المغرب: «الاتحاد الاشتراكي» المعارض يعلن مساندة ابن كيران في تشكيل الحكومة

ساجد ينتظر عرضًا مناسبًا.. وعرشان: لم نأت لطلب المناصب

المغرب: «الاتحاد الاشتراكي» المعارض يعلن مساندة ابن كيران في تشكيل الحكومة
TT

المغرب: «الاتحاد الاشتراكي» المعارض يعلن مساندة ابن كيران في تشكيل الحكومة

المغرب: «الاتحاد الاشتراكي» المعارض يعلن مساندة ابن كيران في تشكيل الحكومة

خلافا للموقف الذي عبر عنه إبان ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية المغربية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، واتهامه حزب العدالة والتنمية بـ«الاستمرار في الاستهانة بالمؤسسات الدستورية، وعدم احترام الأعراف الديمقراطية، والسعي لتأويل الدستور تأويلا سلبيا»، أعلن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض عن مساندة عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المكلف في مهمة تشكيل الحكومة المقبلة.
وقال إدريس لشكر، الأمين العام لـ«الاتحاد الاشتراكي»، عقب لقائه ابن كيران مساء أول من أمس بمقر الحزب في الرباط، إن حزبه «سيعمل على تيسير مهمة ابن كيران لتشكيل الحكومة الجديدة، ونجاحه في هذه المهمة»، مشيرا إلى أن حزبه «ينتظر عرض رئيس الحكومة بعد انتهاء المشاورات مع الأحزاب السياسية المتبقية، وبعد أن تكتمل الصورة لدى رئيس الحكومة».
وكان «الاتحاد الاشتراكي» قد انتقد النتائج التي أسفرت عنها انتخابات السابع من أكتوبر، وقرر توجيه مذكرة إلى الملك محمد السادس بشأنها، وقال إنها «لم تؤد إلى فرز حقيقي بين الأغلبية والمعارضة»، حيث تقدم في هذه الانتخابات حزبان من كلا الصفين، في الوقت الذي تراجعت فيه باقي الأحزاب، في إشارة إلى حزبي «العدالة والتنمية» و«الأصالة والمعاصرة» المعارض، مشككا في «القطبية المصطنعة» بينهما، لأنها «غير مبنية على أي سند سياسي، أو اختيارات اقتصادية أو اجتماعية».
وتراجع الحزب في الانتخابات وحل سابعا بـ20 مقعدا فقط، إذ خسر 19 مقعدا نيابيا مقارنة مع انتخابات 2011.
وأوضح لشكر الذي كان مرفوقا بالحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية للحزب، أن المذكرة التي وجهها حزبه للملك تتعلق بتطوير العملية الانتخابية في المستقبل لتكون نزيهة وشفافة، وكيفية تطوير العملية السياسية في البلاد. وأضاف أن الحزب تلقى بعدها «دعوة كريمة من ابن كيران»، مشيرا إلى أنه «خلافا للادعاءات لم تكن لحزبه أي موقف من مقابلة رئيس الحكومة».
وتواصلت أمس مشاورات تشكيل الحكومة بلقاء ابن كيران مع محمد ساجد الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري المعارض، وعبد الصمد عرشان الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية.
وبينما عبر ساجد عن رغبة حزبه بتلقي «عرض مناسب من طرف رئيس الحكومة»، لمناقشته مع أجهزة الحزب ومع حليفه السياسي، حزب التجمع الوطني للأحرار، أعلن عرشان أن حزبه سيستمر في المساندة النقدية لرئيس الحكومة، ولتجربته الحكومية المقبلة، وقال بهذا الخصوص: «نحن لم نأت لطلب المناصب والحقائب الوزارية، بل إن مصلحة البلد والمصلحة العامة هي الهدف الذي نسعى له».
في سياق متصل، طالبت لطيفة بوشوة، رئيسة فيدرالية رابطة حقوق النساء، بإشراك النساء في المشاورات الحالية لتشكيل الحكومة الجديدة، كما طالبت بأن تتولى امرأة رئاسة مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، لأن «النساء يمتلكن أيضا القدرة على اتخاذ القرارات السياسية، ويمتلكن وعيا سياسيا».
وأوضحت رئيسة الفيدرالية، أمس، خلال مؤتمر صحافي عقد بالرباط لتقديم تقريرها بشأن مراقبة الانتخابات، ومدى احترام تمثيل النساء فيها، إن حضور النساء كوكيلات للوائح المحلية (6 وكيلات) كان ضعيفا، مشيرة إلى أن النساء شكلن 45 في المائة من الهيئة الناخبة، مقابل 55 في المائة من الرجال، وثمنت بوشوة التقدم على مستوى نسبة التمثيلية النسائية بالبرلمان، والانتقال من 17 إلى 21 في المائة.
وأقرت الفيدرالية، في تقريرها، أن «الانتخابات مرت عموما في أجواء إيجابية من الناحية المعيارية والعملية، وكانت سليمة وتستجيب لقواعد النزاهة والشفافية». كما سجل التقرير حدوث «تطور على مستوى الوعي بأهمية المشاركة وتمثيل النساء»، مشددا على ضرورة تقديم توصية للأحزاب السياسية لتعزيز حضور النساء كمرشحات، وتحسين ترتيبهن في اللوائح، والدفع بهن لإدارة الحملات وتتبعها ومراقبة العملية الانتخابية.
وأوصى التقرير أيضا بمراجعة الأنظمة الداخلية للبرلمان بغرفتيه، ووضع آليات وفقا لمقاربة النوع لضمان تعزيز وجود النساء في أسمى مواقع القرار مناصفة مع الرجال، إضافة إلى توسيع تمثيل النساء في الحكومة المقبلة على قاعدة المقتضيات الدستورية، والرهانات الوطنية والعالمية في مجال التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وسن قانون تنظيمي لمنع استغلال الأطفال في الحملات الانتخابية.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.