ابن كيران يدشن مشاورات تشكيل الحكومة

بن عبد الله: سنسعى لتشكيل غالبية منسجمة ومتضامنة ومخلصة

ابن كيران يدشن مشاورات تشكيل الحكومة
TT

ابن كيران يدشن مشاورات تشكيل الحكومة

ابن كيران يدشن مشاورات تشكيل الحكومة

بدأ عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية المكلف، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، أمس مشاوراته من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، حيث استقبل اثنين من زعماء الأحزاب السياسية بمقر الحزب في الرباط لبحث انضمامهما إلى التحالف الحكومي.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد استقبل ابن كيران الاثنين الماضي، وكلفه تشكيل الحكومة، وذلك على أثر تصدر حزب العدالة والتنمية نتائج الانتخابات التشريعية، وحصوله على 126 مقعدا من أصل 395 مقعدا، متبوعا بحزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال المعارضين. فيما يحتاج الحزب إلى 73 مقعدا للحصول على غالبية مريحة في البرلمان المتمثلة في 198 مقعدا.
وبدأ ابن كيران مشاوراته أمس مع كل من محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية (27 مقعدا)، ونبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (12 مقعدا)، وهما حزبان من الأغلبية السابقة. وحضر المشاورات الرسمية الأولى سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب. وكان مقررا أن يلتقي ابن كيران مساء أمس الاثنين أيضا حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض.
وقال العنصر عقب لقائه ابن كيران إن «خيار الاستمرار في الحكومة إلى جانب عبد الإله ابن كيران قائم»، مشيرا إلى أن هذا القرار «ستتخذه الأجهزة التقريرية للحزب، حيث من المقرر أن يجتمع المجلس الوطني للحزب للحسم في هذا الموضوع». كما أشار العنصر إلى أن اللقاء بابن كيران كان فرصة لتقديم انتظارات حزب الحركة الشعبية.
وكان العنصر قد رحب قبل الانتخابات بمشاركة حزبه في حكومة ابن كيران، شرط التوافق على أولويات البرنامج الحكومي، وعلى رأسها الاهتمام بتنمية القرى والبوادي، وتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية التي تعد إحدى أولويات الحزب.
من جانبه، قال بن عبد الله إن حزبه تلقى دعوة من ابن كيران للمشاركة في الحكومة، مشيرا إلى أن «الأسباب التي جعلت حزبه يشارك في حكومة سنة 2011 ما زالت قائمة، بل توطدت بشكل أكبر، وهو ما يجعل حزبه يقارب إيجابا موضوع المشاركة في الحكومة المقبلة».
وأوضح بن عبد الله في تصريح صحافي عقب لقائه ابن كيران، أمس أن «اللقاء كان مناسبة لتبادل الآراء والمقاربات فيما يتعلق بالتجربة الحكومية المقبلة، وقد تم ذلك انطلاقا من رصيد مشترك، ومن التجربة الحكومية المنتهية ولايتها، في جو من الوئام والتفاهم العميق، انطلاقا من المقاربات المشتركة التي استطعنا بناءها خلال الخمس سنوات التي مرت».
وقال بن عبد الله، الذي كان بصحبة القياديين خالد الناصري وعبد الواحد سهيل، إنه ستتم عقد لقاءات مقبلة لمناقشة البرنامج الحكومي وكذا الميثاق الأخلاقي الذي ستوقعه أحزاب الأغلبية حتى «نكون أمام أغلبية منسجمة ومتضامنة ومخلصة للعهد الذي سنلتزم به جميعا». وكان الحزبان قد اتفقا قبل الانتخابات على أن يظلا معا سواء كانا في الحكومة أو انتقلا إلى المعارضة.
في سياق متصل، يستعد حزب التجمع الوطني للأحرار لعقد مؤتمر استثنائي يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وذلك لانتخاب رئيس جديد للحزب بعد استقالة رئيسه الحالي صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية في الحكومة المنتهية ولايتها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».