تركيا تتوقع تنسيقًا أكبر مع واشنطن وتغييرًا في موقف موسكو

جددت مطالبها بالتخلي عن دعم أكراد سوريا

كردية مع أطفالها عند مدخل قرية الشجرة في مدينة القامشلي وهي جزء من مشروع طموح للأكراد في المنطقة (أ.ف.ب)
كردية مع أطفالها عند مدخل قرية الشجرة في مدينة القامشلي وهي جزء من مشروع طموح للأكراد في المنطقة (أ.ف.ب)
TT

تركيا تتوقع تنسيقًا أكبر مع واشنطن وتغييرًا في موقف موسكو

كردية مع أطفالها عند مدخل قرية الشجرة في مدينة القامشلي وهي جزء من مشروع طموح للأكراد في المنطقة (أ.ف.ب)
كردية مع أطفالها عند مدخل قرية الشجرة في مدينة القامشلي وهي جزء من مشروع طموح للأكراد في المنطقة (أ.ف.ب)

بينما تصاعدت توقعات أنقرة بأن تشهد الفترة المقبلة تنسيقا أوسع مع واشنطن يسير في اتجاه تحقيق رؤيتها للوضع في سوريا بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، فإنها كررت مطالبتها الإدارة الأميركية بالتخلي عن تعاونها مع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، والتحرك بدلاً من ذلك مع تركيا في إطار التحالف الاستراتيجي بينهما.
نعمان كورتولموش، نائب رئيس الوزراء والمتحدث باسم الحكومة التركية، قال: «تغيير الإدارة الأميركية الجديدة توجهها وبدء العمل مع تركيا سيساهمان في تحقيق السلام في المنطقة، وهو طريق سليم بالنسبة للمصالح الوطنية الأميركية، ويسمح بإرساء نهج يحل المشكلات المزمنة في المنطقة»، لافتا إلى أنه لا يمكن فرض نظام ظالم على الشعب السوري.
وأعرب كورتولموش، الذي كان يتكلّم في لقاء مع الصحافيين بمدينة إسطنبول أمس، عن اعتقاده بأن الرئيس المنتخب ترامب سيتخذ خطوات إيجابية نحو إيجاد حلٍّ للأزمة في سوريا، وأن روسيا ستتخلى عن موقفها الداعم لنظام الأسد إلى حد كبير. وحسب ما اتفق عليه بين أنقرة وواشنطن بشأن عملية تحرير الرقّة، معقل تنظيم داعش بشمال وسط سوريا، سيأتي دور تركيا في المرحلة اللاحقة للحصار الذي تقوم بها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية للمدينة، إذ ستنطلق العملية الحقيقية لتحرير الرقّة في غضون أسابيع، كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
من ناحية ثانية، أشار الخبير السياسي أيتون أورهان، في دراسة حول عملية تحرير الموصل بشمال العراق، وارتباطها بعملية تحرير الرقّة، إلى أن القيادة الأميركية «وضعت خطتين لعملية تحرير الموصل: إحداهما قصيرة الأمد تهدف إلى تحرير قرى محافظة الرقّة من (داعش)، والأخرى طويلة الأمد وتهدف إلى تطهير مركز مدينة الرقّة، ما يعني أن عملية تحرير المدينة والمحافظة قد تستغرق شهورًا». كذلك، لفت أورهان إلى أن «الرؤية الأميركية تقوم على أنه لا يمكن تحرير الموصل إلا من خلال تقويض تحرّك (داعش) في مدينة الرقة، وذلك لتشتيت تركيز (داعش)، والحيلولة دون تطبيق تكتيك الانسحاب المتدرج نحو الرقّة. وأن واشنطن تريد عزل تركيا عن إمكانية تحقيق دور أكبر في القضية السورية، ذلك أن القيادة الأميركية تعلم أن التقدم التركي نحو الشرق من نهر الفرات سيزيد من قوة تركيا في سوريا، وبالتالي سيعرقل تقسيمها على أساس فيدرالي، وأن تركيا - بالتالي - تنتظر استقرار الداخل الأميركي حتى تضع مطالبها النهائية بشأن الرقة على الطاولة».
في هذه الأثناء، على صعيد عملية درع الفرات، أعلن الجيش التركي مقتل 18 عنصرا من تنظيم داعش بقصف لمقاتلاتها على مناطق بالريف الشمالي لمحافظة حلب السورية. وذكر الجيش التركي في بيان أمس السبت، قال فيه إن مقاتلات تركية شنت ليل الجمعة (أول من أمس) ضربات جوية على أهداف لـ«داعش» جنوب قرية سلوى وقتلت خلالها 18 إرهابيًا من «داعش». وأضاف البيان، أن «المقاتلات التركية، دمّرت 73 هدفًا لـ(داعش) وهدفين اثنين للاتحاد الديمقراطي السوري. وأن قوة المهام الخاصة التابعة للجيش السوري الحر، سيطرت، إلى حد كبير، وبإسناد بري وجوي تركي على قريتي شادر وتيللي في محيط مدينة الراعي وبدأت بتفكيك القنابل والألغام من أجل بسط سيطرتها الكاملة على القريتين». وقتل خلال عملية السيطرة على القريتين 5 عناصر من «داعش»، كما قتل 5 من عناصر الجيش الحر، وأصيب 18 آخرون، بحسب البيان. وتابع البيان أنه منذ بدء عملية درع الفرات في 24 أغسطس (آب) الماضي، استطاع الجيش الحر استعادة 189 منطقة مأهولة بالسكان بمساحة ألف و530 كيلومترا.
من جهتها، شنّت مقاتلات التحالف الدولي 6 غارات جوية على مناطق في سلوى وشويحة شدار، وقتلت خلالها 10 عناصر من «داعش»، ودمرت 3 مبانٍ وعربة مسلحة بالإضافة إلى رشاشات «دوشكا»، بحسب البيان ذاته. وأشار بيان الأركان إلى أن طائرات تركية من دون طيار تجري عمليات كشف واستطلاع دون انقطاع على الحدود مع سوريا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».