فيروس يسبب نزلات البرد يكافح سرطان الكبد والتهاباته الوبائية

إنتاج مضادات حيوية من ميكروبات الجسم البشري

«ريوفيروس» التنفسي المعوي
«ريوفيروس» التنفسي المعوي
TT

فيروس يسبب نزلات البرد يكافح سرطان الكبد والتهاباته الوبائية

«ريوفيروس» التنفسي المعوي
«ريوفيروس» التنفسي المعوي

في كشفين علميين منفصلين نجح علماء بريطانيون في توظيف فيروس شائع لنزلات البرد في مكافحة سرطان الكبد والتهاب الكبد الوبائي «سي» الخطير، فيما طور باحثون أميركيون نوعين من المضادات الحيوية من داخل الوسط الميكروبي للإنسان.
وقال الدكتور ستيفن غريفن الأستاذ المشارك في الميكربيولوجيا بجامعة ليدز إن فيروسا يسمى «ريوفيروسreovirus « يمكنه أن يعزز جهاز المناعة لدى المصابين بالمراحل الأولية من سرطان الكبد إضافة إلى مكافحة التهاب الكبد الوبائي «سي». ويعتبر «ريوفيروس» من عائلة الفيروسات التنفسية المعوية، وتشيع عدواه بين الأطفال. وتنسب نحو 20 في المائة من الإصابات السرطانية لدى الإنسان إلى الفيروسات، إلا أنه لا يعرف عن الفيروسات مساهمتها في حدوث الأورام السرطانية. لكن فيروسات الكبد تعتبر مشكلة أخرى وكبرى، إذ إن نحو 75 في المائة من حالات سرطان الكبد تحدث بسبب فيروسات «سي» أو «بي». ويتسبب هذان الفيروسان في عدوى طويلة المدى داخل الكبد تؤدي مع الزمن، إلى ظهور أورام خبيثة فيه.
وقال غريفن إن أبحاث فريقه تشير إلى إمكانات تعزيز جهاز مناعة المرضى المصابين بالفيروسين، بحيث يتم استهداف الجهاز المناعي للأورام من جهة وللعدوى الفيروسية من جهة أخرى. وأضاف أنه وظف نوعا من «ريوفيروس» الحميد، كعلاج مناعي لاستهداف الأورام والفيروس. وقد استجابت فئران التجارب المصابة بالفيروس وبسرطان الكبد بشكل جيد لهذا العلاج. وأشار إلى إمكانات توظيف هذه الطريقة لعلاج سرطانات فيروسية أخرى مثل سرطانات الدم.
ويعتبر سرطان الكبد واحدا من عشرة أمراض سرطانية شائعة لدى الإنسان، إلا أنه يحتل المرتبة الثالثة في قائمة الأمراض السرطانية القاتلة في العالم، وقد هلك بسببه 745 ألف مصاب عام 2012، وتؤدي الإصابة بفيروسي «سي» و«بي» إلى حدوث ما بين 30 إلى 50 في المائة من الأورام السرطانية على التوالي، كما أن فيروس «سي» هو السبب الرئيسي لإجراء عمليات زرع الكبد. على صعيد آخر نجح باحثون في جامعة روكفلر في توظيف القدرات الحسابية الكومبيوترية في رصد أنواع من الجينات داخل الميكروبات التي يكون بمقدورها إنتاج مركبات من المضادات الحيوية، ومن ثم تركيب تلك المركبات صناعيا. واكتشف الباحثون نوعين جديدين من المضادات الحيوية.
ومن المعلوم أن استخدام المضادات الحيوية التي تكافح البكتيريا الضارة المتوفرة حاليا قد وصل إلى حدوده القصوى بعد ازدياد مقاومة البكتيريا لها، كما تنحسر آفاق استخلاص مضادات حيوية جديدة. وفي العادة تستخلص هذه المضادات من جزيئات حية مأخوذة من أنواع بكتيرية. وأخذ الفريق البحثي برئاسة شون برادي رئيس مختبر الجزيئات الصغيرة المشفرة جينيا في الجامعة، في التدقيق في قاعدة بيانات جينوم البكتيريا الموجودة داخل جسم الإنسان ووظف برامج كومبيوترية خاصة لمسح تلك الجينات بهدف التعرف على مجموعات منها تنتج مركبات أولية تشكل أساس بناء مضادات حيوية، ووظف أيضا برامج إلكترونية أخرى لرصد التركيبة الكيمائية لها.
وتعرفت البرامج على 57 مجوعة من الجينات المفيدة. وأدت الأبحاث إلى تطوير عدد من المركبات الكيميائية صناعيا ساهمت في إنتاج نوعين من المضادات الحيوية أطلق عليها اسمي «هيوميمسين إيه» و«هيوميمسين بي». وكانت تركيبات من كلا هذين المضادين الحيويين موجودة في عائلة بكتيريا «رودوكوكوس»، رغم أن هذا الميكروب لا يولد «الهيوميمسين» عند إكثاره داخل المختبر. وقال العلماء إن مركبات «الهيوميمسين» تعتبر فعالة ضد بكتيريا المكورات العنقودية والمكورات العقدية اللتان تتسببان في إحداث عدوى خطيرة لدى الإنسان.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.