت النفط: «تعد نذيرًا بمشكلة حوكمة أوسع، سعى المتطرفون أصلاً إلى استغلالها»، وأوضحت أنه «إذا تم الاعتراف بهذه المشكلة مبكرًا، فسيمكن أن تحفّز على إطلاق مسار تصحيحي من شأنه نزع فتيل التوترات في مرحلة من التغيرات الجيوسياسية العالمية، والاضطرابات الإقليمية، والركود الاقتصادي وانعدام اليقين السياسي».
وأوضحت مجموعة التفكير، التي تصدر ملاحظاتها من بروكسل، أنه «من شأن الدروس المستخلصة من مثل هذه التجربة (الاضطرابات في الجنوب) أن تكون مفيدة في معالجة تحديات أخرى قد تواجهها البلاد في السنوات المقبلة».
وشهدت ولاية ورقلة، حيث توجد أهم حقول النفط، احتجاجات صاخبة في فترة ماضية، عبّر خلالها سكان المنطقة عن سخطهم من تفضيل مواطني الشمال عليهم في التوظيف بشركة المحروقات المملوكة للدولة، والمؤسسات التابعة لها، ورأوا في ذلك تمييزا ضدهم. فيما رفض سكان مناطق أخرى بالجنوب أعمال التنقيب عن الغاز الصخري، وأجبروا الحكومة على التراجع عن هذا المشروع، بعد ضغط شعبي كبير ساندته أحزاب المعارضة.
وفي هذا الموضوع، أفاد التقرير أن «أقصى الجنوب، وفي مدينة عين صلاح بالتحديد، نشأت أهم حركة احتجاجية بيئية في المنطقة المغاربية، حيث تظاهر الآلاف ضد عملية تنقيب عن الغاز الصخري أخفتها الحكومة. وفي مدينة ورقلة دفع انتشار البطالة الشباب المحلي إلى إثارة القلاقل، حيث تشكلت حركة تطالب بوضع حد لما يعتبر إهمالاً من طرف السلطات المركزية».
وفي جانب من ملاحظات متعلقة بالمشكلات الطائفية بجنوب الجزائر، ذكرت المنظمة في التقرير أن «ثلاثة تيارات منفصلة في ثلاث مدن جنوبية تطورت خلال السنوات الأخيرة، لتعبئة آلاف الجزائريين، سواء في المنطقة الصحراوية أو مناطق أخرى من البلاد»، في إشارة إلى تنظيمات محلية، نشأت للمطالبة بالإنصاف في توزيع مشروعات الإنماء مقارنة بمدن الشمال، حيث يعيش ثلثا سكان البلاد.
وبخصوص أحداث عرقية خطيرة وقعت بالجنوب في العامين الأخيرين، يقول التقرير إن «مدينة غرداية التاريخية (600 كيلومتر جنوب العاصمة)، شهدت صدامات متكررة بين العرب السنة والأقلية البربرية التي تتبع المذهب الإباضي، في مثال نادر على العنف الطائفي في بلد ذي أغلبية سنية»، وقد خلفت المواجهات بين الطائفتين قتلى وجرحى وخرابا في المرافق العامة، وباءت كل محاولات الحكومة للمصالحة بينهما بالفشل. ويوجد عشرات من طائفة الإباضيين في السجن، لاتهامهم بالتخطيط لضرب الاستقرار بالمنطقة.
وتابع التقرير موضحا أن السلطات الجزائرية «تبدي حساسية من المشورات التي تأتي من الخارج، وتنظر إليها على أنها تدخّل في شؤون البلاد»، وأوضح أنه «منذ عام 2013 تتعرض المناطق المنتجة للنفط في جنوب الجزائر، الهامشية سياسيا لكن الحيوية اقتصاديا، لموجات متتالية من الاضطرابات، تدور حول ما يبدو أنها قضايا اقتصادية وبيئية ومجتمعية محلية. لكن إذا نُظر إلى هذه الاضطرابات مجتمعة، فإنها تتخذ نمطًا معينًا يتمثل في تنامي الاستياء من السلطات المركزية، في جزء من البلاد، طالما ظل على هامش الحياة السياسية فيها». وأضاف التقرير مبينا أنه «حتى الآن تمكنت السلطات من إدارة هذا الاستياء المتنامي باتباع سياسة العصا والجزرة، التي حافظت على سلم هش دون أن تعالج القضايا الكامنة وراءه قبل عملية إيجاد خليفة لرئيس البلاد، وهي العملية التي يشوبها انعدام اليقين، وبالنظر إلى التبعات المؤلمة لتدني أسعار النفط، بات على الجزائر أن تمضي أبعد من معالجة الأعراض، وتبادر بمعالجة عيوب ونواقص الحوكمة، وإشراك سكان المناطق النائية في عملية صنع القرار السياسي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.