ضمن مزادها القادم للمجوهرات في جنيف يوم الأربعاء المقبل 16 نوفمبر (تشرين الثاني) تقدم دار سوذبيز أكثر من قطعة فائقة الجمال والتاريخ. تتصدر المزاد ماسة زرقاء بلون السماء صيغت ببراعة لتتوج خاتما مرصعا بالماس من صنع كارتييه. من القطع الأخرى التي تعرض للبيع مجموعة من المجوهرات التي ترتبط تاريخيا بالقياصرة الروس وأيضا بالتاريخ العثماني والمصري.
في مقر الدار بلندن التقيت بديفيد بينيت خبير المجوهرات ورئيس مجلس إدارة سوذبيز العالمي لقسم المجوهرات، ليس هناك أكثر متعة من الحديث مع خبير عالمي مثل ديفيد، يتشعب اهتمامه ما بين التاريخ والموضة والأزياء والجواهر والأحجار الثمينة.
يعرض بينيت ثلاثة قطع من المزاد المقبل منطلقا من الماسة الزرقاء السماوية التي تبدو أكثر روعة، في الواقع يكمل جمالها براعة الصياغة ورفعتها التي تميزت بها دار كارتييه. الماسة الزرقاء تزن 8.1 قيراط وتعرض بسعر تقديري 15 - 25 مليون دولار. يشير بينيت إلى أن الماسات الزرقاء تختلف في درجات اللون ومعه تختلف قيمتها وأهميتها، فـ«ليست كل الماسات سواء»، ويضيف أن هذه الدرجة تحديدا وهي «الأزرق الحيوي» هو الأغلى. بالنسبة لعين الخبير فالتميز أيضا يجب أن يكون في شكل القطع.
أسأله عن أهم الصفات التي يبحث عنها في قطعة الماس الملون؟ يجيب بهدوء: «درجة اللون، والقطع وهو ما أظنه أهم عنصر فهو يغير شكل الماسة بشكل كبير». ويضيف أن القطع المربع هو الأكثر إثراء وجمالا.
من القطع الأخرى في المزاد يعرض ديفيد قطعا لها تاريخ ثري وعريق، ترتبط بالتاريخ القيصري لروسيا. أولا نرى عقدا وأقراطا كانت ملكا للإمبراطورة كاثرين الأولى (1684 - 1727) زوجة الإمبراطور بيتر العظيم. وهي قطع كانت أهديت للسلطان العثماني أحمد الثالث ضمن مفاوضات لرفع حصار على مدينة بروث في صيف عام 1711، حسب الرواية التي نقلها الكاتب الفرنسي فولتير، كتب الإمبراطور بيتر العظيم خطابا للسلطان أحمد، وقامت زوجته من دون إخباره بوضع مجوهراتها التي كانت تحملها معها في سفرها، ونجحت الجواهر في مهمتها، وبالفعل تم رفع الحصار. بعد ذلك قبعت الجواهر في خزانة الدولة العثمانية وصيغت على هيئة العقد الحالي حتى نهاية القرن التاسع عشر حين أهداها السلطان عبد الحميد الثاني لزوجة خديوي مصر توفيق بمناسبة ولاده ابنه.
الخلفية التاريخية للعقد، بحسب كلام بينيت، تعتبر «رومانسية»، يقول إنه من النادر وجود مجوهرات التاج لأي عائلة ملكية أوروبية في المزادات العالمية. كما يشير إلى أن استخدام الماسات الضخمة الملونة (أزرق وأصفر وبرتقالي) التي تتوزع على القلادة كان أمرا فريدا في ذلك الوقت تحديدا.
نمر على قطع أخرى لها أيضا قصص في التاريخ، هما ربطة وعقد من الماس أمرت الإمبراطورة كاثرين الثانية بصناعتهما كقطعتين منفصلتين، وكانت ترتديها مثبتة على فساتينها. نجت المجوهرات من أحداث تاريخية صاخبة حيث حفظت أولا في «وينتر بالاس» بسان بيترسبيرغ ثم نقلت إلى إحدى غرف الكرملين خلال الحرب العالمية الأولى. وتم توثيق القطعتين في كتالوج تم التكليف به لتوثيق قطع المجوهرات التي تعود للأسرة الإمبراطورية الروسية منذ بدايات القرن السابع عشر وما بعده تحت عنوان «كنز روسيا من الماس والأحجار الثمينة». ويعرض المزاد للبيع أيضا نسخة نادرة من الكتالوغ.
يكرر بينيت أن وجود قطع مجوهرات تعود لعائلات ملكية أوروبية هو أمر شبه نادر، ويضيف: «هذه القطعة بيعت هنا في سوذبيز منذ 11 عاما ولا نعرف المبلغ الذي ستحققه هذه المرة»، مشيرا إلى أن سوق الجواهر وقتها لم يكن صحيا، ويتوقع أن يسهم وجود كثيرين من المقتنين الروس في تحقيق سعر عال لها.
ماسة زرقاء وقلادات إمبرطورية وتاريخ عثماني.. تجتمع في جنيف
ضمن مزاد سوذبيز للمجوهرات النبيلة والرائعة
ماسة زرقاء وقلادات إمبرطورية وتاريخ عثماني.. تجتمع في جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة