الوزير السعودي السبهان يؤكد حرص بلاده على الاستمرار في رعاية لبنان

يوم حافل له بين المناطق اللبنانية.. ويلتقي القيادات السياسية

الرئيس اللبناني الأسبق آمين الجميل  لدى لقائه وزير الدولة السعودي لشؤون مجلس  التعاون الخليجي في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني الأسبق آمين الجميل لدى لقائه وزير الدولة السعودي لشؤون مجلس التعاون الخليجي في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
TT

الوزير السعودي السبهان يؤكد حرص بلاده على الاستمرار في رعاية لبنان

الرئيس اللبناني الأسبق آمين الجميل  لدى لقائه وزير الدولة السعودي لشؤون مجلس  التعاون الخليجي في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني الأسبق آمين الجميل لدى لقائه وزير الدولة السعودي لشؤون مجلس التعاون الخليجي في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)

تنقل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، بين المناطق اللبنانية أمس، متابعا جولته على القيادات اللبنانية التي حملته أمس إلى أكثر من 10 مقرات رسمية وغير رسمية حاملا معه رسالة واحدة مفادها أن «المملكة حريصة على لبنان»، ودروعا تذكارية وزعها على القيادات اللبنانية التي زارها.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، وحتى المساء، جال الموفد السعودي، الذي عمل في وقت سابق ملحقا في السفارة في بيروت قبل تعيينه سفيرا في بغداد، ومن ثم وزيرا، برفقة القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت، وليد بن عبد الله البخاري، على رؤساء الحكومة السابقين، حيث زار الرئيس فؤاد السنيورة، ثم زار الرئيس نجيب ميقاتي، الذي قال إنه لمس منه «حرص المملكة، ملكا وقيادة، على الاستمرار في رعاية لبنان، كما كانت دائما، ومواكبة التطورات الحاصلة، فالمملكة لم تكن يوما بعيدة عن لبنان واللبنانيين، ففي أشد الظروف التي مر بها لبنان وأصعبها، كانت خير أخ كبير له». كذلك، تحدث عن الاستحقاق الرئاسي، وركز الوزير على أن «المملكة يهمها الاستقرار في لبنان وأن تكون داعمة لما يجمع عليه اللبنانيون». وردا على سؤال عما إذا كانت السعودية تدعم خيار الانتخاب الذي سيتم الاثنين، قال: «المملكة لا تتدخل في هذا الموضوع بل تتحدث عن الوضع عموما، وسيان لديها من سيكون رئيسا للجمهورية، ويهمها المحافظة على وحدة اللبنانيين ويعود السلام والهدوء والاستقرار إلى لبنان في المرحلة المقبلة».
كذلك زار الوزير السعودي الرئيس سعد الحريري في حضور مدير مكتبه نادر الحريري، وتم خلال اللقاء عرض آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. وفي نهاية اللقاء، قدم السبهان هدية تذكارية للحريري، عربون محبة وتقدير وغادر من دون الإدلاء بأي تصريح.
ثم انتقل الموفد السعودي إلى لقاء مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، في حضور وزيري الصحة، وائل أبو فاعور، والزراعة، أكرم شهيب، والنائب غازي العريضي. كما زار كلا من دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث التقى الشيخ عبد الأمير قبلان. ولاحقا زار البطريرك الماروني بشارة الراعي في مقر البطريركية المارونية في بكركي.
وعصرا توجه السبهان إلى الرابية، للقاء رئيس تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب العماد ميشال عون، ومن ثم انتقل إلى معراب للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، وقدم لهما دروعا تذكارية أيضا.
وكان السبهان استهل زيارته للبنان بزيارة رؤساء الجمهورية السابقين، حيث التقى الرئيس ميشال سليمان الذي شدد خلال اللقاء على أهمية «وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الاعتدال اللبناني ومساعدته على تحييد لبنان عن سياسة المحاور»، متمنيا من المملكة «إعادة النظر في تجميد الهبة الاستثنائية التي قدمتها إلى الجيش اللبناني لدعمه في مواجهة الإرهاب، لأنه يخوض هذه المعركة دفاعًا عن لبنان، ويسجِّل نجاحات يستفيد منها (محور الاعتدال العربي)».
كذلك زار الموفد السعودي بكفيا، حيث التقى الرئيس أمين الجميّل وتمت مناقشة الأوضاع الإقليمية الساخنة. وتطرقت المحادثات إلى الشأن الداخلي في ضوء الحراك المتصل بانتخاب رئيس للجمهورية. وكانت قراءة مشتركة لأهمية الاستقرار والحفاظ على تاريخ لبنان العريق بديمقراطيته ونظامه البرلماني. وشدد الوزير السعودي على تضامن المملكة مع لبنان دولة وشعبًا.
ومن المقرر أن يلتقي السبهان، اليوم السبت، رئيس مجلس النواب، نبيه بري، رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجيه، ووزير الداخلية، نهاد المشنوق، وقائد الجيش، العماد جان قهوجي، على أن يولم الحريري على شرفه مساء السبت.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.