أفلام القطارات.. حكايات متنوعة عبر شاشات السينما

ما الذي رأته راشيل من نافذة القطار؟

إميلي بلنت في لقطة من فيلم {الفتاة في القطار} - لي مارفن (اليمين) ضد أرنست بورغنين على سطح القطار في فيلم من توقيع روبرت ألديتش
إميلي بلنت في لقطة من فيلم {الفتاة في القطار} - لي مارفن (اليمين) ضد أرنست بورغنين على سطح القطار في فيلم من توقيع روبرت ألديتش
TT

أفلام القطارات.. حكايات متنوعة عبر شاشات السينما

إميلي بلنت في لقطة من فيلم {الفتاة في القطار} - لي مارفن (اليمين) ضد أرنست بورغنين على سطح القطار في فيلم من توقيع روبرت ألديتش
إميلي بلنت في لقطة من فيلم {الفتاة في القطار} - لي مارفن (اليمين) ضد أرنست بورغنين على سطح القطار في فيلم من توقيع روبرت ألديتش

توحي القطارات بالكثير. يمر بك القطار في ربوع قاحلة وعبر مدن مكتظة على حد سواء. يدخل الأنفاق كما لو كان يطوي كتابًا ويخرج منها كما لو كان يفتح كتابًا آخر. تجد نفسك فوق صفحة مياه صافية أو على حافة واد عميق.. من بعيد قد يمتلئ الأفق بالأشجار، أو قد تجد صفوفًا من المنازل المتراصة.
إن كنت مبدعًا أو ذا خيال جيد فقد تسأل نفسك ما الذي يحدث في داخل تلك البيوت في اللحظة التي يمر القطار بها؟‬ماذا لو دخل القطار نفقًا ولم يخرج منه؟ ماذا لو مر ببطء أمام شخص وقف ينظر إليه وهذا الشخص كان أنت؟
الحكايات تنطلق عادة من مثل هذه الأفكار وتنتهي بالكتّاب وهم يحاولون الإتيان بإجابات منطقية قدر الإمكان، خيالية إلى حد بعيد. تطرح أسئلة حول الركّاب وأخرى حول العالم الذي يمتد وراء نوافذ القطار.
في الركب ذاته، يأتي الفيلم الجديد «الفتاة في القطار» (The Girl on the Train). قصّة ضخمة في صفحاتها وضعتها البريطانية بولا هوكينز حول امرأة شابة تركب القطار من بيتها لعملها في مدينة لندن كل يوم، وذات يوم تشاهد أمرًا لافتًا في أحد البيوت التي يمر القطار بها. تعتقد، ثم تؤمن، بأنها تعرف هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في البيت. كل يوم تنظر من نافذة القطار إلى ذلك البيت، وتكتشف جديدًا حول ساكنيه حتى يصيبها اعتقاد راسخ بأن من يعيش فيه هم شخوص مرّوا في حياتها بالفعل: مطلقها وعشيقته التي تحوّلت إلى زوجته. ذات يوم تشهد ما بدا أنه جريمة قتل.
لا أدري سرعة ذلك القطار لكن يبدو أنها بطيئة أو أن القطار يتمهّل كلما مرّ بذلك البيت. لعل السائق بدوره يشارك المرأة ذلك الفضول. لكن الفيلم الذي أخرجته تايت تايلور ينقل الأحداث إلى ضواحي نيويورك ويتمسّك بالحكاية مصدرًا للغز حول ما إذا شهدت بطلته راشيل (إميلي بْلنت) جريمة قتل أم لا وماذا ستفعل تبعًا لذلك.

من القاتل

الروائية أغاثا كريستي كتبت في سنة 1957، رواية سميت في لندن «4:50 من بادينغتون» وفي الولايات المتحدة نشرت بعنوان مختلف هو «ما الذي رأته مسز مكيلكودي؟». لم يتم تحويلها إلى فيلم، حسب علمي، لكنها تنطلق من الموقف ذاته: راكبة قطار تشهد جريمة قتل ترتكب عندما مر القطار بأحد البيوت.
الحبكة ذاتها لكن القصّتان تختلفان بعد ذلك. ما يجمعهما هو أنهما ينطلقان في موقع واحد وهو القطار ما يذكرنا بأن كثيرًا من الأفلام استخدمت القطار كمكان فريد لوضع الحبكة أو لزرعها حتى وإن غاب القطار عن الظهور لاحقًا.
أغاثا كريستي كتبت قبل «4:‬50 من بادينغتون»، رواية أشهر بعنوان «جريمة في إكسبرس الشرق» Murder on the Orient Express في سنة 1934. هناك تقع كل الأحداث في‫ ذلك القطار حيث يحاول التحري هركيل بوارو معرفة من القاتل ليكتشف أن الجريمة كان لها أكثر من ذراع فاعل.‬
هذه الرواية تناولتها السينما مرات عدة. هناك فيلم سدني لوميت، وهو أشهر هذه الاقتباسات، وأخرجه سنة 1974 مع ألبرت فيني في الدور الأول ولفيف كبير من الممثلين حوله. ثم هناك اقتباسات تلفزيونية عدّة وحاليًا يقوم المخرج كنيث برانا بإعداد فيلم جديد عن الرواية ذاتها مع جوني دَب وميشيل فايفر وجودي دنش ومايكل بينا بينما يلعب كينيث دور التحري بوارو.
في القطار وحوله قام المخرج ألفرد هيتشكوك بإخراج فيلمين يحتويان مشاهد قطار: «السيدة تختفي» (1938) عن رواية للكاتبة إيثل لينا وايت و«غريبان في قطار» (1951) وهو عن رواية لكاتبة أخرى، كشأن كل ما سبق، هي باتريشا هايسميث.
الفيلم الأول دار حول راكبتين شابة وعجوز تعرفتا على بعضهما بعضًا في محطة. بعد قليل من ركوب القطار تخلد الشابة (مرغريت لوكوود) للنوم. عندما تستيقظ تكتشف اختفاء المرأة الأكبر سنًا (ماي ويتي). القطار لم يتوقف في أي مكان مما يعني أنها ما زالت فيه، لكن كل من تسألهم بطلة الفيلم ينفون أنهم شاهدوها مع المرأة التي تبحث عنها.‬
غريبان في قطار» ‬يختلف في الحكاية كثيرًا، لكنه يبدأ برجلين يتعرفان على بعضهما في القطار. برونو (روبرت ووكر) يعرض على غاي (فارلي غرانجر) أن يرتكب كل منهما جريمة قتل المرأة التي يعرفها الآخر، بحيث لا يمكن للبوليس (الذي يبحث عادة عن الدافع بناء على معرفة المتهم بالضحية) معرفة من القاتل ولماذا؟
بالطبع استخدم هيتشكوك القطار أكثر من مرّة منها في «شمال شمالي غرب» (North by Northwest) سنة 1959، لكنه استخدم فيه أيضًا الطائرة. القسم الذي يتعلق بالقطار فيه طيف من المواقف العاطفية والكوميدية ضمن القالب التشويقي العام الذي تقع فيه الأحداث.

سنوات اليأس الاقتصادي

الحال أن أفلام القطارات كثيرة، ومن العجيب كيف تتخذ أشكالاً روائية مختلفة ومتعددة. بدءًا من عام 1903 عندما قدّم إدوين س. بورتر فيلمه المهم «سرقة القطار العظيمة» ثم عندما قام العبقري باستر كيتون بتحقيق فيلمه «الجنرال» الذي ينطلق بمقطورة واحدة لينقذ حبيبته الموجودة في المعسكر الشمالي خلال الحرب الأهلية الأميركية.
منذ تلك الفترة وإلى اليوم تمتد عشرات الأفلام التي تستخدم القطار على نحو أو آخر. كل قطار (أو فيلم) منها يحمل حكاية مختلفة.
في الثلاثينات أنجبت هوليوود عددًا كبيرًا من أفلام القطارات ودوما محملة بحكايات مشوّقة. هناك «يونيون باسيفيك» (سيسيل ب. دميل، 1939) و«القرن العشرون» (هوارد هوكس، 1934) و«شنغهاي إكسبرس» (لجوزف فون ستروهايم، 1932) وإنه الطابع القاسي لفترة سنوات اليأس الاقتصادية في مطلع الثلاثينات الذي ألهم المخرج الراحل هال أشبي عندما أخرج «جدير بالمجد» سنة 1976 عن حياة المغني وودي غوثري (لعبه ديفيد كارادين) الذي كان ينتقل في مقطورات الشحن في الولايات الوسطى ليغني للمزارعين المنكوبين ولعمال النقابات ويشارك في الخناقات التي كانت تقع بين هؤلاء وأزلام أصحاب العمل.
قبله بثلاثة أعوام فقط قام روبرت ألدريتش بتحقيق فيلم عن الفترة ذاتها من وجهة نظر أخرى: لي مارفن هو العاطل عن العمل والمفلس دائمًا الذي يركب القطارات خفية. أرنست بورغنين هو حارس القطارات الذي عليه أن يمنع السفر المجاني، وهو يفعل ذلك بكل قسوة ممكنة. كلاهما يتواجه كند للآخر على خلفية تلك الفترة الاقتصادية الصعبة ذاتها.
ومن بين أفلام القطارات التي تتعامل مع فترة لاحقة، هي فترة الحرب العالمية الثانية، فيلمان جديران بالاهتمام: «القطار»، سنة 1964 لجون فرانكنهايمر مع بيرت لانكاستر في دور أحد المقاومين للنازية الذي عليه، وعلى زملائه، إيقاف قطار محمّل باللوحات الفنية والمقتنيات الثمينة يحاول الألمان تهريبها قبيل نهاية الحرب.
بعد عامين، رأينا التشيكي جيري منزل ينجز «قطارات مراقبة عن كثب» المحمّل بالرموز العاطفية حول مراهق يعمل في محطة صغيرة لقرية بعيدة.
والقطار لعب دورًا كبيرًا في أفلام عدّة دارت في رحى الحرب العالمية الثانية. كثيرة هي الأفلام التي صوّرت قطارات النازيين وهي تحتشد باليهود المقبوض عليهم لإرسالهم إلى المعتقلات. في الواقع تحوّلت القطارات في كثير من هذه الأفلام إلى رمز لما وقع لليهود آنذاك كون القطارات، كما شاهدنا في «قائمة شيندلر»، استخدمت لنقل اليهود لوجهة واحدة لا عودة منها.
بعض الأفلام عادت إلى تلك الفترة بالذاكرة فقط كما حال «جسر كاساندرا» لجورج بان كوزماتوس (1976) حيث يتعرض الركاب لخطر فيروس قاتل على متن القطار المتوجه عبر دول الوسط الأوروبي. من بين هؤلاء المسافر اليهودي هرمان (لي ستراسبيرغ) الذي يخصص له الفيلم مشاهد فلاشباك (تبقى دخيلة على الموضوع مهما كان العذر من ورائها) لتجربة مرّ بها سابقًا عندما قبض النازيون عليه.

حكايات مثيرة

لكن «جسر كاساندرا» قبل ذلك وبعده فيلم أكشن يشبه في منواله كثير من الأفلام الأخرى، التي وظّفت فكرة القطار لخلق تشويق عال.
في عام 1985 قام الروسي أندريه كونتشالوفسكي، وخلال الحقبة التي عاشها في هوليوود، بتحقيق فيلم جيد بعنوان «قطار الهروب» مع جون فويت وإريك روبرتس حول مجرمان هاربان يركبان قطارًا منطلقًا عبر جبال ألاسكا.
والقطارات التي لا يمكن إيقافها لعطل تقني طرأ عليها بالقصد أو على نحو طبيعي كثيرة بدورها، ودائمًا ما حملت للجمهور احتمال حدوث كارثة مدوية كما كان الحال في «خطف بيلام 1 2 3»، في نسختيه الأولى 1974 إخراج جوزف سارجنت والثانية سنة 2009 لتوني سكوت.
توني سكوت عام في العام التالي، وقدّم حكاية مثيرة أخرى عن قطار منطلق يهدد بسحق كل محاولات تعطيله هو «لا يمكن إيقافه» Unstoppable، وكلاهما من بطولة دينزل واشنطن.
ومن دون أن ننسى «دكتور زيفاغو» و«لقاء مختصر» (وكلاهما لديفيد لين) و«لصوص القطارات» و«أفالانشي إكسبرس» و«إكسبرس إلى ميونيخ» و«قطار الرعب»، وكل منها على شاكلة، لا بد من التوقف عند مطلع فيلم سيرجيو ليوني «حدث ذات مرّة في الغرب» عندما يصل ثلاثة أشرار إلى محطة معزولة في الغرب الأميركي منتظرين وصول القطار الذي سيهبط منه رجل تم إرسالهم لقتله. عندما يتوقف ذلك القطار يهبط ذلك الرجل (تشارلز برونسون) ويتبادل الجميع النظر: «يبدو أنك بحاجة إلى حصان»، يقول أحد القتلة المأجورين (جاك إيلام) فيرد عليه برونسون: «أعتقد أن لديكم حصانين أكثر من اللازم». يلي ذلك على الفور مبارزة يسقط فيها القتلة.
المكان وصمته وشاعرية البيئة الطبيعية التي تلتقي مع ما كان سيرجيو ليوني يسميه بـ«شاعرية الصمت» تجعل من هذا المشهد أحد أكثر مشاهد القطارات قدرة على البقاء في البال على الرغم من أنه القطار يمر بالفيلم عابرًا.
ما سبق لا يعدو أكثر من بانوراما سريعة للكيفيات التي استخدمت القطارات فيها عبر الأفلام. لجانب هذا الكم المذكور من الأمثلة، فإن هناك أخرى كثيرة حملت على متنها شخصيات مثيرة أو حكايات لغزية أو رموزًا ممتعة. لكن معظمها استلهم أوضاعه الدرامية من حقيقة أنك في القطار المنطلق أنت حبيس سرعته وما يحدث لك فوقه هو غير ما قد يحدث لك خارجه. لا هروب ممكن ولا قدرة على تغيير وجهة القطار.. هذا إذا ما كان سائق القطار ما زال حيًا عليه.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».