«درع الفرات» تنتزع «دابق» من «داعش» في هزيمة رمزية تمهّد لـ«معركة الباب»

أنقرة: الحملة ستواصل تقدمها.. وإردوغان ينتقد أميركا لبنائها مطارًا في كوباني

مقاتل من فصائل الجيش الحر يطلق قذيفة مورتر على تنظيم داعش داخل بلدة دابق بريف حلب الشمالي أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي أخرجت التنظيم من البلدة أمس (أ.ف.ب)
مقاتل من فصائل الجيش الحر يطلق قذيفة مورتر على تنظيم داعش داخل بلدة دابق بريف حلب الشمالي أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي أخرجت التنظيم من البلدة أمس (أ.ف.ب)
TT
20

«درع الفرات» تنتزع «دابق» من «داعش» في هزيمة رمزية تمهّد لـ«معركة الباب»

مقاتل من فصائل الجيش الحر يطلق قذيفة مورتر على تنظيم داعش داخل بلدة دابق بريف حلب الشمالي أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي أخرجت التنظيم من البلدة أمس (أ.ف.ب)
مقاتل من فصائل الجيش الحر يطلق قذيفة مورتر على تنظيم داعش داخل بلدة دابق بريف حلب الشمالي أول من أمس ضمن معركة «درع الفرات» التي أخرجت التنظيم من البلدة أمس (أ.ف.ب)

قال وزير الدفاع التركي فكري إيشك إن القوات الخاصة التركية المشاركة في عملية درع الفرات لدعم قوات الجيش السوري الحر في شمال سوريا ستواصل تقدمها في شمال سوريا حتى يتم ضمان تأمين تركيا تماما من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال إيشك في تصريحات، أمس، جاءت بعد إعلان السيطرة على بلدتي دابق وصوران في شمال سوريا، إن حملة درع الفرات استطاعت إلى حد كبير التقليل من الخطر المباشر الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي على الأراضي التركية.
ولفت إلى نجاح القوات المشاركة في هذه العملية في تحرير مساحة ألف ومائة كيلومترات في الشمال السوري وأنّ القوات المشاركة في هذه العملية مستمرة في تقدمها من أجل إبعاد خطر التنظيم عن تركيا بشكل نهائي. وأشار إلى أن أنقرة مستمرة في التحضير للمشاركة في عمليتي تحرير الرقة، معقل «داعش» في شمال سوريا، وكذلك العملية الوشيكة في الموصل شمال العراق.
وانتزعت قوات الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا والتحالف الدولي لضرب «داعش»، السيطرة على بلدة دابق من تنظيم داعش أمس، بعد أقل من 24 ساعة على انطلاق العمليات فيها في إطار درع الفرات. وقالت مصادر عسكرية تركية إنه يبدو أن «داعش» ترك المنطقة في أغلبها، لكنه حذر من أن الجيش السوري الحر ما زال يتعين عليه إزالة ألغام أرضية من دابق.
ويواجه تنظيم داعش هجوما متوقعا في وقت قريب على أهم معاقله وهو مدينة الموصل العراقية في حين يهدد تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة ويهيمن عليه مقاتلون أكراد، بالتقدم باتجاه الرقة في سوريا، إلا أن هذه المسألة تثير خلافات بين أنقرة وواشنطن التي لا تريد مشاركة القوات الكردية من وحدات حماية الشعب والاتحاد الديمقراطي التي تشكل جزءا كبيرا من قوام قوات سوريا الديمقراطية في عملية الرقة.
واعتبرت المصادر التركية أن الحلقة الأصعب في عملية درع الفرات التي بدأت في 24 أغسطس (آب) الماضي، تم إنجازها وأن العملية ستستمر إلى أن يتم تحقيق جميع أهدافها المرسومة مسبقًا.
وتأتي أهمية تحرير قرية دابق وبلدة صوران، من كونهما تعتبران الممر الأسهل والأقرب إلى مدينة الباب التي تعد المعقل الرئيسي لـ«داعش» في ريف محافظة حلب.
وتعتبر أنقرة أن السيطرة على الباب سيقطع الطريق على عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه كمنظمة إرهابية، وكذلك عناصر «داعش» من الارتداد من الموصل والتجمع في الرقة.
وتستهدف أنقرة من العمليات الجارية في شمال سوريا حاليا تطهير مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع لإقامة منطقة آمنة لإيواء اللاجئين السوريين بطول 98 كيلومترا من جرابلس إلى الراعي وبعمق 45 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وهو ما سيضمن إبعاد «داعش» وكذلك منع إقامة شريط كردي على حدودها.
ورغم أن البلدة لا تتمتع بأهمية ميدانية استراتيجية لدى التنظيم مقارنة مع المدن الكبرى التي يسيطر عليها كالرقة في سوريا والموصل في العراق المجاور، فإن أهميتها تكمن في «رمزيتها الدينية» التي لطالما اعتمد عليها «داعش» في الدعاية له، بحسب ما يقول الباحث في الشأن السوري، أحمد أبا زيد. ويوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «خسارة التنظيم لهذه البلدة لها تأثير معنوي مباشر وانهيار للاستناد إلى المقولة الدينية التي يعتمد عليها (داعش) انطلاقا من دابق، وهو ما يؤثر على مصداقيته وهو عامل جذب بالنسبة إلى المقاتلين ولا سيما الأجانب منهم». أما ميدانيا، فإن السيطرة على دابق يمهّد وفق أبا زيد لاستكمال خط الوصل ما بين جرابلس وأعزاز ومارع وبالتالي التمهيد للمرحلة التالية من معركة «درع الفرات» في منطقة الباب التي تعتبر أكبر بلدات مدخل ريف حلب الشرقي.
وقال أحمد عثمان قائد «جماعة السلطان مراد» من فصائل الجيش السوري الحر التي شاركت في الاشتباكات مساء السبت وصباح الأحد، إن مقاتلين مدعومين بدبابات وطائرات تركية استولوا كذلك على بلدة صوران المجاورة. وأضاف لـ«وكالة رويترز» أن «أسطورة (داعش) عن معركتها العظيمة في دابق انتهت». وكان التنظيم وتزامنا مع الحشد العسكري للفصائل في محيط دابق، أورد في نشرته «النبأ» التي أصدرها الخميس، أن «هذا الكر والفر في دابق وما حولها (معركة دابق الصغرى) سينتهي بملحمة دابق الكبرى».
ويستند التنظيم إلى نبوءة دينية قديمة يرد فيها أن حشدا من الكفار يواجه جيش المسلمين عند بلدة دابق في ملحمة يقتل فيها الكثير من المسلمين، لكنهم ينتصرون في النهاية قبل أن تحل القيامة.
في السياق، انتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان شروع الولايات المتحدة في بناء مطار في مدينة عين العرب (كوباني)، شرق حلب شمالي سوريا. وقال إردوغان في كلمة مساء السبت في لقاء في ريزة شمال شرقي تركيا،: «الأميركيون يبنون مدرجات جنوب عين العرب، وكان يتعين عليهم أن يتشاوروا معنا لا مع تنظيم إرهابي مثل حزب الاتحاد الديمقراطي قبل الإقدام على تلك الخطوة».
ومنذ يناير (كانون الثاني) 2015 تخضع عين العرب المحاذية لولاية شانلي أورفا جنوب تركيا، لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بعد انسحاب تنظيم داعش الإرهابي منها.



ناجون يتحدثون عن إعدامات وتخريب في هجوم «الدعم السريع» على مخيم زمزم بدارفور

سيدة سودانية نازحة عقب هجوم من «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في دارفور (رويترز)
سيدة سودانية نازحة عقب هجوم من «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في دارفور (رويترز)
TT
20

ناجون يتحدثون عن إعدامات وتخريب في هجوم «الدعم السريع» على مخيم زمزم بدارفور

سيدة سودانية نازحة عقب هجوم من «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في دارفور (رويترز)
سيدة سودانية نازحة عقب هجوم من «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في دارفور (رويترز)

جلست نجلاء أحمد وسط مجموعة من الأمهات والأطفال تحت أشعة الشمس الحارقة، ووصفت لحظة هجوم عناصر «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في دارفور؛ حيث نهبوا المنازل وأحرقوها تحت وابل القذائف وتحليق الطائرات المُسيَّرة في السماء.

وفقدت نجلاء أثر معظم أفراد عائلتها في أثناء فرارها. وقالت لوكالة «رويترز» للأنباء: «لسه لهسَّه ما أجو. لا أمي لا أبوي لا أخوي ولا إخواني ولا جدي. جئت مع ناس غرباء». وهي واحدة من 6 ناجين أخبروا «رويترز» عن عمليات حرق وإعدام خلال الهجوم.

واستولت «قوات الدعم السريع» بعد عامين من صراعها مع الجيش السوداني، على المخيم الضخم في شمال دارفور قبل أسبوع، في هجوم تقول الأمم المتحدة إنه أسفر عن مقتل 300 شخص على الأقل ونزوح 400 ألف.

وقالت «قوات الدعم السريع» إن المخيَّم استخدم قاعدة للقوات الموالية للجيش. ونددت المنظمات الإنسانية بما حدث، ووصفته بأنه هجوم استهدف مدنيين يواجهون بالفعل مجاعة.

وتمكنت نجلاء أحمد من إيصال أطفالها إلى بر الأمان في طويلة، وهي بلدة تبعد 60 كيلومتراً عن زمزم وتسيطر عليها جماعة محايدة، وتقول إن هذه هي المرة الثالثة التي اضطرت فيها للفرار من «قوات الدعم السريع» في غضون أشهر.

وأضافت أنها رأت 7 أشخاص يموتون جوعاً وعطشاً، وآخرين توفوا متأثرين بجراحهم في رحلة فرارها الأحدث.

ونشرت «قوات الدعم السريع» مقاطع فيديو لعبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات شبه العسكرية، وهو يَعِد بتوفير الطعام والمأوى للنازحين، في المخيم الذي ظهرت فيه المجاعة في أغسطس (آب).

العثور على جثث

وذكرت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين -وهي جماعة حقوقية- أن أكثر من 280 ألفاً لجأوا إلى طويلة، بالإضافة إلى نصف مليون شخص وصلوا إلى هناك منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

وقال رجل طلب عدم ذكر اسمه من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، على بعد 15 كيلومتراً شمالي زمزم التي تحاول «قوات الدعم السريع» انتزاعها من الجيش، إنه عثر على جثث 24 شخصاً قُتلوا في هجوم على مدرسة دينية، وتم وضع بعضهم في صفوف.

وأضاف: «بدأوا باقتحام منازل الناس ونهبها... قتلوا بعض الناس... وبعد ذلك فر الناس هاربين في اتجاهات مختلفة. اندلعت حرائق. كان معهم جنود يحرقون المباني لبث مزيد من الرعب».

وقال رجل آخر -وهو من كبار السن في المخيم- إن «قوات الدعم السريع» قتلت 14 شخصاً من مسافة قريبة في مسجد بالقرب من منزله. وأضاف: «الناس الخائفون يذهبون دائماً إلى المسجد بحثاً عن ملجأ، ولكنهم ذهبوا إلى كل مسجد وأطلقوا النار عليهم».

وأظهر مقطع مصور تحققت منه وكالة «رويترز» للأنباء مقاتلين يصرخون في وجه مجموعة من الرجال الأكبر سناً والشبان خارج مسجد، ويستجوبونهم بشأن ما يفترض أنها قاعدة عسكرية.

وأظهرت مقاطع مصورة أخرى، تحققت منها «رويترز» أيضاً، أفراداً من «قوات الدعم السريع» يطلقون النار على رجل أعزل، بينما كان آخرون ممددين على الأرض. وأظهر مقطع مسلحين يحتفلون وهم يقفون حول مجموعة من الجثث. وقالت «قوات الدعم السريع» إن هذه المقاطع مزيفة.