القفطان المغربي يتألق في لندن

12 مصممًا استعرضوا جماليته العصرية من دون المساس بأساسياته

من أعمال سهام الهابطي  -  من أعمال سارة الشتوكي  -  من أعمال سميرة علالي  -  من أعمال أمين المراني
من أعمال سهام الهابطي - من أعمال سارة الشتوكي - من أعمال سميرة علالي - من أعمال أمين المراني
TT

القفطان المغربي يتألق في لندن

من أعمال سهام الهابطي  -  من أعمال سارة الشتوكي  -  من أعمال سميرة علالي  -  من أعمال أمين المراني
من أعمال سهام الهابطي - من أعمال سارة الشتوكي - من أعمال سميرة علالي - من أعمال أمين المراني

لكل بلد في العالم أزياء تقليدية خاصة به تعكس جزءا من تاريخه وتراثه. فكما لمنطقة الخليج عباءته، والسودان ثوبه، للمغرب قفطانه. وفيما يحاول الغربيون الاستيحاء مؤخرا من العباءة توددا للمرأة الخليجية بحكم أنها زبون مهم بالنسبة لهم، فإن القفطان كان منبع إلهام لمصممين كبار منذ ستينات القرن الماضي. الفضل الكبير يعود إلى العارضة تاليتا غيتي، والمصمم إيف سان لوران، وتلك الصورة الأيقونية التي لا تزال تتداولها كتب الموضة، وتظهر فيها العارضة على سطح بيت في مراكش مع المصمم وزوجها المليونير، غيتي. لكن ما يحسب للقفطان أنه بدا تراثيا وتطور إلى قطعة موضة تجمع العراقة بالأصالة في أجمل أشكالها، تفتخر به المرأة المغربية، كما تُقدرها المرأة الشرقية والأجنبية، على حد سواء.
وهذا ما لمسه جمهور لندن يوم السبت الماضي في فندق الماريوت، حيث نظمت المصممة جليلة المستوكي، المقيمة في العاصمة البريطانية، عرضا نجحت أن تجمع فيه ما لا يقل عن 12 مصمما تباروا في استعراض فنيتهم وقدراتهم على ترجمة هذه القطعة الأيقونية بلغة عصرية تحترم شخصيته وتقاليده. وقد نجحت جليلة المستوكي فعلا أن تستقطب 12 من أهم المصممين المتخصصين في هذه القطعة، ونذكر منهم سهام الهبطي، وبشرى الفيلالي، وسميرة علالي، ورافائيل دوريان، وسارة الشتوكي، وفرح بن شقرون وآخرين، إلى جانب المصممة جليلة المستوكي طبعا. فهذه الأخيرة قدمت إلى بريطانيا لدراسة إدارة الأعمال، لكنها انجذبت نحو عالم الموضة والأزياء، لا سيما القفطان خصوصا بعد أنا لمست ما يتمتع به من إعجاب على كل المستويات. فسوقه تتعدى المرأة الأجنبية إلى المرأة الشرقية التي تسافر إلى كل أنحاء العالم بحثا عن كل ما هو جميل وفريد. وتضيف أن الفعالية تأتي تعاونا بين «دار القفطان» التي تُشرف عليها و«قفطان المغرب»، وما هي سوى الخطوة الأولى التي ستبني عليها لكي تجعلها جسرا يجمع مصممين من كل أنحاء العالم العربي، ومنبرا للتعريف بإبداعاتهم خارج بلدانهم، على أن يكون القفطان بكل ما يتضمنه من أصالة وعنفوان العنوان الدائم لها.
من المشاركين المهمين أيضا نذكر أمين المراني، مؤسس فعالية «قفطان المغرب» التي أصبحت تقليدا سنويا تترقبه المرأة المغربية بلهفة لتتعرف على آخر خطوطه وصيحاته. صحيح أن هذه المرأة لا تتوقع صيحات مجنونة، بل ويمكن أن ترفضها، لعلمها أنه من المقدسات التي لا يجب التلاعب بها كثيرا، إلا أن هذا لا يمنع أنها تنتظر حقنه بجرعات من العصرية يتطلبها إيقاع العصر من جهة، وذوق جيل جديد مُتشبع بالموضة العالمية من جهة ثانية.
وهذا تحديدا ما تم لمسه يوم السبت الماضي، من خلال اقتراحات كل المصممين، الذين أجمعوا على احترام أساسياته مع رغبة في إبراز إمكانياته الواسعة كقطعة موضة يمكن أن تستغني عن ألف فستان سهرة. فلا أحد منهم بخل عليه بالتطريزات الغنية ولا القصات الرشيقة أو الأقمشة المترفة. لكن ما يُحسب لأغلبهم أنهم خففوا من تعقيداته، التي كانت في الماضي تتجلى في وزنه الثقيل وضخوه برشاقة استمدت انسيابيتها من المخمل الناعم والموسلين والحرير في تدرجات ألوان جذابة وعلى شكل طبقات تبدأ بالخفيف والشفاف لتصل إلى السميك والمطرز. بل حتى التطريزات، ورغم غناها وسخائها، راوغت المبالغة والتكلف، بفضل جمالها واقتصار استعمالها على أجزاء محددة. وربما يكون المصمم أمين المراني، الذي افتتح العرض، أكثر من احترم خصوصية هذه القطعة وإرثها المتجذر في التاريخ والثقافة المغربية. فقد قدم مجموعة من التصاميم احترمت خطوطه التقليدية، مُركزا على الأقمشة التي انسدلت على الجسم برشاقة بالغة تؤكد أن التطوير، بالمفهوم الذكي، يعني تجنب الجانب الفولكلوري وليس نقض الموروثات تحت شعار التجديد والابتكار.
كانت العملية بالنسبة له سهلة، فهو «معلم» بكل معنى الكلمة عندما يتعلق الأمر بهذه القطعة التي توارث حبها أبا عن جد. فعدد من أفراد عائلته فضلا عن والديه متخصصون في هذه الصناعة. المتتبع لبدايته يلاحظ محاولاته الأولى لخوض المتعارف عليه بعصرنة القفطان مدفوعا بفورة الشباب، وهو ما تجلى في القصات الكبيرة والواسعة، وإدخاله الفرو وجلود التمساح والأفاعي وغيرها من التفاصيل الجريئة. ومع الوقت، خفف من جنوحه إلى الابتكار المجنون خصوصا بعد أن صب جهوده في تصميم قفاطين العروس التي تخصص فيها. غني عن القول: إن تصاميمه لقيت هوى في نفس عروس شابة تريد التميز عن باقي المدعوات في ليلة العمر. القفطان الذي اقترحه لها في عرضه الأخير، مثلا، كان بلون السلمون ومطبوعا بورود كثيرة، خلافا للأبيض المتعارف عليه.
المصممة سهام الهابطي أيضا قدمت مجموعة تلعب على الكلاسيكي العصري، حيث أرسلت أول عارضة بقفطان عروس باللون الأبيض الثلجي مطرز بالأخضر والوردي، أتبعته بمجموعة من القفاطين ركزت فيها على الخطوط التقليدية وتطريزات شملت الخرز والترتر وأحجار سواروفسكي، إضافة إلى طبعات متنوعة ثلاثية الأبعاد. مثل أمين المراني، لم يكن دخول سهام الهابطي عالم القفطان صُدفة. فقد تربت في بيت يتنفس الأزياء التقليدية، بحكم أن والدتها فوزية برياح مصممة مخضرمة فيه. لكنها لم تكن تنوي التخصص فيه، حيث درست علوم البصريات في باريس. فقط بعد تخرجها وعودتها إلى المغرب وزواجها بدأت تفكر فيه بتشجيع من والدتها. وهكذا انخطرت في معهد موضة بالدار البيضاء، ومنه دخلت إلى عالم الخياطة الراقية. ما شجعها أكثر أنها كانت تتمتع بموهبة الرسم وقادرة على التلاعب بالألوان منذ الصغر، فضلا عن اهتمامها بفن العمارة المغربية، بكل روافدها الثقافية وتفاصيلها الدقيقة. وربما هذا ما يجعل تصاميمها تناسب عارضات الأزياء الممشوقات القد كما المرأة ذات المقاسات العادية.
بالنسبة للمصممة بُشرى فيلالي، فإن الفعالية كانت مناسبة لكي تقول بصريح العبارة إن قفاطينها موجهة للملكات والأميرات. فقد أطلقت على كل زي اسم ملكة من الحاضر أو الماضي، إذ استهلت عرضها بقفطان «للا أم سيدي» إشارة إلى والدة الملك محمد السادس، مكون من أربع طبقات بتدرجات ألوان الأخضر والأكوامارين، أتبعته بقفطان مكون من ثلاث طبقات يحمل اسم السلطانة هيام، وآخر مكون من قطعتين فقط، وتغلب عليها لمسات عصرية باسم ملكة إسبانيا ليتيسيا، وآخر باسم الملكة رانيا يتماوج بالمرجاني والأصفر والأخضر الزيتوني. مسك الختام كان قفطانا باسم للا سلمى يجمع الأناقة الرفيعة بالتطريزات الغنية.
أما سميرة علالي، فقد قدمت مجموعة هجينة بين الغندورة، وهي قطعة مغربية أخرى تستعملها المرأة في أيامها العادية والمناسبات الخفيفة، والقفطان لتأتي النتيجة مزيجا بين الأناقة العالية والعملية المريحة. ولأنها حرصت على أن ترقى بها إلى مستوى الفخامة، فقد عززتها بأقمشة مثل الموسلين والمخمل، متلاعبة على الشفاف والسميك في القطعة الواحدة. يُذكر أن سميرة علالي عملت في مجالات كثيرة لم تجد فيها ما يُشفي غليلها، إلى أن وجهت أنظارها نحو القفطان الذي يُذكرها بالطفولة وتلك الصور المترسخة في ذهنها عن الأفراح، حيت تتباهى كل امرأة بقفطانها وجواهرها التقليدية. خطوتها الأولى كانت في مدينة مونتريال بكندا، حيث تخصصت في مجال «الكوتير» من معاهدها.
عندما عادت إلى المغرب في عام 2009، لم يكن لدها أدنى شك بأن مستقبلها هو القفطان. مكمن قوتها حسب المتابعين لأعمالها هي الألوان المتناقضة التي تنجح في تنسيقها مع بعض لتكتسب في النهاية تناغما مريحا للعين.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.