اعتماد «طبقات» متعددة وسيلتك لمقاومة تقلبات الطقس والأناقة

أسلوب يفرض نفسه على ساحة الموضة هذا الموسم

من دار «رالف لوران» - من تصاميم فيرونيك نيشانيات لـ«هيرميس» - من عرض «بيربري» الأخير - من اقتراحات «دانهيل» - من اقتراحات دار «كوتشينيللي»
من دار «رالف لوران» - من تصاميم فيرونيك نيشانيات لـ«هيرميس» - من عرض «بيربري» الأخير - من اقتراحات «دانهيل» - من اقتراحات دار «كوتشينيللي»
TT

اعتماد «طبقات» متعددة وسيلتك لمقاومة تقلبات الطقس والأناقة

من دار «رالف لوران» - من تصاميم فيرونيك نيشانيات لـ«هيرميس» - من عرض «بيربري» الأخير - من اقتراحات «دانهيل» - من اقتراحات دار «كوتشينيللي»
من دار «رالف لوران» - من تصاميم فيرونيك نيشانيات لـ«هيرميس» - من عرض «بيربري» الأخير - من اقتراحات «دانهيل» - من اقتراحات دار «كوتشينيللي»

كانت لكريستوفر بايلي مصمم دار «بيربري» نظرة عقلانية بعيدة المدى عندما قال إنه سيُقدم من الآن فصاعدا تصاميم مناسبة لكل المواسم، أي لا تعترف بتغير الفصول. تصريحه هذا جاء غداة قراره دمج عروض الأزياء النسائية والرجالية مع بعض، وبدئه ما أصبح يُعرف بـ«العرض اليوم في المحلات غدا»، أي شراء كل ما نراه على منصات العروض مباشرة بعد العرض عوض الانتظار أربعة أو ستة أشهر كما جرت العادة سابقًا.
ولا شك أن مصمم الدار، التي باعت لنا معطف كل المواسم، وهو المعطف الواقي من المطر أو ما يُعرف بـ«الترانش» ولا يزال، يعرف جيدا أهمية هذه النقطة في زمن تغير فيه المناخ بشكل كبير في كل أنحاء العالم.
فأحيانًا تشعر وأنت تنتقل من بلد إلى آخر وكأنك تنتقل من موسم إلى آخر. تركب طائرة وأنت تتصبب عرقًا مع أنك لا تلبس سوى «تي - شيرت» أو قميص، وبعد أربع ساعات من الطيران، أو أقل، تحط بك الطائرة في بلد تتساقط فيه الأمطار، وتنخفض فيه الحرارة بدرجة تشعر معها بقشعريرة تتطلب كنزة صوفية ومعطفًا ثقيلاً.
ناهيك بأنك في بعض البلدان الغربية، مثل بريطانيا، فإنك لا تحتاج إلى الانتقال جغرافيًا إلى أي مكان بعيد لتلمس هذه التغيرات. فطقسها معروف بتقلباته، بحيث يمكن أن يبدأ اليوم ربيعيًا مشمسًا وينتهي شتويًا ممطرًا.
وإذا كان التحكم في تغيرات المناخ وأحوال الطقس من المستحيلات، فمن السهل التحكم فيها بتوظيف الأزياء، ومعانقة ما يطلق عليه الخبراء أسلوب «الطبقات المتعددة». أي أن ترتدي عدة قطع، تتدرج من الخفيف إلى السميك، فوق بعضها البعض تقيك لسع البرد، ويمكنك أن تتخفف منها بسهولة ودون أن يتأثر مظهرك، كلما ارتفعت درجات الحرارة.
فأجمل ما تمخضت عنه استراتيجية «العرض اليوم والبيع غدا» التي تبناها كثير من المصممين مثل توم فورد وثاكون وبيوت الأزياء مثل «رالف لوران»، «تومي هيلفيغر» و«بيربري» طبعًا، حرصهم فيها على تحقيق هذه المعادلة بالتوجه إلى زبائن من كل أنحاء العالم، أو زبائن يسافرون كثيرا لدافع العمل أو الترفيه، ويحتاجون إلى أزياء تناسب كل البيئات.
من هذا المنطلق، جاءت كل قطعة قدموها في عروضهم الأخيرة تتحدى تغير الفصول.
كريستوفر بايلي، مثلا ترجم رؤيته في تشكيلة غنية موجهة لربيع وصيف 2017 لعب فيها على أسلوب الطبقات المتعددة، للجنسين، بحيث يمكن لصاحبها أن يرتدي أكثر من أربع قطع في الإطلالة الواحدة. مزج مثلا قطعة خفيفة من الموسلين مع أخرى من الصوف، مقترحًا تصاميم متنوعة من البنطلونات الضيقة نسقها مع جاكيتات بتصاميم متنوعة وخامات تباينت بين الصوف والجلد والبروكار. فالجاكيت أثبت أنه القطعة الأسهل تنسيقا وتناغما مع قطع منفصلة أخرى، الأمر الذي يفسر أنها أيضًا الأكثر مبيعًا بالنسبة للرجل، سواء كانت مفصلة من الصوف أو «سبور» من الجلد.
«شانيل» أيضًا أتقنت هذا الأسلوب إلى جانب ألبرتا فيريتي وغيرهما بالنسبة للمرأة، حيث امتزجت الأقمشة المتنوعة مع بعض في أطوال مختلفة وألوان متدرجة بين الفاتح والصارخ.
فالفكرة التقليدية بأن الموضة تعيش في بُرج عاجي لا يصل إليه إلا قلة من الناس، لم يعد جاريًا بها العمل، بعد دمقرطتها وعولمتها، الأمر الذي بات يُحتم استحداث لغة جديدة قادرة على الوصول إلى كل الأسواق وتحدي كل المواسم، وهو ما نجحوا فيه إلى حد كبير بفضل هذا الأسلوب.
ومع ذلك، قد يشعر البعض بالحيرة لأنه أسلوب يفتح المجال لتعدد الألوان والنقشات في الإطلالة الواحدة، وهو ما لم يتعود عليه الكل. دار «كوتشينيللي»، مثلاً اقترحت استعمال درجات من اللون نفسه للتغلب على هذه المخاوف، والتأكيد أن كل شيء جائز ومقبول في عالم الموضة. أما إذا كان لا بد من استعمال ألوان متعددة، فإن العملية ليست بالتعقيد الذي تتصوره، لأنها لا تتطلب سوى بعض الخطوات.
الأولى أن تُدرك بأنه المُفترض فيها أن تناسب الربيع والخريف على حد سواء بمزج قطع خفيفة مع أخرى من الصوف أو الكشمير، حتى تستطيع التحكم في نسبة الانتعاش والدفء فيها. والثانية أن لا تتنازل عن عنصر الأناقة.
صحيح أن خبراء الموضة يشجعون على التلاعب بالألوان المتناقضة ومزجها للتعبير عن أسلوبك الخاصة، لكن لا بد أيضًا من خلق نوع من التناغم بينها، وهنا تكمن الصعوبة بالنسبة للبعض، خصوصًا ممن تعودوا على البدلة والقميص وربطة العنق. فبعد أن كانوا يتعاملون مع لونين أو ثلاثة فقط، أصبح عليهم التعامل مع أربعة أو أكثر، وهو ما قد يكون سيفًا ذا حدين. فهو مثير ويفتح المجال للتعبير عن أسلوبك الخاص من جهة، ومحفوف بالمطبات في حال لم تتناغم التناقضات، من جهة ثانية. من بين القواعد الذهبية التي ينصح بها الخبراء التالي:
- أن تراعي أن تكون كل قطعة قوية وأنيقة وقائمة بذاتها، أي يمكنك ارتداؤها لوحدها وكقطعة أساسية إذا سمح الطقس والمناسبة.
- رغم أنه لا حدود للذوق الخاص واللعب بالألوان، إلا أنه يُفضِّل عدم المبالغة في استعمال الألوان الصارخة وضرورة اقتصارها على لونين على الأكثر، فيما تبقى الألوان الأخرى بدرجات خفيفة جدًا. مثلا، إذا اخترت كنزة بالأصفر الموزي، ووشاح بالأخضر، يجب أن تكون باقي القطع هادئة.
- مهم جدا أن تكون القطع الملامسة للجسم خفيفة، «تي - شيرت» من القطن مثلا، تتدرج إلى السميك حتى يسهل عليك التحكم فيها أكثر.
- رغم أن هذا الأسلوب يُمكنك من الحصول على إطلالة فريدة وأنيقة لكن لا تنسَ أن الفكرة الأساسية منه هي العملية، بمعنى مقاومة أحوال الطقس المتقلب. لهذا لا بد من أن تختار على الأقل قطعتين تتميزان بالعملية والراحة، تستعملهما كملابس داخلية، على أن تختار القطع الخارجية بعناية أكبر من ناحية الأناقة والمظهر الحسن.
- تبني هذا الأسلوب في المناسبات العادية لا يتطلب الكثير، لأنه شخصي وخاص، لكن الوضع مختلف تماما عندما تتبناه في مكان عمل ولإجراء لقاءات عمل، لأنه هنا يتطلب بعض الرسمية. في هذه الحالة، يمكن أن تُبقي على البدلة كأساس على أن تضيف إليها كنزة مفتوحة بأزرار، تلعب دور الصُديري، أو كنزة بياقة مستديرة يظهر منها فقط رأس ربطة العنق، على أن تلبس فوقها جاكيت مبطن من دون أكمام أو معطف طويل.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.