أنقرة: «درع الفرات» ستتواصل حتى السيطرة على الباب.. ولن تتقدم إلى حلب

شمال سوريا يشهد أول اشتباك مباشر بين تركيا وقوات النظام السوري

قوات من الجيش السوري الحر تستهدف عناصر «داعش» في بلدة مارع بريف حلب من فوق «تل مضيق» اول من امس ضمن عملية «درع الفرات» (غيتي)
قوات من الجيش السوري الحر تستهدف عناصر «داعش» في بلدة مارع بريف حلب من فوق «تل مضيق» اول من امس ضمن عملية «درع الفرات» (غيتي)
TT

أنقرة: «درع الفرات» ستتواصل حتى السيطرة على الباب.. ولن تتقدم إلى حلب

قوات من الجيش السوري الحر تستهدف عناصر «داعش» في بلدة مارع بريف حلب من فوق «تل مضيق» اول من امس ضمن عملية «درع الفرات» (غيتي)
قوات من الجيش السوري الحر تستهدف عناصر «داعش» في بلدة مارع بريف حلب من فوق «تل مضيق» اول من امس ضمن عملية «درع الفرات» (غيتي)

أعلنت أنقرة تحديها محاولات النظام السوري والقوات المتحالفة معه عرقلة تقدمها في شمال سوريا من أجل السيطرة على المنطقة الآمنة التي تهدف إلى إقامتها، على حدودها، بالاستعانة بقوات الجيش السوري الحر، مشددة في الوقت نفسه على أن هدفها هو الباب ومنبج، وليس حلب، وأنها لن تتقدم أكثر من المناطق التي تخطط لتأمينها من «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب، ذراعه العسكرية.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعد قصف إحدى الطائرات التي يعتقد أنها تابعة للنظام السوري القوات المدعومة من تركيا، إن عمليات الجيش التركي في سوريا تهدف إلى تأمين السيطرة على بلدتي الباب ومنبج، لكنه لا يعتزم أن يمد هذه العمليات إلى مدينة حلب، في طمأنة لروسيا التي تقدم الدعم الاستخباراتي لعملية درع الفرات التي تدعم فيها تركيا قوات الجيش الحر شمال سوريا، وتأكيدا في الوقت نفسه على استمرار العملية حتى تحقيق جميع أهدافها.
ولا ترغب روسيا في تقدم «درع الفرات» ودخول القوات السورية المدعومة من تركيا إليها، لأن ذلك سيمثل إضعافا لدفاعات النظام السوري في حلب.
وأضاف إردوغان، في خطاب أمام عمد القرى والأحياء في لقاء دوري يعقد بالقصر الرئاسي في أنقرة: «لنبدأ معركة مشتركة ضد التنظيمات الإرهابية. لكن حلب ملك لأهلها. علينا أن نوضح ذلك».
ويطالب إردوغان التحالف الدولي بالقيام بعملية مشتركة لتحرير الرقة من تنظيم داعش بشرط إبعاد القوات الكردية عن المشاركة فيها، لمخاوف لدى أنقرة من نشوء كيان كردي على حدودها.
وجاءت تصريحات إردوغان بعد تحذير قوات موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد تركيا من مغبة أي تقدم صوب مواقعها شمال وشرق حلب، قائلة، إن أي تحرك من هذا النوع سيواجه «بكل حزم وقوة».
ورد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على هذه التهديدات خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السوداني إبراهيم الغندور في أنقرة أمس، معلنا: «أنقرة لن توقف عملياتها داخل سوريا بعد أن قصفت طائرة هليكوبتر يشتبه أنها تابعة للجيش السوري مقاتلين من المعارضة السورية تدعمهم تركيا».
وقال الجيش التركي إن الهجوم وقع في وقت متأخر ليل الثلاثاء (أول من أمس)، وأسفر عن مقتل اثنين من عناصر الجيش الحر وإصابة خمسة آخرين، فيما بدا أنه أول اشتباك مباشر مع القوات السورية منذ أن دخلت تركيا والجيش الحر شمال سوريا في 24 أغسطس (آب) الماضي.
وقال جاويش أوغلو، إن القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد تواصل قصف مقاتلي المعارضة وليس تنظيم داعش الإرهابي. وأضاف أن عمليات الجيش التركي لتطهير منطقة الحدود من التنظيم ستستمر حتى تسيطر القوات المعارضة المدعومة من أنقرة على مدينة الباب السورية.
وتابع أن عملية مخطط لها لاستعادة مدينة الرقة السورية من قبضة «داعش» وينبغي تنفيذها من جانب قوات محلية ودون مشاركة من وحدات حماية الشعب الكردية.
واعتبر جاويش أوغلو أن مطالبة النظام السوري وحلفائه بخروج عناصر «النصرة» من حلب، ليس هدفه تحقيق الأمن والاستقرار فيها، وإنما من أجل الاستيلاء على المدينة. وشدد على أن استهداف النظام الجيش السوري لن يثني تركيا مع قوات التحالف عن عزيمتها في مكافحة «داعش»، وأن عملية درع الفرات ستتواصل، وهدفها هو تطهير المنطقة من «داعش».. العملية ستتقدم حتى مدينة الباب بريف حلب الشمالي.
وكان الجيش التركي أعلن أمس أن طائرة هليكوبتر يعتقد أنها تابعة للنظام السوري أسقطت براميل متفجرة على المعارضة المدعومة من أنقرة، الليلة السابقة، في أول اشتباك مباشر، فيما يبدو، مع قوات النظام السوري منذ أن توغلت تركيا في شمال سوريا.
وذكر الجيش التركي، في بيان، أن طائرة هليكوبتر «يفترض أنها تابعة لقوات النظام» قصفت المقاتلين في قرية قرب بلدة أخترين التي تقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرقي دابق، التي كانت معقلا سابقا لتنظيم داعش، وانتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليها مؤخرا.
وقال البيان إن اثنين من المقاتلين المدعومين من أنقرة قتلا وأصيب خمسة آخرون.
في الوقت نفسه، قال الجيش التركي إنه استهدف 99 موقعًا لـ«داعش»، و18 تابعة للقوات الكردية شمال سوريا.
ولفت إلى بسط سيطرة عناصر المعارضة على مناطق أخترين، وتل نايف، والقصار، وثلاثينة شمال حلب، ومواصلتها تمشيط المنطقة وتطهيرها من الألغام التي زرعها تنظيم داعش في وقت سابق.
وأكد استشهاد عنصرين من الجيش السوري الحر، وإصابة 5 آخرين جراء برميل متفجر ألقته مروحية عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في منطقة تل نايف. كما أن عنصرين آخرين من المعارضة «استشهدا»، وأصيب 21 آخرون بجروح، في هجوم لـ«داعش» بسيارة مفخخة جنوب ناحية أخترين، إلى جانب تضرر 7 سيارات للمعارضة، بحسب البيان.
وأشار البيان إلى أن المعارضة السورية تمكنت من السيطرة على 163 منطقة مأهولة بالسكان (مدينة، وبلدة، وقرية)، واقعة على مساحة تقارب ألفًا و300 كيلومتر مربع شمال سوريا من يد تنظيم داعش منذ انطلاق عملية درع الفرات في 24 أغسطس. وشنت مقاتلات التحالف الدولي غارات على مواقع «داعش» في منطقة سوسيان شمال حلب، قضت فيها على عنصرين منه، بحسب بيان الجيش التركي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.