المعارضة السورية تناشد أوباما التدخل وتستعد لفتح خطوط اتصال مع إدارة ترامب

تتحرك على صعيد الجالية السورية لتشكيل قوة ضغط لإيقاف المجزرة في حلب

المعارضة السورية تناشد أوباما التدخل وتستعد لفتح خطوط اتصال مع إدارة ترامب
TT

المعارضة السورية تناشد أوباما التدخل وتستعد لفتح خطوط اتصال مع إدارة ترامب

المعارضة السورية تناشد أوباما التدخل وتستعد لفتح خطوط اتصال مع إدارة ترامب

تواكب المعارضة السورية التطورات في حلب بتحركات سياسية ودبلوماسية مجلس الأمن والتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية، والدول الأوروبية، بهدف «إيقاف المجزرة المستمرة» في كبرى مدن الشمال السوري، رغم الإقرار بأن تلك التحركات «تصطدم في مجلس الأمن بضغوط روسيا» التي تتجه لتحقيق ما تريده عسكريًا قبل تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة.
ولا تنفي المعارضة أن الطرف الوحيد الأكثر قدرة على التأثير على موسكو لإيقاف الحملة العسكرية في الأحياء المحاصرة في شرق حلب، هي الولايات المتحدة الأميركية، رغم أنها تثمن المساعي الأوروبية الحثيثة في مجلس الأمن وغيره، لإيقاف الضغط عن المدينة. ومن هذا المنطلق، طالب نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الأحد اسطيفو الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بالتدخل لوقف مجازر النظام وروسيا بحق المدنيين، وأوضح اسطيفو أنه «ولو كان أوباما في آخر ولايته، لكننا نثق بقدرته تمامًا كرئيس أقوى دولة في العالم على وقف المجازر إن توفرت الإرادة».
وقال اسطيفو في رد على سؤال طرحته «الشرق الأوسط» خلال مؤتمر صحافي عُقد عبر الإنترنت، إن المعارضة تسعى منذ انتخاب الرئيس ترامب للتواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة «بالنظر لأن الولايات المتحدة دولة مهمة وتستطيع أن تقوم بدور فاعل على صعيد الأزمة، وتمتلك دورًا مهمًا في العالم»، وهو ما دفع المعارضة لـ«تشكيل فريق للتواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة». وقال: «الأمور لن تكون أسوأ مما كانت عليه في الفترة السابقة، وسوف نعمل على اتجاه التواصل مع الإدارة الأميركية الجديدة».
وبدأ الائتلاف عمليًا خطوات التواصل لتفعيل العلاقة مع الإدارة الأميركية الجديدة، إذ أكد ممثل الائتلاف في واشنطن نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» «إننا نحاول إجراء ترتيبات مع الإدارة الأميركية الجديدة، وبدأنا تحركات باتجاه إدارة ترامب القادمة بانتظار أن نرى من هي الشخصية التي ستتسلم مهام وزارة الخارجية في الإدارة الأميركية المقبلة لتحديد توجهها تجاه الأزمة السورية»، مضيفا: «كما أننا على تواصل مع الكونغرس، وتشجعنا لأن الكونغرس في هذه الدورة سيلعب دورًا بالضغط على الروس والإيرانيين، لكن هاجسنا اليوم هو حلب، وهو ما نواكبه أيضا، إلى جانب التحركات الدبلوماسية والسياسية الدولية، بتحرك على صعيد الجالية السورية في واشنطن، في محاولة لتشكيل قوة ضغط دولية لإيقاف المجزرة في حلب».
ورغم التحرك على أكثر من مستوى، فإن التعويل على دور دولي فاعل قد يحمي المدينة، لا يبدو كبيرًا. وقال الغضبان: «من الصعوبة تعليق الآمال كثيرًا على تلك التحركات الدولية، وهي تحركات مقدرة جدا من قبلنا، لكن المعضلة تكمن في الدور الروسي في مجلس الأمن، وقد عبر مندوبها في مجلس الأمن بصراحة عن أن موسكو لن تسمح بمعاقبة الأسد»، لافتًا إلى أن «الطرف الوحيد القادر على ردع الروس، هم الأميركيون، لكن تردد أوباما أعطى الروس ضوءًا أخضر»، مشيرًا إلى «إننا نرى ما يجري هو عملية عقاب لتفريغ حلب».
ورأى أن التحركات الأوروبية «ستكون صرخة في وجه روسيا»، مضيفًا: «سنستمر في رفع صوتنا في جلسة مجلس الأمن، ونحاول أن نحشد مواقف القوى الصديقة لإيقاف ما يجري في حلب».
وتتكرر دعوة المعارضة لإيقاف ما يجري في حلب، على لسان جميع مسؤوليها. فقد أكد اسطيفو في المؤتمر الصحافي أن ما جرى الثلاثاء وصباح الأربعاء من قتل 70 مدنيًا من العائلات الهاربة من نيران الأسد وروسيا في الأحياء الشرقية «كفيل وجدير بأن يدفع الدول العظمى، لا سيما أصدقاء الشعب السوري من أميركا وبريطانيا وفرنسا للتحرك لوقف هذا العدوان الدنيء والوحشي على شعبنا»، مضيفًا: «إن هذا التحرك من الأصدقاء بات ضرورة قصوى ولو كان خارج مجلس الأمن».
في غضون ذلك، دعا رئيس المجلس المحلي لأحياء حلب الشرقية بريتا الحاج حسن، أمس، إلى تأمين «ممر آمن» للسماح لمئات الآلاف من المدنيين المحاصرين والمعرضين للقصف الذي تنفذه قوات النظام وحلفائها، لمغادرة المدينة.
وقال بريتا الحاج حسن إثر لقاء في باريس مع وزير الخارجية جان مارك ايرولت: «دعوا المدنيين يخرجون، احموا المدنيين، أمنوا ممرا آمنا لكي يتمكنوا من المغادرة». وأضاف: «هناك 250 ألف مدني مهددون بالموت. في الأحياء التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية تجري عمليات إعدام تعسفية وتصفية حسابات، كل الرجال ممن هم تحت سن 40 عاما تم توقيفهم. النظام يمارس سياسة الأرض المحروقة لذبح حلب ومن ثم احتلالها».
وقال بريتا الحاج حسن: «باسم الإنسانية، باسم القانون الدولي، نطالب بأن يسمح للمدنيين بمغادرة حلب وبالذهاب حيث يشاءون. لماذا تذهب هذه العائلات للاحتماء في منطقة النظام، لماذا يذهبون للاحتماء لدى جلادهم؟».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».