ليبيا: البرلمان يقرر التحقيق مع الثني.. وحفتر يلمح إلى حصوله على أسلحة جديدة

فقدان زورق يحمل 110 أشخاص قبالة السواحل الليبية

ليبيا: البرلمان يقرر التحقيق مع الثني.. وحفتر يلمح إلى حصوله على أسلحة جديدة
TT

ليبيا: البرلمان يقرر التحقيق مع الثني.. وحفتر يلمح إلى حصوله على أسلحة جديدة

ليبيا: البرلمان يقرر التحقيق مع الثني.. وحفتر يلمح إلى حصوله على أسلحة جديدة

بينما أعلن مجلس النواب الليبي، أنه يستعد للتحقيق مع رئيس الحكومة الانتقالية الموالية له عبد الله الثني على خلفية قراراته الأخيرة باستبدال بعض الوزراء، لمح المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني في شرق ليبيا، إلى حصول الجيش على معدات عسكرية جديدة، رغم استمرار الحظر الذي يفرضه مجلس الأمن الدولي بشأن تصدير السلاح إلى ليبيا.
وأعلن رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، بشكل مفاجئ أمس تشكيل لجنة من عشرين عضوا بالمجلس، للتحقيق مع رئيس الحكومة عبد الله الثني بسبب توقيفه بعض الوزراء وانفراده بتسيير عمل 6 وزارات وتقليص صلاحيات الوكلاء.
وحدد عقيلة مهام اللجنة في قرار أصدره بالتحقيق في تصرفات الثني الأخيرة من إخلاء الوزارات ومنع الصلاحيات وعدم الالتزام بما يصدر عن رئاسة مجلس النواب ولجانه من التقيد القانوني رغم التنبيه عليه بالالتزام بالتشريعات، خصوصا ما يتعلق بوقف الوزراء، والمكلفين بالوزارات، وهو ما تختص به الأجهزة الرقابية ومجلس النواب.
وكان الثني الذي تتخذ حكومته من مدينة البيضاء في شرق ليبيا مقرا لها، أعلن مؤخرا وقف وزيري الصحة والداخلية عن العمل على التوالي، لكن البرلمان المعترف به دوليا رفض هذه القرارات، وما زال الوزيران يمارسان مهام عملهما بشكل اعتيادي.
من جهته، قال المشير حفتر الذي عاد إلى البلاد بعد جولة شملت الأردن والإمارات، إن جولته الأخيرة كانت جيدة، وإن نتائجها ممتازة ومثمرة، لافتا إلى أن هذه النتائج ستظهر خلال فترة قريبة جدا بجانبيها السياسي والعسكري.
وقال حفتر في فيديو نشر على الصفحة الخاصة للمكتب الإعلامي للقيادة ونقلته وكالة الأنباء المحلية، لدى اجتماعه مع رئيس أركان الجيش اللواء عبد الرازق الناظوري والناطق باسمه العقيد أحمد المسماري «إنه على علم بكل ما يدبر ويحاك في الخفاء».
من جهة أخرى، أعلن فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، استمرار المجلس في التواصل البناء مع الأطراف الفاعلة كافة بالمشهد الليبي، وعلى رأسها مجلس النواب والقيادة العامة للجيش غير الراغبة في الخضوع للسلطة السياسية المتمثلة بالرئاسي.
واعتبر السراج في حوار بثته مساء أول من أمس «شبكة CNN الأميركية» أن أحد التحديات التي تواجه عمل حكومته تتمثل في حالة الانقسام الإداري الواضح ووجود متشددين في الأطراف كافة؛ ما يحتم على الحكومة التفاهم معهم لتذليل الصعاب والتحديات السياسية.
وبعدما أشاد بالدعم العسكري الأميركي للقوات الموالية لحكومته ضد مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت، كشف النقاب عن تلقي هذه القوات لما وصفه بمعلومات استخباراتية مهمة من دول أخرى، لكنه لم يكشف عنها.
ورغم أن السراج تحدث عن إمكانية تحقيق إنجاز عسكري مهم ضد التنظيم خلال الأسبوع المقبل، فإنه لم يحدد أي مواعيد قاطعة لإعلان تحرير المدينة التي يتخذها «داعش» مقرا منذ منتصف العام الماضي، لكنه لفت في المقابل إلى أن القوات شبه الحكومية تحقق تقدمًا كبيرًا ضد التنظيم الذي بات محاصرا بمنطقة صغيرة جدًا.
وقال السراج: إن سوء الحظ جعل من سواحل ليبيا مقبرة للمهاجرين غير الشرعيين، داعيا المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول لتنمية دول جنوب القارة الأفريقية، وضمان عدم السماح بتحول السواحل الليبية إلى نقطة عبور إلى أوروبا.
وجاءت هذه التصريحات، فيما أعلنت ناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين في روما أن 110 أشخاص على الأقل قتلوا أو فقدوا إثر غرق زورق مطاطي كان يقلهم قبالة سواحل ليبيا.
وأوضحت كارلوتا سامي لوكالة الصحافة الفرنسية: إن الزورق كان يقل نحو 140 مهاجرا غرق، وأمكن إنقاذ 29 شخصا فقط من قبل رجال الإنقاذ الذين عثروا على 12 جثة على متن الزورق.
وقال خفر السواحل الإيطالي إنه لا علم له بعملية أتاحت إنقاذ امرأتين قائلا إن عملية إنقاذ واحدة نفذت أتاحت إنقاذ 29 شخصا. وأشار أول من أمس إلى غرق الزورق، لكن من دون أن يتمكن من تحديد عدد المفقودين.
وقد يكون حصل حادث الغرق الآخر قبالة سواحل ليبيا مع نحو 125 مفقودا، بحسب شهادة ناجيتين تحدثتا إلى المفوضية العليا، لكن خفر السواحل الإيطالي الذي ينسق عمليات الإنقاذ لم يؤكد هذه المعلومات. وقتل أكثر من أربعة آلاف مهاجر من رجال ونساء وأطفال في البحر المتوسط هذه السنة، بحسب المنظمات الدولية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.