عباس معني بتمديد المحادثات ويقترح على الإسرائيليين تقليد القذافي في تسمية الدولة

استئناف لقاءات التفاوض أمس بحضور إنديك

عباس معني بتمديد المحادثات ويقترح على الإسرائيليين تقليد القذافي في تسمية الدولة
TT

عباس معني بتمديد المحادثات ويقترح على الإسرائيليين تقليد القذافي في تسمية الدولة

عباس معني بتمديد المحادثات ويقترح على الإسرائيليين تقليد القذافي في تسمية الدولة

نقل أعضاء كنيست إسرائيليون، عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، قوله إنه معني بتمديد المفاوضات الحالية لمدة تسعة أشهر أخرى، على أن تخصص الشهور الثلاثة الأولى منها لمناقشة ترسيم حدود الدولة الفلسطينية والانتهاء منها.
وقال أعضاء كنيست بينهم تمار زندبرغ، ونيتسان هوروفيتش وحيلك بار، لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، إن عباس أكد لهم أنه مهتم ومعني بتمديد المباحثات مع إسرائيل، ولكنه مصمم على الإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، بما في ذلك 14 أسيرا من أسرى الداخل.
وتحدث عباس عن سوابق قامت فيها إسرائيل بالإفراج عن أسرى يحملون الجنسية الإسرائيلية، في الصفقة الكبيرة مع حماس التي عرفت بصفقة «شاليط» قبل ثلاثة أعوام، وصفقة أجريت عام 1985 مع الجبهة الشعبية، مضيفا: «كنا واضحين منذ البداية ووعدنا وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالإفراج عنهم تسع مرات حتى الآن.. الادعاءات الإسرائيلية بأن ذلك سيكون سابقة هي ادعاءات غير صحيحة».
وتحدث عباس عن طلب آخر في حال تمديد المفاوضات، وهو أن يجري تجميد كامل للاستيطان. وأوضح عباس أنه معني بداية بترسيم الحدود الفلسطينية من خلال خرائط، مطالبا الإسرائيليين بتقديم خرائط حدودهم، على أن يقدم الفلسطينيون خرائطهم، من أجل ترسيم حدود نهائية متفق عليها للدولة الفلسطينية.
واتهم عباس إسرائيل بتضييع الشهور الأخيرة من المفاوضات برفضها مناقشة القضايا الجوهرية بما في ذلك قضية الحدود.
وهدد عباس أنه في حالة فشل العملية السلمية وبقاء الأوضاع في حالة جمود، فإنه سيسلم مفاتيح السلطة لإسرائيل، وسيطلب منها أن تتحمل مسؤولية احتلالها للمناطق الفلسطينية كما كانت عليه الحال قبل تأسيس السلطة الفلسطينية.
وسئل عباس: لماذا يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية؟ فقال: «هذا ليس شأنا فلسطينيا، ليس لنا علاقة بكيف تعرف إسرائيل نفسها». وأضاف: «الرئيس الليبي السابق معمر القذافي ذهب إلى الأمم المتحدة وطلب تغيير اسم ليبيا، افعلوا ذات الشيء وسموا أنفسكم دولة يهودية إذا أردتم ذلك، لكن نحن لا»، وأردف متسائلا: «لماذا تطلبون ذلك منا فقط؟ لم تطلبوا هذا من مصر والأردن عندما وقعتم معهم اتفاقيات سلام». ونشر حديث عباس قبل ساعات من لقاء الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني أمس بحضور المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام مارتن إنديك، الذي عاد من واشنطن بعد مشاورات أجراها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ويفترض أن يكون لقاء أمس جديا وحاسما بعد عودة إنديك من واشنطن. ويحاول الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بلورة اتفاق يجري بموجبه تمديد المفاوضات إلى ما بعد الـ29 من الشهر الحالي، وهو الموعد المحدد لانتهاء مهلة المفاوضات الحالية.
وتسعى واشنطن لصفقة التمديد على الرغم من دخول المفاوضات في أزمة حقيقة بسبب امتناع إسرائيل عن الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، ورفضها تجميد الاستيطان، وانضمام الفلسطينيين إلى 15 معاهدة دولية.
وتخطط واشنطن لصفقة واحدة، هدفها تمديد المفاوضات، وتشمل الإفراج عن أسرى وتجميد جزئي للاستيطان مقابل امتناع الفلسطينيين عن التوجه إلى معاهدات دولية أخرى، على أن تطلق سراح الجاسوس اليهودي المعتقل لديها جوناثان بولارد.
ووافقت إسرائيل على الإفراج عن عدد محدد من الأسرى ليس بينهم مسؤولون كبار، وتطرح إبعاد بعضهم إلى الخارج، وترفض وقف الاستيطان، وتطلب تجميد كل الخطوات باتجاه الانضمام إلى معاهدات دولية، وفوق ذلك الإفراج عن بولارد، ويقول الفلسطينيون إن التوجه إلى 15 معاهدة دولية انتهى أمره، لكنهم مستعدون للامتناع عن الانضمام إلى أي معاهدات إضافية ومستعدون لتمديد المفاوضات بحيث تركز على الحدود، مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى وعددهم 30، إضافة إلى ألف أسير آخر بينهم مسؤولون كبار، والتوقف عن البناء الاستيطاني خلال فترة المفاوضات. ولا يعني تمديد المفاوضات الاتفاق أبدا، إذ تنتظر الطرفين قضايا أكثر تعقيدا مثل القدس واللاجئين والحدود ويهودية إسرائيل. وقالت الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس عباس ملتزم بسلام عادل وشامل قائم على أسس واضحة، وعلى ما سيجري الاتفاق عليه حسب الشرعية الدولية.
ورد وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قائلا إن أي تسوية قد يجري التوصل إليها يجب أن تضمن الترتيبات الأمنية للمواطنين الإسرائيليين أولا، وأن يعترف الجانب الفلسطيني بموجبها بيهودية دولة إسرائيل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».