«أمازون» تطرح «أليكسا».. بقدرات موسيقية

مستفيدة من تجارب «سبوتيفاي» و«آبل ميوزيك»

جهاز «أمازون إيكو» الحاوي على المساعدة الصوتية «أليكسا»
جهاز «أمازون إيكو» الحاوي على المساعدة الصوتية «أليكسا»
TT

«أمازون» تطرح «أليكسا».. بقدرات موسيقية

جهاز «أمازون إيكو» الحاوي على المساعدة الصوتية «أليكسا»
جهاز «أمازون إيكو» الحاوي على المساعدة الصوتية «أليكسا»

أعلنت شركة أمازون أخيرًا عن إطلاق خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة، وهي خدمة تشغيل الموسيقي، تحت الطلب، والمسعرة شهريًا، والمنطلقة من خدمة «أليكسا» الصوتية المألوفة على جهاز المساعد الصوتي «إيكو أمازون». وهي الخدمة التي استحدثت للاستفادة من سوق الموسيقى المزدحم بالمشغلين والشركات المختلفة.
وتُظهر الخدمة الجديدة مواطن الذكاء الصناعي في خدمات أليكسا، مثل المقدرة على العثور على الأغنية من خلال القليل من المعلومات، وهي مماثلة للخدمة التي ظهرت لدى مساعد غوغل قبل أسابيع من ذلك.
موسيقى «أمازون»
بدأت خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة من خلال دليل (كتالوغ) يضم «عشرات ملايين الأغاني» – ولن تعلن «أمازون» عن الرقم الحقيقي لعدد الأغاني – إلى جانب قوائم التشغيل المنظمة والمحطات الشخصية. وتعد هذه الخطوة بأن تجعل من الخدمة الجديدة منافسًا كبيرًا في مواجهة خدمة آبل ميوزيك، وسبوتيفاي، وغير ذلك من خدمات تشغيل الأغاني والموسيقى بأكثر مما تقف خدمة أمازون برايم ميوزيك الأصلية في المواجهة، والتي تعمل من خلال كتالوغ محدود للغاية يضم نحو مليوني أغنية. وسوف يكون متاحا بغير تكاليف إضافية لأعضاء أمازون برايم ميوزيك. وفي كثير من الأحيان، عندما تطلب الاستماع إلى أغنية معينة عبر جهاز إيكو، تقوم خدمة أمازون برايم ميوزيك بتشغيل عينة منها على الفور.
وفي مواجهة المنافسة المحتدمة، يقول نائب رئيس أمازون لقطاع الموسيقى، ستيف بوم، في حديث لصحيفة «يو إس إيه توداي»: «لقد حصلنا على مقعدنا على الطاولة. وإننا أحد كبار موفري خدمات الموسيقى في العالم الآن».
في الأثناء ذاتها، سوف يكون المشغل الموسيقي الكبير، سبوتيفاي، متاحًا للمشتركين على إيكو. وينطبق الشيء نفسه على باندورا. وتبلغ تكلفة الخدمة على إيكو 4 دولارات في الشهر. ويمكن لأعضاء خدمة برايم (الذين يدفعون 99 دولارًا سنويًا لمثل تلك المزايا مثل الشحن المجاني في اليوم التالي لبعض المنتجات المختارة من أمازون إلى جانب التشغيل المجاني لأفلام وبرامج تلفزيونية معينة)، أن يشتركوا في خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة مقابل 7.99 دولار في الشهر أو 79 دولارًا في العام. أما المستخدمين من غير الأعضاء في خدمة برايم فيسددون 9.99 في الشهر. كما أن هناك فترة تجريبية تبلغ 30 يومًا.
والاشتراك في خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة يسمح لك بتشغيل الموسيقى على أي عدد من الأجهزة التي تمتلكها – ولكنها من إنتاج أمازون (إيكو، وإيكو دوت، وأمازون تاب، وفاير) إلى جانب الكومبيوترات، وأجهزة آبل، والأجهزة العاملة بنظام آي أو إس وآندرويد وسونوس.
حوار مع «أليكسا»
إذا كنت تريد الاستماع فقط إلى الأغاني على جهاز إيكو (أو جهاز دوت أو تاب)، يمكنك الحصول على خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة مقابل 3.99 دولار في الشهر. وهو رقم أرخص بكثير من الشركات المنافسة.
وكجزء من العرض، أعادت أمازون تصميم التطبيق الموسيقي مع تصميم الألبوم، والتوصيات المخصصة، وقراءة كلمات الأغاني. وأثناء تشغيل الموسيقى من خلال خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة على الكومبيوتر أو الهاتف، لن تتمكن من استخدام أليكسا لطلب تشغيل تلك الأغاني، حيث يقتصر صوت أمازون الرقمي على إيكو، وفاير، وغير ذلك من الأجهزة التي توجد فيها الخدمة بالفعل.
وبصرف النظر عن الأسعار المرتفعة، تحاول أمازون الاعتماد على البساطة والتي تأتي من خلال الصوت لتمييز منتجاتها. إذ يمكنك التفاعل مع أليكسا بطريقة حوارية، والتي تبشر بأن تكون مفيدة على نحو خاص إذا لم تتذكر اسم الأغنية أو بعض من الكلمات فحسب. فقد تسأل وتقول: «أليكسا، شغلي أغنية غرين داي الجديدة»، أو «أليكسا، شغلي الأغنية التي تحتوي على ’لن نكبر في العمر أبدا‘»، وسوف تقوم أليكسا أغنية «Closer» لفريق «The Chainsmokers». كما يمكنك استخدام صوتك أيضًا في طلب الأغاني من خلال النوع «تشغيل الأغاني الحزينة» أو «تشغيل الأغاني القديمة من عام 1977».
وتقول شركة أمازون إنها سوف تحصل على كل الإصدارات الجديدة عندما تحصل على الخدمات الأخرى، وسوف تكون كل المواد متاحة لدينا (من غير أية مواد حصرية). وسوف يدلي أعضاء الفرق الموسيقية مثل «The Chainsmokers»، وجايسون الدين، وليندسي ستيرلينغ، وستينغ، ونورا جونز، وفريق «One Republic»، وفريق «Kongos»، وغيرهم من المطربين، بالتعليقات على بعض الإيقاعات، من خلال خاصية الاستماع مرة أخرى التي تسميها شركة أمازون خاصية «سايد باي سايد».
تصل خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة قبل إصدار جهاز غوغل هوم المنافس لجهاز إيكو من إنتاج شركة غوغل، والذي سوف يزيد من منافسة مساعد غوغل والخدمات الموسيقية من موقع «يوتيوب» وغيره من المواقع. وفي المستقبل القريب، فإننا نتطلع إلى المقارنة بين الأغاني عبر الطلبات في خدمة موسيقى أمازون غير المحدودة على جهاز إيكو، في مقابل الخدمات الأخرى على مساعد غوغل وجهاز غوغل هوم.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».