كان مارك إيسيغ متجهًا إلى مقعده في رحلة بالطائرة من تشارلوت إلى آشفيل، في ولاية كارولينا الشمالية، الأسبوع الماضي عندما لاحظ مسافرًا غير اعتيادي على متن الطائرة؛ فقد كان المسافر بطة، تتحرك في ممر الطائرة، مرتدية حذاء أحمر، وحفاظة «كابتن أميركا». وتم تقديم البطة إلى الركاب، الذين باتوا يشعرون بالتسلية والمتعة، وهي دانييل تورداكين ستينكربات، أو دانييل اختصارًا. إنها بطة هندية تبلغ من العمر 4 أعوام ونصف، وتقول صاحبتها إنها الحيوان الذي يقدم لها الدعم العاطفي المعنوي. وأخبر إيسيغ صحيفة «واشنطن بوست»: «لقد سمعت بعض الهمهمات شبه الانتقادية مثل عبارة (الآن رأيت كل شيء في الحياة)، لكن كان أكثر المسافرين سعداء بوجود بطة على متن طائرة، كما ينبغي لهم أن يكونوا».
ومثل الكثير من المسافرين الآخرين، التقط إيسيغ بعض الصور لدانييل، ومرافقته أثناء الصعود إلى الطائرة. وبعد إقلاع الطائرة حاول إيسيغ التركيز على قراءة كتاب خفيف أثناء الرحلة، لكنه ظل يسترق النظر بين الفينة والأخرى من دون قصد إلى البطة، التي تبعد عنه صفًا باتجاه اليمين. عندما رأى البطة تنظر من النافذة، لم يستطع مقاومة التقاط صورة أخرى لها؛ وبعد الرحلة نشر إيسيغ صوره على موقع «تويتر». وكتب في أول تغريدة له على الموقع: «كانت هذه هي دانييل، رفيقتي الجميلة في الرحلة من تشارلوت إلى آشفيل»، ثم كتب بعد ذلك تغريدة أخرى هي: لقد «خفف صوتها الرقيق من حزني لمغادرة مؤتمر تحالف الطعام الجنوبي في المسيسيبي». وكتب أيضًا: «لقد كنت أتوقع أن يكون هذا مسليًا لبعض أصدقائي». مع ذلك ما لم يكن يتوقعه هو انتشار الصور على هذا النحو. لقد تبين أن بطة ترتدي حذاء وحفاظة، وتوجد على متن طائرة، أمرًا يفوق قدرة الإنترنت على الاحتمال.
ونشر إيسيغ صورتين آخريين ومقطعًا مصورًا؛ واحدة تظهر فيها دانييل بالحذاء الأحمر والحفاظة، وأخرى تظهر فيها وهي تهزّ ذيلها، وهي علامة تقول صاحبتها إنها دلالة على سعادتها. وتم مشاركة التغريدتين آلاف المرات.
مع ذلك كانت الصورة الأكثر شهرة وانتشارًا هي صورة لدانييل وهي تنظر بيأس من نافذة الطائرة، وكتب إيسيغ تعليقًا عليها: «دانييل البطة في رحلتي تحب التطلع إلى السحاب». وتم إعادة نشر تلك الصورة أكثر من 5 آلاف مرة، وحازت على أكثر من 11 ألف إعجاب.
وقال إيسيغ: «رأس البطة ذات شكل مميز، ولنافذة الطائرة شكل مميز أيضًا؛ لذا تم الجمع بين شكلين مميزين لا يجتمعان في الظروف العادية، وجذب هذا أنظار الناس».
أمتعت هذه المقابلة إيسيغ، لكنها أثارت فضوله أيضًا بشأن استخدام البط كحيوان أليف بغرض تقديم الدعم المعنوي، فهو مؤلف كتاب «وحوش أقل شأنًا» الذي يتناول علاقة الإنسان المركبة بالخنازير. وبعد الرحلة، بدأ يبحث في سلالة دانييل، واكتشف أنها من سلالة «رانر» الهندية التي لا تطير. وبعد يومين من التغريدات، أصبحت دانييل مثار الأحاديث على الإنترنت، وظهرت في تقارير على «إي بي سي نيوز»، و«كوزموبوليتان»، وغيرها من المواقع الإلكترونية.
كان هذا الاهتمام مفاجئًا لصاحبة دانييل، كارلا فيتزغيرالد، من ويسكونسن، حيث أوضحت: «لأن وجود بطة للدعم العاطفي أمر طبيعي بالنسبة لي، إنه الوضع الطبيعي الجديد بالنسبة لي».
يذكر أن كارلا تبنت دانييل عام 2012، حين كان عمرها عامين، وبعد أقل من عام، تعرضت كارلا، التي تقود عربة يجرّها حصان، لحادث سير خطير. وأصيب الحصان إصابة بالغة، وظلت كارلا عاجزة عن الحركة لأشهر. وبعد الحادث، بدأت دانييل تدرك أن الأمور قد تغيرت، وبدأت تستجيب دون أي تدريب. وقالت فيتزغيرالد: «كانت تلاحظ أي سوء أو خطأ، سواء كان ما أشعر به من ألم، أو اضطراب ما بعد الصدمة. لقد كانت ترقد فوقي، وتحضنني، وتقبلني».
ومنذ وقوع ذلك الحادث ودانييل ترافق كارلا أينما ذهبت. وقد قدمت وثيقة من طبيبها يوضح فيها أن مرافقة دانييل لها أمر جيد، ويقدم لها دعمًا خلال الرحلة، حيث يجعلها تمر بسلام.
*خدمة واشنطن بوست
خاص بـ {الشرق الأوسط}
بطة هندية.. مرافقة مرخصة لأغراض الدعم العاطفي على متن الطائرة
صاحبتها لا تبتعد عنها قط
بطة هندية.. مرافقة مرخصة لأغراض الدعم العاطفي على متن الطائرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة