ازدحمت شوارع المدن الكبرى في العالم أمس بالمتسوقين المتلهفين للاستفادة من تخفيضات «بلاك فرايداي» (الجمعة السوداء) وهو اتجاه جديد نسبيا قدم من الولايات المتحدة، ويبدأ مع الاحتفالات بيوم الجمعة الذي يوافق 25 نوفمبر (تشرين الثاني). وبالرغم مما تقدمه «الجمعة السوداء» من أرباح هائلة لبعض ملاك المتاجر، وتبضع أرخص للمتسوقين، لكنها لا تخلو من الفوضى والحوادث المؤلمة.
فقد قتل البارحة شخصان وأصيب اثنان آخران في ثلاثة حوادث منفصلة في ولايات نيوجيرسي، ونيفادا، وتينيسي أثناء تسوقهم. حيث أصيب رجل، يبلغ 20 عامًا، برصاصة قاتلة بولاية نيوجيرسي، كما عانى أخوه، الذي كان معه، من إصابات بالغة دخل على إثرها المستشفى. وصرح أحد المتسوقين بمنطقة الحادث، لشبكة كولومبيا للبث (سي بي إس)، والذي واظب على حضور تخفيضات «الجمعة السوداء» لعشر سنوات متواصلة، بأنه «حزين جدا لما حصل» وأن «الجمعة السوداء» أصبحت «شيئا مرعبًا». وحتى الآن، لم توفر السلطات في نيوجيرسي معلومات كافية حول الحادث أو المشتبه بهم.
أما في نيفادا، فقد قتل شخص بسبب شجار حول موقف للسيارة على مقربة من أحد متاجر «وال مارت». إلى ذلك، أُصيب شخص بطلق ناري يوم الخميس في مركز تجاري في ولاية تينيسي، حيث كان المتسوقون يحجزون أماكنهم أمام المتاجر لدخولها في وقت مبكر من يوم الجمعة. وقال شهود عيان، حسب ما ذُكرت صحيفة الـ«دايلي ميل» على موقعها الإلكتروني أمس، أن مجموعة من الشباب أطلقوا عدة طلقات عشوائية ثم فروا بسيارتهم إلى مكان مجهول. وأشارت التقارير الأولية لعدم وجود إصابات إلا أن المستشفى القريب من موقع الحاث شهد وصول بعض المصابين. وقامت السلطات بدورها باحتجاز ثلاثة أشخاص مشتبه بهم.
وبحسب إحصائية أجريت بين 2006 إلى 2014 فقد شهدت تخفيضات «الجمعة السوداء» في الولايات المتحدة فقط 7 حالات وفاة و98 جريحا.
ولم تغب الحوادث المماثلة عن بريطانيا، حيث شهدت مدينة ليدز تجمع كبير لرجال الشرطة عند متجر «إتش إم إف» بعد أن قام أحد النشالين بتوجيه طعنة مباشرة لعنق أحد رجال الأمن، نقل على إثرها إلى المستشفى. واعتقلت الشرطة رجلا مشتبها به يبلغ 37 عامًا وأغلقت المتجر.
وجرت العادة على أن تطلق الكثير من المتاجر في يوم الجمعة السوداء، عروضا سنوية ضخمة وخصومات كبرى. ولذلك، يتوافد المشترون منذ ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم إلى المتاجر والمحلات الكبرى لكي يضمنوا الحصول على أفضل السلع المخفضة قبل نفاذها. وقد شوهدت فجر أمس أعداد غفيرة من الزبائن أمام الكثير من المتاجر الكبرى بالولايات المتحدة، افترش بعضهم الأرض والبعض نصب خيامًا صغيرة حاملين معهم وجبات غذائية لتناولها خلال فترة الانتظار الطويلة. ولم تمنع درجات الحرارة المنخفضة، التي وصلت لأقل من درجة الصفر في بعض المناطق، المتحمسين من الانتظار والتربص أمام بوابات المتاجر.
وتتنافس المتاجر الإلكترونية على جذب المشترين بعروض سخية، معتمدة على أن المتسوق لن يضطر للخروج من منزله في الجو البارد ولا للمعاناة في وسط حشود غفيرة من أجل شراء غرضه. وبحسب ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية على موقعها الإلكتروني أمس فقد وصلت مبيعات شركة «أمازون» في الجمعة السوداء من العام الماضي إلى 7.4 مليون سلعة، أي بمعدل 86 سلعة بالثانية.
وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية فمن المتوقع أن ينفق المتسوقون البريطانيون 1.96 مليار جنيه إسترليني (44.2 مليار دولار)، وهو مبلغ يعد قياسيا، في يوم «الجمعة السوداء»، وفقا لبحث من مركز للبحوث البيع بالتجزئة وأحد مواقع الإنترنت.
وتعد الإلكترونيات والملابس وهدايا عيد الميلاد من بين الأشياء الأكثر مبيعا في فترة التخفيضات في الأسعار.
الجمعة السوداء: بين الفوضى والفرص الشرائية
توقعات بأن ينفق البريطانيون ملياري جنيه
الجمعة السوداء: بين الفوضى والفرص الشرائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة