عبر الطبيب الفلسطيني أشرف الحجوج لـ«الشرق الأوسط» عن ألمه وشعوره بالظلم، تعليقا على ما نقلته وسائل إعلام فرنسية حول مذكرات لشكري غانم، رئيس الحكومة في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، أشار فيها إلى تورط مسئوولين من جهاز المخابرات بنقل فيروس الإيدز في مستشفى للأطفال في مدينة بنغازي بشرق ليبيا.
وحكم على الحجوج وخمس ممرضات من بلغاريا بالسجن في ليبيا في 1999 بتهمة نقل دم ملوث بفيروس «إتش أي في» المسبب لمرض الإيدز إلى 438 طفلا في مستشفى الأطفال في بنغازي، قبل أن يتم الإفراج عنهن عام 2007 بعد تدخل سيسيليا ساركوزي، الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
وقال الحجوج لـ«الشرق الأوسط» أمس في تصريحات خاصة «الله يظهر الحق.. حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرني وأهلي في مصابنا خيرا، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين».
وتابع «أنا قلبي مليان، لن أزيد عما قلت سابقا؛ فالظلم مرارة لا يعرفها إلا من ذاقه، حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من ظلمني وأهلي».
وكان الحجوج قد أبلغ «الشرق الأوسط» في حوار سابق بأن نظام القذافي نفسه هو من اخترع وفبرك هذه القضية عمدا، لافتا إلى أنه تعرض خلال فترة حبسه والمحاكمة لكل أنواع التعذيب على أيدي عناصر الأمن الليبية التي كانت تتولى التحقيق معه ومع أعضاء الفريق الطبي البلغاري. في المقابل، رحبت الممرضات البلغاريات باتهامات وجهتها مذكرات عثر عليها مؤخرا لغانم تدين مسؤولين سابقين في نظام القذافي بنشر الفيروس بين الأطفال، حيث قالت فاليا شيرفينياشكا «لقد شعرت بالحرية بعد هذه الأنباء. لقد ظهرت الحقيقة بعد نحو عشر سنوات من الإفراج عنا بفضل سيسيليا».
وقالت ممرضات أخريات إنهن سيطالبن بتعويض، بينما علقت الممرضة فالنتينا سيروبولو «هذا أمر يصعب تصوره. إنه مثل فيلم رعب». وأضافت: «هل تعرفون الآن الوحوش الذين كنا تحت إمرتهم طوال ثماني سنوات ونصف سنة؟».
وصرحت كريستيانا فالشيفا «لقد ثبت أن المسئوولين الليبيين مذنبون. الدولة الليبية لديها أصول في الخارج، ويجب تعويضنا».
وفي مذكراته التي عثر عليها بعد وفاته في 2012، يروي غانم أنه استقبل في 2007 محمد الخضار، العضو في لجنة التحقيق التي شكلت في ليبيا حول الإفراج عن الممرضات. ونقل الخضار، أن رئيس الاستخبارات العسكرية عبد الله السنوسي روى خلال استجوابه أمام لجنة التحقيق أنه حصل مع موسى كوسا، رئيس الاستخبارات الليبية يومها، على 31 زجاجة صغيرة تحوي الفيروس. وأضاف الخضار إن السنوسي وكوسا «حقنا الأطفال بالفيروس». وسجنت الممرضات والطبيب الفلسطيني في 1999 وتعرضوا للتعذيب وحكم عليهم بالإعدام مرتين، ووافقت طرابلس على تخفيف الحكم إلى المؤبد في 2007. وبعد ذلك نقلوا جوا إلى بلغاريا، حيث صدر عفو فوري عنهم. ويقيم موسى كوسا حاليا في المنفى فيما ينتظر السنوسي محاكمته في ليبيا بعدما سلمته موريتانيا في سبتمبر (أيلول) 2012 إثر لجوئه إليها بعد الإطاحة بنظام القذافي.
إلى ذلك، أعلن الهلال الأحمر الليبي، أنه انتشل منذ الأحد الماضي من على شواطئ طرابلس جثث 40 مهاجرا قضوا غرقا أثناء محاولتهم الإبحار نحو السواحل الأوروبية، فيما أعلن حرس السواحل الليبي عن إنقاذ 116 مهاجرا غير شرعي شمال غربي مدينة الخمس.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الناطق باسم القوات البحرية العقيد أيوب قاسم، أنه وبناء على بلاغ ورد من غرفة عمليات حرس السواحل البحرية بالتعاون مع غرفة حرس السواحل الإيطالية تمكنت القوات الليبية من إنقاذ المهاجرين الذين كانوا على متن قارب مطاطي تعطل بهم في البحر على بعد ميل واحد شمال غربي مدينة الخمس.
ولفت إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يحملون جنسيات أفريقية مختلفة، حيث تم تقديم الرعاية الطبية والإنسانية اللازمة لهم وإجراء الكشف الصحي عليهم للتأكد من خلوهم من الأمراض، وتسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالخمس.
ولقي مئات المهاجرين مصرعهم أو فقدوا في البحر خلال الأسابيع الماضية؛ إذ غرق بعضهم وقضى البعض الآخر اختناقا على زوارق مكتظة أو جراء انبعاث الوقود، أو من البرد أو الجفاف، أو الخلافات أو الإرهاق بعد أسابيع وأحيانا أشهر من الاحتجاز في ليبيا.
وفي غياب الرقابة الفاعلة على الحدود البحرية بسبب الفوضى الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ 2011، تحولت شواطئ هذا البلد المتوسطي الذي لا تبعد سواحله سوى بضع مئات من الكيلومترات عن أوروبا، إلى منطلق رئيسي لعشرات آلاف المهاجرين الساعين إلى بلوغ السواحل الأوروبية.
ليبيا: ممرضات بلغاريا الخمس يطالبن بتعويضات بعد مذكرات غانم
الطبيب الفلسطيني في قضية الإيدز لـ«الشرق الأوسط»: للظلم مرارة لا يعرفها إلا من ذاقه
ليبيا: ممرضات بلغاريا الخمس يطالبن بتعويضات بعد مذكرات غانم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة