خريطة سياسية جديدة مرتقبة في تونس

المرزوقي يقود مشاورات مع 3 أحزاب لتشكيل تحالف سياسي مشترك

خريطة سياسية جديدة مرتقبة في تونس
TT

خريطة سياسية جديدة مرتقبة في تونس

خريطة سياسية جديدة مرتقبة في تونس

أكد رياض الشعيبي، رئيس حزب البناء الوطني المنشق عن حركة النهضة، إجراء 4 أحزاب سياسية مشاورات متقدمة من أجل تشكيل أرضية لمكون حزبي مشترك يكون فاعلا في المشهد السياسي التونسي، خلال الفترة المقبلة.
وقال الشعيبي، في تصريح إعلامي، إن «اجتماعا سياسيا ضم عدة وجوه سياسية بارزة ينتظر منه أن يؤسس لعمل سياسي مشترك». وفي حال تشكل هذه الجبهة السياسية المعارضة، فإنها ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الجبهة الوطنية للإصلاح، التي يعمل محسن مرزوق الأمين العام المستقيل من حزب النداء على تشكيلها، وكذلك جبهة الوحدة الوطنية التي يتم التحضير لها على أنقاض حزب النداء الذي شقته الخلافات والانقسامات السياسية، ولم يتمكن من عقد مؤتمره التأسيسي منذ سنة 2012، تاريخ حصوله لأول مرة على ترخيص العمل القانوني.
وأشار الشعيبي، الذي ترأس لجنة تنظيم المؤتمر التاسع لحركة النهضة، إلى مشاركة منصف المرزوقي وعدنان منصر عن حزب حراك تونس الإرادة، ومحمد عبو عن التيار الديمقراطي، وعبد الرؤوف العيادي رئيس حركة وفاء، والعياشي الهمامي، وعدد آخر من الوجوه السياسية التي تصطف في صف المعارضة، في مؤتمر، نهاية الأسبوع الماضي، خصص لتناول مستقبل المعارضة في تونس.
واستبعدت هذه المبادرة مشاركة تحالف الجبهة الشعبية بزعامة حمة الهمامي، واعتبر الشعيبي أن الجبهة الشعبية بخطابها الحالي لا تزال منغلقة على نفسها، ولا يمكن لبقية أحزاب المعارضة أن تلتقي معها حول تصورات وخيارات مشتركة في الوقت الراهن، على حد تعبيره.
ومن المنتظر أن تتمخض هذه المشاورات عن تشكيل جبهة سياسية جديدة قادرة على خلق توازن في الساحة السياسية، ولها قاعدة شعبية يمكن أن تعدل من خلالها العلاقة بين الائتلاف الحاكم الذي يتزعمه التحالف بين حزب النداء وحركة النهضة وبقية الأحزاب السياسية، في مقابل أحزاب المعارضة بمختلف توجهاتها.
في السياق ذاته، أشارت مصادر مقربة من حزب النداء إلى أن قيادات سياسية من الصف الأول، على غرار حافظ قائد السبسي المدير التنفيذي لحزب النداء، وسفيان طوبال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب النداء، قد شاركا في المشاورات الأولية الخاصة بتشكيل جبهة سياسية جديدة كان الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي أول من أعطى أولى إشاراتها، وهو ما أعطى انطباعا قويا بوجود حركية قوية داخل الأحزاب السياسية التونسية، استعدادا للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها سنة 2017، وتحضيرا بصفة مبكرة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها دستوريا سنة 2019.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.