الوسيط الروسي يرعى «هدنة الوعر» في حمص.. ويمهّد لاتفاق على إخراج المسلحين

المعارضة تتهم النظام بنقض التفاهم السابق وتحذّر من تهجير 50 ألف مدني

الوسيط الروسي يرعى «هدنة الوعر» في حمص.. ويمهّد لاتفاق على إخراج المسلحين
TT

الوسيط الروسي يرعى «هدنة الوعر» في حمص.. ويمهّد لاتفاق على إخراج المسلحين

الوسيط الروسي يرعى «هدنة الوعر» في حمص.. ويمهّد لاتفاق على إخراج المسلحين

دخل قرار وقف إطلاق النار في حي الوعر الخاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حمص حيّز التنفيذ أمس، ويستمر حتى يوم السبت المقبل، حيث تم التوصل إلى هذه الهدنة المؤقتة بوساطة روسية، وذلك بعد أسبوعين من التصعيد العسكري للنظام، الذي كثّف قصفه الجوي والصاروخي على الحيّ، مستخدمًا غاز النابالم والقذائف الحارقة، بحسب ما قالت المعارضة، لفرض شروطه وتهجير السكان المدنيين في سياق خطة التغيير الديمغرافي التي ينتهجها في سوريا.
ويبدو أن الهدنة المحددة بخمسة أيام، ستشكّل فرصة لسكان الحي لالتقاط أنفاسهم بعد القصف العنيف على منازلهم، مستندين إلى الرعاية الروسية، وفق عضو «تجمّع ثوار سوريا» سليم قباني، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتفاق «ولد بضمانة روسية، وهو يفرض وقفًا لإطلاق النار، ويمهّد لاستئناف عملية التفاوض على مسألة إخراج المسلحين».
وأكد قباني أن التصعيد الذي شهدته الأيام الماضية، مرده إلى أن «النظام يريد تنازلات إضافية من أهالي حي الوعر، بما خص بند المعتقلين في سجونه». وقال: «النظام هو من أخلّ ببند إطلاق سراح المعتقلين قبل خروج من تبقى من المسلحين في حي الوعر، وهو يرفض إطلاق سراح مئات الأسرى سواء من الثوار أو المدنيين وحتى النساء»، لافتًا إلى أن «الوسيط الروسي وعد بالمساعدة في تحقيق هذا المطلب، حتى ينفّذ المسلحون شرط النظام القاضي بخروجهم من الحي».
وكانت قوات الأسد صعدت قصفها المكثف على حي الوعر لأكثر من عشرة أيام، بحسب أفاد «مكتب أخبار سوريا»، وقال إن القصف «أدى إلى مقتل نحو 15 مدنيًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، إضافة إلى دمار واسع بالممتلكات»، عازيًا التصعيد إلى «تعثر اتفاق التهدئة بين الطرفين، ورفض الأهالي والمعارضة مغادرة دفعة جديدة من المقاتلين خارج الحي، قبل إطلاق سراح النظام لمعتقلين في سجونه ورفضهم تجاوز هذا البند».
وحمّل الناشط في حي الوعر حسن الأسمر، المسؤولية في ما وصلت إليه الأمور، وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن النظام «نقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقًا في أكثر من مكان، سواء بإغلاقه طريق المهندسين الذي قبل بفتحه لدخول وخروج أهالي حي الوعر، أو برفضه إطلاق المعتقلين». وقال: «حاول النظام أن يضغط على الأهالي، عبر قصف الحي بالأسطوانات المتفجرة والقذائف المحرمة دوليًا، مثل غاز النابالم وقنابل الفوزديكا، وفي الأسبوعين الماضيين، كثّف هجومه على الحي، وقاد الحملة رئيس فرع أمن الدولة في حمص العقيد عقاب عباس، عبر قصف الحي بصواريخ أرض أرض والقنابل الثقيلة».
وفي مؤشر على مدى التأثير الروسي على النظام، أشار الناشط الأسمر إلى أن «الروس دخلوا على خط التهدئة، من خلال غرفة العمليات في قاعدة حميميم، وطلبوا جلسة بينهم وبين مفاوضي حي الوعر، فعقد اجتماع بالفرن الآلي الملاصق لحي الوعر، وخلال الاجتماع أثار المفاوضون إما بقاء الثوار في أرضهم وبيوتهم داخل الحي، إذا بقي النظام متمسكًا بالمعتقلين لديه، وإما يطلق سراحهم ويخرج المسلحون من الحي»، مشيرًا إلى أن الروس «اقترحوا تهدئة لمدة خمسة أيام، إلى حين التوصل إلى صيغة اتفاق جديد، أو المضي بالاتفاق السابق الذي أبرم مع النظام، وبالفعل وافق النظام على الاقتراح الروسي، باستثناء بساتين الحي وجبهة الجزيرة السابعة»، مؤكدًا أن «المفاوضين ينتظرون معرفة مصير 75 ألف مدني داخل حي الوعر».
ولا تتوقف رغبة النظام عند إخراج المسلحين من حي الوعر، تنفيذًا للاتفاق السابق، إنما تهدف خطته إلى إفراغه من سكانه، وأوضح حسن الأسمر أن النظام «يسعى إلى إفراغ حي الوعر من المسلحين والمدنيين على حدّ سواء، خصوصًا وأن غالبية السكان الذين يقدرون بـ50 ألف نسمة، باتوا مطلوبين، باعتبارهم إرهابيون، لكونهم يؤيدون الثورة ويشكلون حاضنة شعبية للثوار، لكن هناك نحو 500 موظف في إدارات الدولة يريد النظام إبقاءهم مع عائلاتهم داخل الحي». وأكد أن «إصرار النظام على إخلاء حي الوعر من المدنيين سيخلق مشكلة، لأن العدد كبير جدًا وليس باستطاعة أي منطقة أخرى استيعابهم، عدا عن الأبعاد الخطيرة للتغيير الديمغرافي في هذه المنطقة».
إلى ذلك، شن الطيران الحربي النظامي ليل الاثنين، غارتين بالصواريخ الفراغية على مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حمص الشمالي، ما أسفر عن دمار بممتلكات المدنيين، من دون سقوط ضحايا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.